سليمان شفيق
كانت طفولتي تركض امامي هذا الصباح ، تسبق عمري ، تبحث عن ظلي فلا تجدة ، اهرب من الام الرقبة الي دوخة الاذن الوسطي ، ابحث عن مهرب ، المسلسلات ، لاتحتاج تركز وربما لا تحتاج عقل ، لا اري بل تعود بي طفولتي الي الراديو والعين السحرية والف ليلة وليلة وصوت الجان وحكايات شهرزاد ، والفوازير ، اترك الراديو اذهب الي الكنفاني وخيوط الدقيق ، ورائحة القطايف ، وصراخ الصبية "وحوي يا وحوي " ، يعود نظري للتلفزيون ليالي الحلمية وانيسة
، اه غادرتنا انيسة والدراما واسامة انور عكاشة ، ماذا جري : اين عادل امام ؟ لماذا توقف رغم اعلان عدم مرضة ؟ أين دراما اولاد العدل جروب ؟ اين واين واين ؟ لايتبقي الا ان نشاهد ابناء الكبار محمد امام وكريم عمرعبد العزيز في هوجان ، تعاودني الام فراق الاحبة سميحة توفيق ، نور الشريف ، ومسلسلات هارون الرشيد وعمر بن عبد العزيز ، تري ماذا جري ؟ هل هذا الهزل الدرامي نتاج رحيل الكبار؟ ام حجب الرؤية في الخماسين بعد الثورتين ؟ ام ضيق افق المنتجين وانعدام رؤية الكتاب ؟ أم عدم قدرتي علي التركيز بسبب الاذن الوسطي ؟ ام هو الخوف في هذا السن والامراض من القول ان سيطرة قوي لاتقدر الابداع علي الرؤية والانتاج اوصلتنا الي تلك الدراما ؟
بصراحة لا استطيع ان اكمل سوي ان من "خلف مامات"، وتحياتي ل محمد امام وكريم عبد العزيز ، ويوسف ابن الراحل وائل نور ولا عزاء للدراما ولا الابداع ، هكذا لم تبقي لنا الثورتين سوي العزاء علي الموتي والدراما .
يبكي ظلي من عدم قدرة رقبتي علي تركيز عقلي ، وتهرب دموعي من الخوف من ارتفاع السكر ، ووحوي يا وحوي ايوحا والدراما راحت واي روحة.
وربنا يستر ورمضان كريم والله اكرم وقادر علي كل شئ.