سامح جميل
منذ 70 سنة إستقل نصف مسلمي الهند فى ظل كيان جديد سموه "باكستان" . وقد توجوا بذلك مشروعا إسلاميا رعاه المفكر الهندي المسلم أبو الأعلي مودودي (الأب الروحي لمعظم أفكار سيد القطب) والسياسي الهندي المسلم محمد علي جناح. وخلال السنوات السبعين الماضية أسست الهند نفسها كأكبر ديموقراطية فى العالم. أما باكستان فبجانب إنشقاقها لدولتين (بينجلاديش وباكستان) فقد شهدت العديد من الإنقلابات ولم يكمل أي برلمان من برلماناتها (بإستثناء البرلمان الأخير الذى إنتهت مدته هذا العام 2013) ولا يمكن وصف باكستان على الإطلاق بأنها دولة ديموقراطية. فى الهند واحدة من أرقي المؤسسات القضائية فى العالم ،
وهو ما لا وجود لنظيره فى باكستان. الهند اليوم هى رابع أكبر إقتصاد فى العالم ، أما باكستان فلا وجود لها بين أكبر خمسين إقتصاد فى العالم. فى الهند مؤسسات بحث علمية وجامعات من أرقي المؤسسات العلمية فى العالم. وهو أيضا ما لا نظير له فى باكستان . وبينما لا تساهم الهند فى "صناعة الإرهاب العالمية" ، فإن باكستان تضم أكبر حضانات الإرهاب فى العالم. الأقليات فى باكستان يقتلون ويضطهدون بشكل منهجي ، أما فى الهند فإن رئيس الجمهورية السابق كان من الأقلية المسلمة ورئيس الحكومة الحالي هو من أقلية السيخ (2% من الشعب الهندي). ودراستنا للحالتين الهندية والباكستانية تؤكد لنا أن سبب نجاح الهند هو المرجعية العلمانية ، وأن سبب كوارث باكستان هو الهوس الديني (الإسلامي) فى باكستان ....!!