بقلم : عبدالمنعم بدوى
فى صيف عام 1978 أجتمع الرئيس أنور السادات بالدكتور مصطفى كمال حلمى وزير التربيه والتعليم فى ذلك الوقت ، وقال له : " الناس غضبانه فى الشارع ... أنا عايزهم ينبسطوا من أمتحان الثانويه العامه " ... " نجح الولاد يامصطفى " !!
وطبعا معالى الوزير سمع الكلام ونجح الأولاد بناء على تعليمات السيد رئيس الجمهوريه ، وخرجت نتيجة أمتحان الثانويه العامه فى هذه السنه بنسبة نجاح 89% ، بصرف النظر عن الأسس التربويه ، ومعاييرالكفاءه ، ومقاييس الأداء .
التنعليم فى مصر حاله فريده وخاصه ، فبدلا من أن يكون وعاء لتقديم المعرفه والبحث العلمى للطلاب وتنمية الخيال ، أصبح يستخدم فى خدمة الحاكم وترسيخ أركان نظامه ، ووسيله لصناعة الغباء .
فقد تم حزف أسم الرئيس محمد نجيب أول رئيس جمهوريه من المناهج الدراسيه طوال فترة حكم جمال عبد الناصر والسادات ، وأيضا لابد أن تكون إنجازات السيد الرئيس جزء من كتاب التاريخ المقرر على الطلاب .
أذن لابد من الأعتراف بأن التعليم ساهم فى التجهيل وتغييب وعى التلاميذ ، فقد أكدت الأحصاءات الرسميه أن 30% من تلاميذ المدارس الأبتدائيه والأعداديه لايجيدون القراءه أو الكتابه ، وحتى من حصل منهم على شهادات جامعيه 85% منهم لايدركون ما يجرى حولهم ولا يقرؤون أكثر من الكتب المقرره عليهم .
قامت كوريا الجنوبيه قبل ثلاثين عاما بتخصيص كل مواردها فى الميزانيه لمدة 7 سنوات للتعليم فقط ... تمكنت فى تلك الفتره من أمتلاك 25380 براءة أختراع فى المقابل العالم العربى كله لم يحقق على مدى تلك الفتره سوى 210 براءة أختراع فقط .
المناسبه
طلب وزير التعليم 11 مليار جنيه لتطوير التعليم فى مصر ، وهدد بترك الوزاره فى حالة عدم الأستجابه ، وطبعا هذا المبلغ فوق طاقة ميزانية الدوله التى لاتستطيع توفيرها له .
فى رأينا إن حجة نقص الموارد وقلة الأمكانيات ( نوع من الأستهبال ) ... لأن مصر يمكنها أن تتقدم علميا بميزانية حى واحد من أحياء العاصمه الأداريه ، أو بتوفير مايصرف على مظاهر الفشخره الكدابه .