سليمان شفيق
بعد القرار الأمريكي بزيادة الرسوم الجمركية على ما يصل إلى 200 مليار دولار من السلع الصين'> الصينية، تعهدت الصين'> الصين باتخاذ "التدابير المضادة اللازمة"،وأعلنت وزارة التجارة الصين'> الصينية الجمعة إن "الجولة الحادية عشرة للمشاورات الأمريكية الصين'> الصينية الاقتصادية والتجارية العالية المستوى جارية ونأمل أن يتمكن الجانبان من الالتقاء في منتصف الطريق".
وأعلن البيت الأبيض في وقت متأخر الخميس أن المفاوضات التجارية الحاسمة مع الصين'> الصين ستتواصل الجمعة. وأشار البيت الأبيض في بيان إلى أن الرئيس دونالد ترامب اجتمع مع الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشين في أعقاب الاجتماع الأول مع الوفد الصين'> الصيني، لافتا إلى أن الجانبين "اتفقا على مواصلة المناقشات صباح الجمعة" الماضية .
وكانت المفاوضات بين الطرفين استؤنفت الخميس الماضي في واشنطن في أجواء أقل تشنجا حيث كشف الرئيس ترامب أنه تسلم رسالة من نظيره الصين'> الصيني والذي سيتحدث معه هاتفيا في موعد لم يحدد بعد، ويحذر الاقتصاديون في جميع أنحاء العالم والمؤسسات المتعددة الأطراف مثل صندوق النقد الدولي منذ أشهر من أن حربا تجارية طويلة الأمد بين الصين'> الصين والولايات المتحدة تهدد النمو العالمي.
وردا على الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على واردات الصين'> الصين، بدأ المارد الصين'> الصيني يعد العدة للحرب التجارية أمام نظيره الأمريكي. ابتداء من المنتجات الأمريكية التي تغزو الأسواق الصين'> الصينية وصولا إلى الدين الأمريكي الذي يصل إلى 1200 مليار دولار،واندلعت حرب تجارية بين الصين'> الصين والولايات المتحدة بعد تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على بعض الواردات الصين'> الصينية وردت الصين'> الصين بالمثل الجمعة، وتستورد الصين'> الصين من الولايات المتحدة أقل بحوالى أربع مرات مما تصدر إليها، وبالتالي سيتحتم عليها البحث عن أسلحة غير الرسوم الجمركية لمعاقبة الاقتصاد الأمريكي
وتعتبر المنتجات الأمريكية وسيلة ضغط محتملة بيد بكين، على سبيل المثال يعتبر هاتف "آي فون إكس" وسيارات بيويك إيكسيل ومقاهي ستارباكس وإنتاجات هوليوود من الأفضل مبيعا في الصين'> الصين.
وقال المحلل لدى "أوكسفورد إيكونوميكس" لويس كويجز إن" بكين تملك أسلحة محدودة على صعيد تدابير الرد الجمركية، لكن بإمكانها فرض تدابير أخرى متعددة على الشركات الأمريكية العاملة في الصين'> الصين، من خلال تشديد الرقابة الصحية والأمنية والمالية وتأخير حركة الاستيراد أو تنظيم مقاطعة".
وتستهدف الجمارك الصين'> الصينية منذ مايو لحوم الخنزير والسيارات الأمريكية وقد أعلنت عن تشديد عمليات الكشف عليها، تعول الكثير من الشركات الأمريكية على الصين'> الصين، وبينها جنرال موتورز التي تبيع سيارات في الصين'> الصين أكثر مما تبيع في أمريكا الشمالية. وبإمكان بكين الإضرار بمبيعاتها من خلال ضرب صورتها في السوق الصين'> الصينية.
وقال مارك ويليامز من "كابيتال إيكونوميكس" إن بإمكانها أن تفعل ذلك من خلال "مجرد حملة دعائية، وقد أثبت ذلك في ما مضى فاعليته وسرعة تأثيره".
وذكر المحلل بأن الحملات ضد اليابان عام 2012 أو ضد كوريا الجنوبية العام الماضي "أدت إلى انهيار بنسبة 50% في مبيعات السيارات من هذين البلدين خلال شهر واحد".
واضطرت شركة "لوتي" الكورية الجنوبية للتوزيع بعدما قاطعها المستهلكون الصنيون واستهدفتها تدابير إدارية عدة، إلى إغلاق حوالى 75% من فروعها في الصين'> الصين، بعدما أثارت غضب بكين بمنحها سول أرضا لنشر أجزاء من الدرع الصاروخية الأمريكية.
تعتبر الصين'> الصين التي تملك احتياطات هائلة من العملات الأجنبية، الطرف الدائن الرئيسي للولايات المتحدة (حوالى 1200 مليار دولار). وذكرت وكالة بلومبرغ في يناير أن مسؤولين صينيين أوصوا بإبطاء أو تعليق عمليات شراء سندات الخزينة الأمريكية
غير أن ذلك ينطوي على خطورة لبكين، لأن أي زعزعة لاستقرار الأسواق قد تنعكس سلبا على قيمة سندات الخزينة والدولارات التي تملكها هي نفسها، لا سيما وأن الأصول البديلة التي يمكن الاتجاه إليها نادرة