فى مثل هذا اليوم 9مايو 1944م..
سامح جميل
جاء فى مذكرات الزعيم مصطفى النحاس باشا عن الزعيم مكرم عبيد باشا فى مذكراته
"ربع قرن من السياسة"..تحقيق ودراسة احمد عز الدين ..عن "دار العصور الجديدة "..
القاهرة ..كتب النحاس عن صديقه و رفيق كفاحه "يحكى انه كان فى مصر شخصا يسمى مكرم عبيد بلغ من الشهرة اقصاها ومن المنزلة منتهاها ..قربه رئيسه وعظمه زعيمه حتى بلغ القمة..وظن ان لااحد بعده ..فاخذه الغرور وزين له الشيطان الغرور ..فسقط من حالق محطم العقل مزعزع الفكر ..مضطرب اوضاع الحياة ..كان فى مصر شخص يسمى بهذا الاسم فانمحى من الوجود السياسى بهذا الاسم رحمه الله"..
النحاس كان يرى ان مكرم بكتابه "الكتاب الاسود فى العهد الاسود"..الذى اشتمل على اتهام النحاس باشا بالفساد..
تنوعت اساليب المواجهة بين الاثنين .."حتى شهدت "اسقاط عضوية مكرم عبيد من مجلس النواب "..اما فى مثل هذا اليوم 9مايو 1944 ..فقد شهد القبض على مكرم باشا بقرار من النحاس باشا..فبينما كان مكرم منشغلا بنشاطاته ضد النحاس ..وانتقاده للوضع العسكرى فى مصر اثناء الحرب العالمية الثانية ..القى القبض عليه يوم 9 مايو 1944..وبامر من النحاس باشا الحاكم العسكرى فى مصر اثناء الحرب ..وقضى الايام القليلة الاولى فى فترة اعتقاله فى
سجن الاجانب ..ثم نقل بعد ذلك الى استراحة الرى فى "السرو"..الى ان اطلق سراحه بعد ذلك ليصبح وزيرا للمالية فى وزارة "احمد ماهر باشا"..فى 7 اكتوبر 1944عندما اقيلت وزارة النحاس باشا..
وفى محكمة الثورة التى شكلتها ثورة 23 يليو 1952 للذين افسدوا الحياة السياسية قبلها بان"القاء القبض على مكرم عبيد كان برغبة الانجليز "..ويقول بذلك مكرم باشا فى المحاكمةويؤيده مصطفى الفقى فى كتابه "الاقباط فى السياسة المصرية "وبرهن على ذلك بانه كان قد وجه دعوة للشعب المصرى لمواجهة السلطات البريطانية قبل ثمانية ايام فقط من قرار اعتقاله....ويضيف الفقى ان الحكومة الوفدية اصدرت بيانا بعد اعتقاله تشرح فيه انه كان قد انذر قبل ذلك بستة اشهر بان يوقف اجتماعاته التى كان يعقدها لانها كانت غير مشروعة فى ظل الاحكام العرفية..
تابعت الحكومة الوفدية اجتماعات "عبيد "..وبالطبع كانت تتتناول معارضته ل"النحاس"..وماجاء بالكتاب الاسود..ونعرف ممايرويه الكتور "محمد حسين هيكل "رئيس مجلس الشيوخ قبل الثورة واحد قيادات حزب الاحرار الدستوريين فى مذكراته "دار المعارف القاهرة "..وكان ممن انضموا الى "عبيد"..فى معركته..يقول هيكل""قررنا ان ننقل نشاطنا من العاصمة الى بعض الاقاليم نتصل فيه بانصارنا يجمعون لنا فيها الناس لنخطب فيهم ونبين لهم من امر الحكومة وعسفها وعبثها فى تصرفاتها تجرى فى طريق يعرض البلاد للخطر".."واتفقنا لتنفيذ خطتنا ان نزور مديرية المنوفية وان ننزل عند انصاارنا فيها يومين يومين كاملين او ثلاثة ايام واجتمعنا فى الموعد الذى حددناه فى تلا بدعوة من احمد باشا عبد الغفار وذهبنا من محطتها سيرا على الاقدام الى منزل شقيقه عبد السلام بك عبد الغفار"..
نجحت زيارة تلا كما يقول هيكل ..وخطبوا فى الناس ثم ذهبوا الى كفر ربيع ..بدار اسرة "ابوحسين "..لكن حكمدار المنوفية ابلغهم بفض الاجتماع بالقوة لكنهم رفضوا الامر "..وفى ضحى اليوم التالى "ركبنا السيارات لنطوف ارجاء المديرية فاذا البوليس فى وجوهنا وقد وضع فى طريقنا العقبات بالقاء المواسير الضخمة فى طريقنا تعترض سيرنا ويحفر الطريق حنتى لاتتخطاه السيارات ..وم ذلك استطعنا بشىء من الجهد ان نبلغ غايتنا وان ننزل دار مضيفنا السيد بك الفقى ..ببلدة كمشيش ..وخطبنا فى الذين لبوا دعوتنا ..وقابلونا..وتناولنا طعام العشاء ثم عادت بنا السيارت الى القاهرة فبلغناها قرابة منتصف اللليل"..
ويضيف هيكل"كانت جولتنا هذه بالمنوفية موفقة لكننا علمنا بعد قليل ان الادارة الحكوممية بدأت تؤاخذ الذين استقبلونا والذين خفوا الى مقابلتنا ونزل بهم الوانا من العنت والمضايقة "..!!