د. ماجد عزت إسرائيل
رحل عن عالمنا الفانى اليوم الثلاثاء الموافق(٧ مايو ٢٠١٩ م/ ٣٠ برموده ١٧٣٥ ش) القمص مرقس عزيز خليل كاهن كنيسة السيدة العذراء والشهيدة دميانة المعلقة بمنطقة مصر القديمة بمدينة القاهرة.
والقمص مرقس عزيز خليل ولد في(١٣ أغسطس ١٩٤٥م) بالقاهرة،وكان اسمه العلمانى وهيب عزيز خليل،وقد تخرج في كلية الزراعة جامعة القاهرة عام١٩٦٦م، وأدى الخدمة العسكرية كضابط في صفوف الجيش المصرى،يذكر أنه خدم فترة في حياته بكنيسة الشهيدة دميانة بمنطقة الهرم، وفي(٢ نوفمبر ١٩٨٠م) تم سيامته كاهناً بيد مثلث الرحمات المتنيح قداسة البابا "شنودة الثالث" البطريرك رقم(117)(1971-2012م)، علي مذبح كنيسة السيدة العذراء والشهيدة دميانة وهى الكنيسه التى أشتهرت باسم "الكنيسة المعلقة" بمنطقة مصر القديمة،وهى المنطقة التى تقع جنوب مدينة القاهرة عاصمة مصر. وفى (١٥ يوليو١٩٩٤م) منح رتبة القمصية.
وفى تسعينيات القرن المنصرم تم انتدبه للخدمة في كل من كندا ووالولايات المتحدة الأمريكية، ثم عاد إلى مصر في أوائل القرن الحادى والعشرين الميلادي،ثم تركها بعد ذلك لدفاعه عن هموم الأقباط في ظل فترة الرئيس السابق"محمد حسنى مبارك"(1981-2011م)، وبعدها سافر للولايات المتحدة الأمريكية للخدمة بكنائسها حتى نياحته مساء اليوم(7 مايو2019م)، وفى الشتات لم يتوقف لحظة واحده من أجل التنديد بمشاكل الأقباط والعدالة الغائبة، وتعرض الأقباط وكنائسهم للنهب والسلب والحرق،وهي التى زادت في عهد حكم الرئيس المعزول"محمد مرسى "(يونيو 2012- 3 يوليو 2013م)،ومن الجدير بالذكر أن القمص مرقس عزيز أول كاهن يحكم عليه بالإعدام في عام(2013م) حيث تم اتهامه بمشاركته في إنتاج الفيلم المسيء للرسول.
وللأمانة العلمية القمص مرقص عزيزى إنسان عرف عنه جرئته، وعندما يؤكد أنه لم يشارك فى الفيلم المسئ فمن المؤكد أنه لن يفعل،لأنه رجل وطنى من طراز فريد.ففي كل مواقفه كان يدافع عن الكنيسة وشعبها وأكبر دليل على ذلك مقالاته الكثيرة بشتى الجرائد المصرية والعربية.كما اتهمه البعض بأنه الأب يوتا،وقد نفى القمص في مواقع عديدة صلته بهذه الشخصية التى تهاجم الإسلام والمسلمين.
وعرف عن القمص مرقس عزيز غزارة علمه فترك لنا العديد من المؤلفات في شتى العلوم الكنيسة والتى كان من أهمها كتاب " استحالة تحريف الكتاب المقدس".
وشفاعه العذراء والملائكه والقديسين،وتأملات في سفر رؤيا يوحنا،ودرسات في سفر المزامير، ودراسات في رسائل القديس يوحنا،والملائكه سكان السماء،والخدمة الروحية، اسماء السيد المسيح ومدلولتها،ولا اله الا الله، المرأة في اليهودية والمسيحية والاسلام،والتزمر وعدم الشكر،وفلنسلك بنظام وتدقيق،فلنفرح في التجارب.
على أية حال، ظل القمص مرقس عزيز خليل في عطائه وخدمته الكنسية وكتاباته وبعض برامجها الفضائية بالولايات المتحدة الأمريكية حتى رحل عن عالمنا الفانى عن عمر يناهز(7٤) عامَا،وبعد خدمة كهنوتية امتدت إلي أكثر من(٣٩) عامَا وسوف يُصلي علي جثمانه الطاهر بالولايات الأمريكية ويدفن بها.
وهنا نسجل للتاريخ أن نيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة والمنيل وفم الخليج وأسقفيه الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية، قرر أن يقيم يوم الأربعاء 8 مايو 2019م قداسًا علي روحه الطاهرة،بالكنيسة المعلقة بمنطقة مصر القديمة، بحضور مجمع كهنة الأبرشية، علي أن يستقبل نيافته العزاء في مساء ذات اليوم وبنفس الكنيسة.وقد تقدم قداسة البابا تواضروس الثاني البطريرك رقم(118) – منذ 4 فبراير 2012م – وحتى الآن أطال الله عمره سنين عدة وأزمنة سالمية، بخالص العزاء لنيافة الأنبا يوليوس ولكنهة وشعب منطقة مصر القديمة ولأسرة الأب مرقس عزيز، طالبَا لنفسه المباركة النياح والراحة مع جميع القديسين.
وأخيراً،الرب يعزى قلوبنا جميعاً ويحفظ أيام غربتنا على الأرض، وأقدم خالص العزاء لشعب الكنيسة القبطية،ولتلاميذه، ولمريديه،ومحبيه، ولأسرته الكريمة في مصر وخارجها،ولقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.