تتضمن الموافقات الأمنية ورفض المنتمين للتيارات الدينية
وضعت وزارة الأوقاف المصرية شروطًا صارمةً أمام الراغبين في الاعتكاف بالمساجد خلال شهر رمضان، وطالبت بضرورة حصول المعتكف على موافقات الجهات الأمنية ومنع الذين تدور حولهم الشبهات وخاصة التابعين للتيارات الدينية.
للعام الثاني على التوالي، تضع وزارة الأوقاف المصرية شروطًا صارمة أمام المواطنين الراغبين في الاعتكاف خلال شهر رمضان.
وشملت الشروط أن يكون الاعتكاف بالمسجد الجامع لا بالزوايا ولا بالمصليات، فالزوايا والمصليات تكون لأداء الصلوات الراتبة فقط، ولا مجال فيها لإقامة شعائر الجمعة والاعتكاف، فالمسجد الذي لا تقام به الجمعة التي هي فرض لا يقام به الاعتكاف الذي هو سنة، وأن يكون الاعتكاف تحت إشراف إمام من أئمة الأوقاف أو واعظ من وعاظ الأزهر الشريف أو خطيب مصرح له من وزارة الأوقاف تصريحًا جديدًا لم يسبق إلغاؤه، وأن يكون المكان مناسبًا من الناحية الصحية، ومن حيث التهوئة وخدمة المعتكفين، بناء على تقرير يرفع من مدير الإدارة التابع لها المسجد لمدير المديرية.
موافقة أمنية
وأضافت وزارة الأوقاف، أن شروط الاعتكاف تتضمن أيضًا، أن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد جغرافيًا ومن المعروفين لإدارة المسجد، وأن يكون عددهم مناسبًا للمساحة التي يقام بها الاعتكاف والخدمات اللازمة للمعتكفين، ويقوم المشرف على الاعتكاف بتسجيل الراغبين في الاعتكاف وفقًا لسعة المكان قبل بداية الاعتكاف بأسبوع على الأقل، وأن تكون إدارة الأوقاف التابع لها المسجد مسؤولة بشكل كامل عن إدارة شؤون الاعتكاف وعن أي خلل يحدث فيه، وعليها متابعته متابعة تامة، وأن يتم اعتماد المسجد من قبل وزارة الأوقاف كمسجد مصرح له بالاعتكاف.
وطالبت الوازرة "المعتكف" بتسليم صورة من بطاقته الشخصية للمشرف على الاعتكاف على أن يتم تسليم نسخة منها لإدارة الأوقاف التابع لها المسجد قبل الاعتكاف بأسبوع؛ للتحري عنه، ورفض من تدور حوله الشبهات أو ينتمي للإخوان.
وكشفت تقارير المتابعة عن العام الماضي أن الإخوان استطاعوا استغلال الاعتكاف لتحريض المصلين ضد الدولة، وتجنيد بعضهم للانضمام للجماعات الإرهابية في سيناء.
وحذرت الوزارة المخالفين للتعليمات باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، مطالبة جميع المديريات بسرعة موافاة الوزارة ببيان مفصّل بالمساجد المخصصة للاعتكاف واسم الإمام المشرف على كل منها، وكذلك مصليات العيد واسم الخطيب الأساسي والخطيب الاحتياطي لكل مصلى.
قرار جديد
في وقت سابق، أكدت وزارة الأوقاف، في بيان لها، أن "صلاة التراويح بقراءة جزء من القرآن ليست أمرًا مسنونًا فنعممه، ولا أمرًا محظورًا فنمنعه، فالأمر في ذلك على السعة".
وأضافت وزارة الأوقاف، أن "محاولة حمل الناس على الصلاة بجزء أو غيره زيادة أو نقصًا حملًا واعتبار ذلك هو السنة أمر غير صحيح؛ لأن صلاة القيام بجزء كل ليلة من رمضان أمر لم يؤثر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يأمر به".
الجمعيات الشرعية
على الجانب الآخر، وافق محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على اعتماد (3496) مسجدًا على مستوى الجمهورية للاعتكاف في شهر رمضان المبارك 1440هـ، بحيث يكون لكل مسجد إمام من الأئمة مسؤول عن إدارة جميع شؤون الاعتكاف، وتقرر استبعاد جميع مساجد الجمعيات الشرعية، والموجودة في المناطق ذات التواجد السلفي، من الاعتكاف بداخلها.
ضبط الدعوة
من جانبه أكد الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن الشروط التي أعلنت عنها الوزارة بخصوص سنة الاعتكاف، الغرض منها ضبط الدعوة والخطاب الديني داخل المساجد في رمضان؛ لمنع استغلال المساجد في الترويج لبعض التيارات الدينية في مصر وعلى رأسها جماعة الإخوان، والتخفيف على المصلين؛ لذلك طالبنا الأئمة بالالتزام بألا تزيد خاطرة التراويح عن عشر دقائق، على حدّ تعبيره.
وأوضح رئيس القطاع الديني، لـ"إيلاف"، أن الوزارة وضعت جميع المساجد تحت المراقبة المشددة هذا العام؛ لمنع حدوث أي تجاوزات بداخلها طوال شهر رمضان، مثل التي كانت تحدث عبر السنوات الماضية خلال أدعية القنوت؛ لذلك ألزمنا الأئمة بعدم الخروج في أدعية القنوت عن الدعاء المأثور والمعروف للجميع.
تقارير أمنية
في السياق ذاته، أكد الشيخ أشرف الفحل، عضو نقابة الأئمة المستقلة، أن قرار تقنين سنة الاعتكاف في مصر واقتصارها على المساجد الكبرى وخضوعها لإشراف ومراقبة أئمة المساجد، جاء تنفيذا لتقارير أمنية كشفت عن استغلال التيارات الدينية في مصر للاعتكاف في الترويج لأفكارهم، وحث الشباب على الانضمام لتلك التيارات.
كما كشفت التقارير الأمنية عن استغلال منابر مساجد الزوايا المنتشرة في مصر خلال شهر رمضان، حيث تستغلها التيارات الدينية في الاعتكاف، وإلقاء المحاضرات الدينية في ظل وجود أكثر من 70 ألف مسجد، والزوايا لا تخضع لمراقبة وزارة الأوقاف.
وقال الشيخ أشرف الفحل لـ"إيلاف": "إن تحديد عدد محدود من المساجد للاعتكاف يعطي الأجهزة الأمنية ووزارة الأوقاف في مراقبة المترددين على تلك المساجد، والتحري عنهم قبل السماح لهم بالاعتكاف، وبالتالي ضبط مجال الدعوة والخطاب الديني خلال رمضان، بعد أن شهدت السنوات الماضية حالة من الفوضى داخل مساجد الاعتكاف، واستغلالها من قبل التيارات الدينية المتشددة في مصر لتحقيق مكاسب سياسية ضد الدولة".