جمال رشدي يكتب
اردوغان هو أداء تم تجهيزها وإعدادها لتؤدي دور معين في مرحلة معينة داخل خطة متباعدة الأبعاد التاريخية ومتنوعة في سيناريوهات التنفيذ، تم تسويق نظام حكمه جيداً من قبل المحرك الرئيسي في الغرب عن طريق بناءه سياسيا واقتصاديا، حثي يكون ملائم ومناسب للدور المطلوب منه.
المخطط هو تمزيق المنطقة العربية وتفتيتها وإعادة صياغتها سياسياً وجغرافياً واقتصادياً، لتصبح إسرائيل هي الملك الجالس علي تلال أنقاضها والمتحكم في مصير مواردها ومستقبل وجودها، جماعة الإخوان هي الوقود الذي تم تجهيزه وإعداده أيضا منذ سنوات طويلة ليتم إشعال المنطقة بهم وتحويلها إلي أشلاء وأنقاض وأكوام متناثرة.
وبما أن اردوغان العثماني هو ابن شرعي لتلك الجماعة، فكان دوره يتمحور في عدة محاور، أولا أن يكون الرمز والقيمة السياسية لجماعة الإخوان وكل الجماعات الإرهابية التي علي شاكلتهم، ثانيا أن يمثل لهم السند اللوجستي والمركز الرئيسي للتمويل والتواصل، ثالثا أن يكون لهم الصوت الإعلامي المدافع عنهم والمسوق لهم في كل العالم.
كل ذلك قام به اردوغان علي أكمل وجه إثناء ثورات الخريف العربي، وكان الثمن الموعود به من الغرب اكبر كثيراً من إمكانياته ولكن يتماشي مع طموحه المريض وهو إمبراطور عثماني جديد يمتد نفوذه في كل المنطقة العربية.
لن أقول أن المخطط سقط أو انهزم لكن أقول استطاعت ثورة 30 يونيو أن تعطي قبلة الحياة للأقطار العربية، وتجعلها تعيد النظر في كيفية التعاطي مع هذا المخطط وأهدافه واداواته وبالفعل استطاعت مصر ومعها الدول العربية تحييد المخطط عن أدواته، عن طريق قطع زراعه الأكبر وهو جماعة الإخوان الإرهابية وتم احتواء أهدافه عن طريق المشاركة الإستراتيجية في موارد المنطقة الطبيعية لتكون مصدر استفادة للجميع.
هنا انتهي دور اردوغان وجماعته، وهو يعلم تماماً أن بانتهاء دورة ستنتهي مكانته ووجوده، لأنه ليس صناعة وطنية للدولة العثمانية، بل صناعة خارجية تم زرعها في جسد دولة أتاتورك، لتؤدي دور مقابل ثمن مزعوم، وعند ذلك اصبح الاراجوز التركي اردوغان كالثور المذبوح، يحاول تحطيم كل ما في حلبة المصارعة حثي يموت الجميع معه.
وألان علي القيادة في مصر أن تحذر من هذا الاراجوز، لان فرصته التي وجد من اجلها انتهت وعلي رأسها تفتيت مصر وجيشها، فألان من الممكن أن يذهب بقل ثقله إلي الملعب الليبي واعتقد انه من الممكن أن تقوم حكومة السراج بطلب تدخل الجيش التركي لحماية نظام الحكم، عندها سيذهب اردوغان ومعه ارهابين العالم ومعه خزائن قطر المالية ليخوضوا اخر معركة لهم من اجل الوجود داخل مخطط المؤامرة.
وعندها اعتقد انه ليس أمام الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال حفتر ومجلس النواب الليبي إلا طلب تدخل شرعي من مصر، هذا هو السيناريو الأخير من المخطط لجر الجيش المصري إلي مستنقع ليبيا واستنزافه ووقف مسيرة التنمية المصرية، ومن ثم إعادة سيناريو مخطط التفتيت إلي مربعه الأول ولا ننسي المياه الإقليمية وما يقوم به اردوغان من محاولة تنقيب وحفر يعارض القوانين الدولية.
علي القيادة المصرية أن تتجنب قرون الثور المذبوح لأنه يرقص رقصة الموت الأخيرة وسينتهي وتأكل لحومه طيور السماء في شوارع أنقرة واسطنبول . انه أداء رخيصة الثمن وسيكون الانتهاء منها بطريقة رخيصة أيضاً.