كتبت – أماني موسى
عقد صباح اليوم الثلاثاء لقاء جديد بين قيادات الكنيستين القبطية والكاثوليكية وذلك في مناسبة ذكرى يوم المحبة الأخوية بين الكنيستين.
ويتضمن اللقاء الذي يعقد في كنيسة البيت التابعة للآباء اليسوعيين، كلمات لقداسة البابا تواضروس الثاني وسفير الفاتيكان بمصر برونو موزار والبطريرك الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك إلى جانب بعض الجلسات النقاشية.. نورد بالسطور المقبلة أبرز ما جاء بكلمة البابا تواضروس خلال اللقاء.
شكر ومحبة للحضور
قال البابا في بداية حديثه، كل قيامة وجميعكم بخير.. أولاً أشكر غبطة البطريرك إبراهيم إسحق على هذه الكلمات الطيبة، وكلمات سعادة القاصد الرسولي أيضًا، والرسالة الغالية من أخونا الغالي البابا فرنسيس وتذكاره لهذا اليوم الجميل، وأيضًا أشكر الأب دانى على كلمته التي افتتحنا بها جلستنا في هذا اليوم، وأشكر هذا الدير الذي أحمل له معزة خاصة، واشكر القائمين على هذا اليوم وأعداده واشكر كل حضور الآباء الأساقفة والآباء الكهنة والآباء الرهبان والأمهات الراهبات والأخوة والأخوات الجميع في المسيح.
الإنسان مواقف ومن يسير في المحبة فهو على الطريق السليم
وتابع البابا، نتقابل في هذا اليوم المفرح.. التاريخ يعلمنا أن الإنسان مواقف وعندما يكون للإنسان مواقف تدور كلها في دائرة المحبة، يعلم أنه يسير في الطريق السليم.
القديس بولس الرسول تغنى بالمحبة وخصص إصحاح كامل لها
فعندما ننظر إلي هذا القديس العظيم بولس الرسول الذي عرف المسيح في النصف الثاني من عمره، في النصف الأول كان بعيد عن المسيح، هذا القديس تغنّى بالمحبة وجعلها أنشودة وخصص لها إصحاحًا، وكان قبله القديس يوحنا الحبيب الذي كان المسيح يحبه وكان القريب جدًا من نبضات المسيح وفي الفقرات الإنجيلية التي قرأناها في فقرة الصلاة قرأنا عن (معجزة صيد 153 سمكة) وهى المعجزة التي كانت بعد القيامة، وقرأنا أن القديس يوحنا الحبيب كان يمتلك موهبة التعرف القلبي على شخص السيد المسيح.
المحبة تشمل البشر والحيوان وكل الطبيعة
وفي هذه المعجزة صار النداء منه "هذا هو الرب" لذلك عندما كتب عن المحبة سواء عن المحبة الإلهية التي لا تسقط أبدًا أو المحبة التي نمارسها كبشر في حياتنا والمحبة التي نقدمها للحيوان وللنبات والهواء وللماء والطبيعة بصفة عامة، تغنى عن المحبة في 1كو13:13 وختمه بهذه الآية الجميلة " أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة".
القيامة هي رسالة محبة لكل الأرض وهذه القيامة عندما تترجم إلي محبة تنجح فيما قصدت
توقفت عند كلمة الثلاثة، وتوقفت عند أهم ثلاث أيام في حياة المسيح بالجسد هما الجمعة والسبت والأحد، فكان يوم الجمعة هو يوم الصليب وهو يوم الإيمان، ويوم السبت هو يوم القبر وهو يوم الرجاء، أما الأحد يوم القيامة، هو يوم المحبة.
فالقيامة يا أخوتي الأحباء هي رسالة محبة لكل الأرض لكل أحد هذه القيامة يجب أن تنفذ إلى أعماقنا، إلى حياتنا، إلى أنفسنا.
ليس الاحتفال بالقيامة مجرد تاريخ أو تذكر أو طقس كنسي، القيامة حياة وأسلوب حياة، وهذه القيامة عندما تترجم إلي محبة تنجح فيما قصدت.
المسيح قام لكي يعلمنا المحبة لكي يزرع المحبة فينا ونشعر بعبارة "الله محبة " المحبة ليست كلام.. المحبة حياة والمحبة التي نحتفل بها، ونخصص لها يوم نسميه "يوم المحبة" هو ليس يوماً في عداد السنة فهو يوم نتمنى أن يمتد في كل أيام السنة.
المحبة لها ثلاث مفاعيل رئيسية
المفعول الأول: المحبة هي فرحه للقلوب.
القلب الذي يعيش المحبة يكون فرحان، والقلب الفرحان يكون لديه وقاية من كل الأمراض.
والقلب الحزين هو قلب عليل، المحبة هي التي تجعل قلبك صحيحًا وإذا اختفت المحبة من قلبك تشعر بالتعب، هذا مقياس لحياتنا، "القيامة هي فرحة المحبة والمحبة هي فرحة القلوب ".
2- المفعول الثاني: المحبة هي راحة النفوس.
الإنسان المحب ليس به عقد، الإنسان المحب إنسان فرحان له نظره متفائلة، نظره إيجابية، وعيش القيامة.. عيش المحبة راحة للنفوس.
3- المفعول الثالث: القيامة التي تترجم إلى محبة فيها سلامة العقول
العقل الذي يفكر يجب أن يضبط، المحبة تجعل العقل يفكر بسلام وبسلامة أن غابت المحبة يكون فكرك خطأ.
عندما اعترض الفريسيين في معجزة المولود أعمى كانت المشكلة أن العقل مريض، هناك من يضع حجاب على عقله فلا يفكر العقل جيدًا وذلك لأن المحبة ليست موجودة.
سبب هذا اليوم وكيف تم الاتفاق عليه بين الكنيستين القبطية والكاثوليكية
وكما ذكر الأب دانى.. في 10 مايو 1973 تقابلت الكنيسة القبطية والكنيسة الكاثوليكية وكان أول لقاء في التاريخ منذ قرون وكان في الفاتيكان وكان اللقاء الثاني لم يكن في نفس التاريخ عندما زار البابا يوحنا بولس الثاني مصر سنة 2000 وتقابل مع البابا شنودة بعد 47 سنة من اللقاء الأول، كان اللقاء الثاني في الفاتيكان يوم 10 مايو سنة 2013 وهذا اللقاء يمثل ذكريات مهمة وكان معي وفد كبير وقضينا وقت ممتع مع قداسة البابا فرنسيس في لقاءات عامة ولقاءات رسمية وشخصية وكانت أيام ممتعة ومليئة بالبركة، وتكلمنا معًا وكانت المحبة هي السائدة واقترحنا يوم 10 مايو وهو يأتي دائمًا بعد القيامة، اقترحنا أن يكون هذا اليوم يوم للمحبة الأخوية ويوم لتبادل المحبة.
كم هي فرحتنا اليوم ونحن نصلى ونقرأ قراءات إنجيلية ونغنى ترانيم روحية ونستمع لكلمات تعليمية ونتناول الأغابى معًا وندرس موضوع لتطوير فقرات اليوم، كل هذا يشجعنا بالمحبة ثم كان لقائنا في روما يوم 10 مايو سنة 2013 كان لقاء حلو للغاية.
ما نزرعه اليوم بذرة لثمار الغد القريب
وكان في نهاية الجلسة مع البابا فرنسيس اتفقنا أننا نصلي شخصيًا من أجل بعضنا ومن أجل كنائسنا وأنا مازلت أصلى من أجله وربنا يبارك في الأسفار والرحلات التي يقوم بها في دول عربية ودول أرثوذكسية ودول كثيرة في العالم وكانت بركة أن يزورنا في مصر في 28 أبريل 2017.
وأختتم البابا كلمته، أنا أشكركم كثيرًا وفرحان برؤيتكم وفرحان بمشاركة الجميع وفرحان أن يكون بيننا حوار محبة أخوي حقيقي ونبنيه.
وكما ذكر الأب دانى هذا سيصير تقليد وهذا تقليد جيد أن نحافظ علية.
ما نصنعه الآن يا أخوتي الأحباء أننا نزرع هذه البذرة التي تنموا مع السنين وتكبر عبر الأجيال ومن عام لعام ويصير هذا الفكر وهذا التقليد أسلوب لحياتنا.