في مثل هذا اليوم 7 مايو 1429م..
جان دارك تنهي حصار اورليان، ساحبةً سهماً من كتفها وعادت جريحة لتقود الهجوم النهائي. وقد شكـّل انتصارها نقطة تحول في حرب المئة عام.
جان دارك (و. 1412_.1431) ولدت بمدينة "دومريمي" شمال شرق فرنسا، وتوفيت في التاسعة عشرة من عمرها بمدينة "روان" في إقليم نورماندي شمال البلاد بعد أن أحرقت قوات الاحتلال جسدها حية واتهموها بالإلحاد.
ترجع شهرة جان دارك إلى نجاحها في رفع حصار قوات الاحتلال الإنجليزية عن مدينة "أورليانز" الفرنسية عام 1429؛ حيث استطاعت جان دارك لقاء الملك الفرنسي "شارل السابع" بمدينة "شينون" وأقنعته بالمهمة العسكرية التي نذرت نفسها لها وهي تخليص أورليانز من براثن الإنجليز.
وتقدمت جان التي كانت تبلغ حينها 13 عاما على رأس جيش صغير وتمكنت من الانتصار في معركة بمدينة "باتاي" وطرد جيش الاحتلال من أورليانز.
وعرفت جان دارك منذ ذلك الحين باسم "لاپوسل دورليانز" (La Pucelle d’Orleans) أي عذراء أورليانز.
عملت على تتويج شارل السابع ملكاً على فرنسة في مدينة ريمس في 17 يوليو 1429، لكن جان دارك أخفقت أمام مدينة باريس، ووقعت أسيرة في أيدي البرغونيين في 23 مايو 1430 في بلدة كومبيين ، وقد سلمها قائدهم جان دو لوكسمبورج مقابل مبلغ من المال إلى الإنكليز، الذين اتهموها بأنها ساحرة وحاكموها أمام محكمة دينية ترأسها أسقف مدينة بوفي المدعو بيير كوشون.
دافعت جان دارك عن نفسها أمام المحكمة الدينية بكل ما أوتيت من براعة وتواضع وشجاعة، لكن المحكمة اتهمتها بالهرطقة وعدم الإخلاص للديانة المسيحية، وكانت عقوبة هذه التهمة الحرق حية، ونُفذ فيها الحكم في 30 مايو عام 1431، وأُحرقت حية في مدينة روان Rouen عاصمة منطقة النورماندي التي تقع إلى الشمال الغربي من مدينة باريس.
إعادة محاكمتها:
وفي عام 1450، أُعيدت محاكمتها لإعادة الاعتبار إليها، وصدر حكم إعادة الاعتبار إليها رسمياً في عام 1456، وفي عام 1909 أَصدر البابا قراراً يعدُّها «من السعداء» ، ومنحتها الكنيسة الكاثوليكية عام 1920 مرتبة «القديسة» ، وخُصص لها يوم عيد ديني في 30 مايو ، يُعرف بيوم القديسة جان دارك من كل عام، كما خُصص لها يوم عيد وطني يُصادف الأحد الثاني من شهر مايو في كل عام.
كانت القديسة جان دارك مصدر إلهام عدد كبير من الأدباء والفنانين الذين أصدروا عنها عدة مؤلفات أدبية مأسوية..
حصار اورليان (1428-1429) كان نقطة تحول في حرب المئة سنة بين فرنسا وإنگلترة. وكان أول انتصار عسكري كبير تحرزه جان دارك وأول نجاح فرنسي كبير في أعقاب الهزيمة الساحقة في أجنكور سنة 1415. فرض هذا الحصار كان في أوج القوة الإنگليزية في المراحل الأخيرة من الحرب. فقد كان للمدينة أهمية استراتيجية ورمزية بالغة لكلا الطرفين في النزاع. وقد أجمع معاصروه على أن الوصي على العرش الإنگليزي، جون پلانتاجنت، سينجح في تحقيق حلم هنري الخامس في إخضاع كل فرنسا لو سقطت اورليان. ولنصف عام بدا أن الإنگليز سينتصرون، إلا أن الحصار انهار بعد تسعة أيام من وصول جان دارك...
وكانت قد زحفت قبل ذلك (5 مايو 1429) إلى حصن سان جان لو بلان. لتجدة مهجوراً، فكان نصراً بلا دماء. وفي اليوم التالي، بمساعدة كابتن واحد فقط، استولت على حصن سان أوجوستان ..!!