بعد نجاح ثورة 30 يونيو، ظهر واضحا مدى التحديات التي تواجه الدولة المصرية، ومن ضمن هذه التحديات تهريب الأسلحة والتجارة غير خالصة الجمارك والهجرة غير الشرعية، ووضعت القيادة العامة للقوات المسلحة بعد ثورة 30 يونيو خطة من أجل القضاء على ظاهرة التهريب على مختلف الاتجاهات الإستراتيجية، وفي هذا الإطار تشهد الحدود الإستراتيجية للدولة المصرية، فى الوقت الراهن أعلى جاهزية للمراقبة ورصد أي محاولات للتسلل أو التهريب وكذلك الهجرة غير الشرعية.

 
وتبذل قوات حرس الحدود جهودًا مكثفة لتأمين حدود وسواحل الدولة على جميع الاتجاهات الإستراتيجية كأحد أهم مهامها الرئيسية لإجهاض جميع المخططات والمحاولات التى تهدف إلى تقويض استقرار المجتمع، والإضرار بالأمن القومى المصرى والاقتصاد الوطنى.
 
كما تقوم قوات حرس الحدود بدرء المخاطر التى دائمًا ما يحاول الخارجون على القانون من عصابات التهريب إلحاقها بالبلاد فى ظل الظروف الراهنة عن طريق تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة الأسلحة والذخائر وبضائع متنوعة غير خالصة الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى البحث عن خام الذهب بطرق غير شرعية، وتسلل العناصر الإرهابية والتهريب عبر الأنفاق والهجرة غير الشرعية.
 
ويبلغ طول حدود وسواحل مصر 5585 كم تقريبًا، منها حدود برية وحدود ساحلية، حيث تبلغ الحدود الساحلية ما يقرب من 2995 كم وتشمل ساحل البحر المتوسط والبحر الأحمر والساحل الشرقى والغربى لخليج السويس، بالإضافة إلى قناة السويس، وتبلغ الحدود البرية ما يقرب من 2590 كم وتشمل خط طول 25 على الاتجاه الغربي مع دولة ليبيا والذى يبلغ طوله 1115 كم وخط عرض 22 حدودنا على الاتجاه الجنوبى مع دولة السودان والذى يبلغ طوله حوالى 1230 كم، بالإضافة إلى بعض الطرق الطولية والعرضية الداخلية.
 
ويتم تأمين الحدود بالاعتماد على فتح شبكة مراقبة على طول حدود وسواحل مصر بها جميع وسائل المراقبة والكشف ومنظومات التأمين الحديثة التى تعتمد على الرصد والاكتشاف، والتتبع والمطاردة لأعمال التهريب والتسلل ولها خاصية آلية القيادة والسيطرة.
 
كما أن هناك تعاونا وتنسيقا كاملا بين قوات حرس الحدود مع جميع الجهات بالدولة، فقوات حرس الحدود لها نشاط على المستوى العسكرى والمدنى، وتتمثل أهمية التنسيق والتعاون مع وزارة الداخلية فى تبادل المعلومات عن أعمال التهريب والتسلل ومكافحة الهجرة غير الشرعية والقضاء على الزراعات المخدرة وخاصة فى سيناء وأسلوب العمل بالمنافذ البرية والحدودية.
 
كما أن هناك تنسيقا مع وزارة الزراعة فى الحفاظ على الثروة السمكية وتنفيذ قوانين الصيد وقوانين البيئة ومع وزارة السياحة فى مراقبة الأنشطة السياحية مثل السفاري ومعسكرات الصحاري وغيرها من جميع الأنشطة التي تطلب تصريحا مسبقا بتواجدها داخل مناطق معينة لممارسة أنشطتها.
 
كما أن القوات شهدت في الفترة الأخيرة تحديث عالي المستوي باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية والتي تعمل وفقا لنظم علمية لتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانياتها وشمولية استخدامها، حيث إن القيادة العامة للقوات المسلحة لا تألو جهدًا فى دعم قوات حرس الحدود بأحدث الأسلحة والمعدات نظرًا للأعباء الهائلة والمهام الجسام التى تقوم بها قوات حرس الحدود ولجعلها على أهبة الاستعداد لتأمين حدود الدولة والتصدى لعناصر التهريب والإرهاب.
 
وتحرص القوات المسلحة على دعم قوات حرس الحدود بأحدث الأجهزة والمعدات بقطاعات التأمين والمعديات والكبارى والمنافذ الحدودية من "الرادارت - منظومات كهروبصرية - مركبات حديثة تواكب طبيعة الأرض - أجهزة رؤية ومراقبة نهارًا وليلًا".
 
ويتم التنسيق مع القيادات والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، حول تبادل المعلومات عن أعمال التهريب والتسلل ومناطق التهديد ومسارات التهريب المستخدمة ومع القوات البحرية لتأمين سواحل الدولة والعمق القريب وتبادل المعلومات بشأن أعمال التهريب والتسلل ومكافحة جميع التهديدات والعدائيات البحرية ومع القوات الجوية لتأمين الحدود البرية وتبادل المعلومات بشأن عناصر التهريب وأسلوب مجابهتها والقضاء عليها، ونجدة عناصر حرس الحدود طبقًا للموقف.