عرض/ سامية عياد
"إن لم تغفروا للناس زلاتهم ، لا يغفر لكم أبوكم أيضا زلاتكم" هكذا قال الرب يسوع معلنا أن المغفرة هى لمن يغفر لغيره ، وإلا لن ينال غفرانا ، والمغفرة نابعة من المحبة لسائر البشر التى بدونها لا يمكن المغفرة ..
نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية فى مقاله "المحبة الغافرة" وضح لنا أن المحبة هى أساس غفراننا لمن يسىء إلينا ، فهى دليل الكمال المسيحى الذى يقول عنه مار إسحق "حينما تمتلىء النفس من ثمار الروح تتقوى ، فلا تهزم أمام حرب العدو ، بل ينفتح القلب بالحب لسائر البشر" ، والمغفرة النابعة من المحبة لابد لها من عدة أمور منها : أن يتنازل الإنسان عن كرامته الشخصية مهما كانت الإساءة ، أن يكون الغفران من القلب وليس بطريقة شكلية مظهرية ، التماس العذر لمن أخطأ إلينا كما فعل الرب يسوع مع الذين صلبوه فصلى قائلا : "اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" .
أيضا البعد عن الحقد والكراهية ، أن يشعر الإنسان بإنه مديون أكثر من غيره وهنا نتذكر قول للمتنيح البابا شنودة الثالث "سلف المغفرة لكى تجدها فى اليوم الأخير ، ولا تكن بارا فى عينى نفسك لئلا تقسو على أخيك ولا تغفر له ، لأنك لست محتاجا للمغفرة لأنك بار" ، حين تغفر لمن أخطأ إليك تملأ قلبه بالمحبة الغافرة فيتعلم أن يغفر ، كما أن غفرانك دليل تواضعك ومحبتك للقريب كالنفس التى تغفر لها كثيرا .
إذا كنت تطلب الغفران من الله أذهب واصطلح مع أخيك وصحح أخطاءك ، فليس هناك إنسان معصوم من الخطأ "واغفر لنا ذنوبنا ، كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا" ..