بقلم :د. مينا ملاك عازر
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ولم تغر أعينهم أموال طائلة عثروا عليها في الأماكن العامة، وتسليمها لأقرب مسئول يستطيع توصيلها لأصحابها، لذا أستمر كما اتفقنا في سلسلة رد الأمانات في ظل ظروف اقتصادية مغرية لأن يضل البشر.
ويأتي الآن دور عامل بمستشفى، وهي قصة أخرى لأمانة عمال المستشفيات، كانت لشاب بسيط في مقتبل العمر، يعمل كفرد أمن بأحد المستشفيات بمرتب زهيد، ويدعى محمد جمال، من مركز ملوي في محافظة المنيا، وهو المسئول عن تأمين الدور الـخامس بقسم أمراض الدم والنخاع بالمستشفى، وأثناء قيامه بعمله خلال مناوبته بعد انتهاء مواعيد العيادة، للتأكد من سلامة الغرف الموجودة، عثر على حقيبة ملقاة بجانب كرسي على الأرض، ليجد بها 100 ألف جنيه، مبلغ كان من الممكن أن يغير حياته للأبد لكنه فضل رد الأمانة،.
وبرغم من عدم وجود كاميرات في الغرفة لم يتردد وأخذ الحقيبة للدكتور زكي مدير الوحدة بمكتبه وأبلغه بالأمر، واتصل على الفور بالمدير العام للمستشفى، والذي طلب من الأمن الداخلي، التحفظ على هذه الأموال لحين السؤال عليها، وعدم التحدث عن الأمر، وبالفعل جاء صاحب الأموال للسؤال عنها، ليجد ماله كاملًا لم ينتقص منه شيئاً، هذه الأموال لعلاج ابنه المريض، والذي يحتاج إلى عملية زرع نخاع.