سامح جميل
فى مثل هذا اليوم 3 مايو 1931م ..
يُعدّ عبد الصبور المولود عام 1931 أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي،
وقد تنوعت المصادر التي تأثر بها إبداعه من شعر الصعاليك إلى شعر الحكمة العربي, مروراً بسيَر وأفكار بعض أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج وبشر الحافي،
كما تأثر عبد الصبور ببودلير وريلكه، والشعر الفلسفي الإنجليزي عند جون دون وييتس وكيتس وت. س. إليوت. ولم يُضِع عبد الصبور فرصة إقامته بالهند مستشارا ثقافياً لسفارة بلاده, بل أفاد من كنوز الفلسفات الهندية ومن ثقافات الهند المتعددة.
كان ديوان "الناس في بلادي" هو أول مجموعات عبد الصبور الشعرية, كما كان أيضًا أول ديوان للشعر الحر, أو شعر التفعيلة
يهزّ الحياة الأدبية المصرية في ذلك الوقت.
وعلى امتداد حياته أصدر عبد الصبور عدة دواوين, من أهمها:
مؤلفاته الشعرية
الناس في بلادي (1957) هو أول مجموعات عبد الصبور الشعرية,
كما كان ـ أيضًا ـ أول ديوان للشعر الحديث
(أو الشعر الحر, أو شعر التفعيلة) يهزّ الحياة الأدبية المصرية في ذلك الوقت.
واستلفتت أنظارَ القراء والنقاد ـ فيه ـ فرادةُ الصور واستخدام المفردات اليومية الشائعة, وثنائية السخرية والمأساة، وامتزاج الحس السياسي والفلسفي بموقف اجتماعي انتقادي واضح.
أقول لكم (1961).
تأملات في زمن جريح (1970).
أحلام الفارس القديم (1964).
شجر الليل (1973).
الإبحار في الذاكرة (1977)
مؤلفاته المسرحية
الأميرة تنتظر (1969).
مأساة الحلاج (1964).
بعد ان يموت الملك (1975).
مسافر ليل (1968).
ليلى والمجنون (1971)
وعرضت في مسرح الطليعة بالقاهرة في العام ذاته
مؤلفاته النثرية
على مشارف الخمسين.
و تبقي الكلمة.
حياتي في الشعر.
أصوات العصر.
ماذا يبقى منهم للتاريخ.
رحلة الضمير المصري.
حتى نقهر الموت.
قراءة جديدة لشعرنا القديم.
رحلة على الورق.
وعلى مقهى الطلبة فى الزقازيق تعرف على أصدقاء الشباب مرسى جميل عزيز وشاب نحيف كان يكبره بعامين
وتخرج لتوه من معهد الموسيقى وإسمه عبد الحليم شبانه أو حافظ فيما بعد،
وطلب عبد الحليم حافظ من صديقه صلاح أغنية يتقدم بها للإذاعة وسيلحنها له كمال الطويل فكانت قصيدة لقاء.
تنوعت المصادر التي تأثر بها إبداع صلاح عبدالصبور؛ من شعر الصعاليك إلى شعر الحكمة العربي، مروراً بسيَر وأفكار بعض أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج و بشر الحافي، اللذين استخدمهما كأقنعة لأفكاره وتصوراته في بعض القصائد والمسرحيات.
ودع صلاح عبد الصبور بعدها الشعر التقليدى ليبدأ السير فى طريق جديد تماماً تحمل فيه القصيدة بصمته الخاصة،
زرع الألغام فى غابة الشعر التقليدى الذى كان قد وقع فى أسر التكرار والصنعة فعل ذلك للبناء وليس للهدم، فاصبح فارسا في مضمار الشعر الحديث.
المناصب والوظائف التي تقلدها
عمل صلاح عبدالصبور عقب تخرجه من كلية الآداب في التدريس، ثم انتقل إلى العمل بالصحافة،
وسافر كمستشار ثقافي لمصر بالهند في الفترة من 1977 وحتى 1978، وكان آخر منصب تقلده رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب.
كما نال جائزة الدولة التقديرية.
وفاته:
توفي رائد الشعر الحر العربي صلاح عبدالصبور في 12 أغسطس 1981، نتيجة تعرضه لأزمة قلبية حادة أودت بحياته، اثر مشاجرة كلامية ساخنة مع الفنان الراحل بهجت عثمان،
في منزل صديقه الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، وكان عبد الصبور يزور حجازي في منزله بمناسبة عودة الأخير من باريس ليستقر في القاهرة.
تقول أرملة صلاح عبد الصبور السيدة سميحة غالب: سبب وفاة زوجي أنه تعرض إلى نقد واتهامات من قبل أحمد عبد المعطي حجازي، وبعض المتواجدين في السهرة وأنه لولا هذا النقد الظالم لما كان زوجي قد مات.
اتهموه بأنه قبل منصب رئيس مجلس إدارة هيئة الكتاب، طمعاً في الحصول على المكاسب المالية، متناسيا واجبه الوطني والقومي في التصدي للخطر الإسرائيلي الذي يسعى للتطبيع الثقافي، وأنه يتحايل بنشر كتب عديمة الفائدة..
لئلا يعرض نفسه للمساءلة السياسية.. ويتصدى الشاعر حجازي لنفي الاتهام عن نفسه من خلال مقابلة صحفية أجراها معه الناقد جهاد فاضل قائلا: -«أنا طبعا أعذر زوجة صلاح عبد الصبور، فهي تألمت كثيراً لوفاة صلاح.
ونحن تألمنا كثيراً ولكن آلامها هي لاأقول أكثر وإنما أقول على الأقل إنما من نوع آخر تماما.
نحن فقدنا صلاح عبد الصبور، الشاعر والقيمة الثقافية الكبيرة، وهي فقدت زوجها، وفقدت رفيق عمرها، وفقدت والد أطفالها.. صلاح عبد الصبور، كان ضيفاً عندي في منزلي، وأيا كان الأمر ربما كان لي موقف شعري خاص، أو موقف سياسي خاص، لكن هذا كله يكون بين الأصدقاء الأعزاء، ولايسبب نقدي مايمكن أن يؤدي إلى وفاة الرجل. الطبيب الذي أشرف على محاولة انقاذه، قال إن هذا كله سوف يحدث حتى ولو كان عبد الصبور في منزله، أو يقود سيارته، ولو كان نائما.
وفاته اذن لاعلاقة لها بنقدنا،أو بأي موقف سلبي اتخذه أحد من الموجودين في السهرة».
وينهي حجازي كلامه قائلاً: «صلاح عبد الصبور شاعر كبير،وسوف يظل له مكانة في تاريخ الشعر العربي من ناحية ،وفي وجدان قارىء الشعر من ناحية أخرى، وشعره ليس قيمة فنية فحسب، وإنما إنسانية كبرى كذلك»...!!