بقلم :سامية عياد
"لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين" ذبيحة الرب يسوع ليس لها مثيل أو شبيه ، ذبيحة واحدة لا تتكرر ، فالذبيح هو الإله اللامحدود واللانهائى ، ذبيحة فعالة ومستمرة معنا حتى نهاية العالم ..
نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب فى مقاله "ذبيحة واحدة وفداء أبدى" وضح لنا أن ذبيحة الرب يسوع تختلف عن كل ذبائح العهد القديم ، فمن ناحية هى ذبيحة واحدة وحيدة ، لأن الذبيح ليس مجرد إنسان لكنه الإله ظاهرا فى الجسد ، فى صورة إنسان ، الإله الغير محدود المالىء السماء والأرض ، والناسوت هو الذى مات على عود الصليب أما اللاهوت المتحد بالناسوت فلم ولن يموت أبدا ، الإله غير المحدود ظهر فى شكل إنسان محدود ، جسد يجوع ويعطش وينام ويموت ولكن الذى يموت هو الجسد وليس اللاهوت لأن اللاهوت معطى الحياة "وبه نحيا ونتحرك ونوجد" ، فالرب يسوع هو الإله المتجسد الذى لفدائه أثر لا نهائى ، فهو يفدى الجميع من أول آدم الى آخر الدهور.
ومن ناحية آخرى ذبيحة الرب يسوع هى ذبيحة فعالة ومخلصة لجميع الناس فالصليب يصالح الإنسان مع الله ومع الإخوة ومع الآخرين ، الصليب يعلمنا محبة الناس مثلما أحبنا الله محبة لانهائية : "أحبوا أعداءكم ، باكوا لأعينكم ، أحسنوا الى مبغضيكم،.." ، الصليب يصالح النفس مع الجسد بواسطة الروح القدس ، مصالحة تمنح الإنسان سلاما من الله فيه قوة فينتصر بها على بقايا الإنسان العتيق الذى بداخله ، كما أن ذبيحة الرب يسوع ممتدة ومستمرة حتى نهاية العالم فالجسد والدم أمامنا كل يوم على المذبح ، وذبيحة الرب لن تتكرر "نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة".
ليتنا نصلب ذواتنا وشهواتنا والعالم ، ولا يبقى بداخلنا سوى الرب وحده حيا فينا ..