سليمان شفيق
أعلن البيت الابيض أمس الثلاثاء أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم ادراج جماعة الاخوان المسلمين، على اللائحة الاميركية ل"المنظمات الارهابية، وقالت ساره ساندرز المتحدثة باسم البيت الابيض "تباحث الرئيس مع فريقه للأمن القومي وقادة المنطقة الذين يشاطرونه القلق (من تنظيم الاخوان)، ويجري درس الأمر طبقا للمسار الداخلي" المتبع.
ويتيح ادراج تنظيم الاخوان على اللائحة الاميركية، فرض عقوبات على كل شخص أو منظمة يقيم علاقات مع الاخوان.
وتنظيم الاخوان مصنف "ارهابيا" في مصر، ويأتي هذا الاعلان بعد ثلاثة أسابيع من زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لواشنطن. وكان السيسي عزل سلفه محمد مرسي المنتسب الى الاخوان المسلمين في 2013 قبل إنتخابه رئيسا بعد عام.
وخلال اللقاء مع السيسي في البيت الابيض أشاد ترامب ب"العمل الجيد جدا الذي يقوم به السيسي"، وأكد أن "العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لم تكن يوما أفضل مما هي عليه اليوم"، وخلال زيارة السيسي الاخيرة الى واشنطن في التاسع من ابريل الجاري، أشاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال جلسة استماع أمام الكونغرس ب"العمل المميز" الذي يقوم به السيسي "بشأن الحرية الدينية"، ما دفع الديموقراطيين الى توجيه انتقادات شديدة له.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" التي كانت كشفت هذه المعلومات، تواجه مبادرة الرئيس هذه اعتراضات شديدة خاصة داخل البنتاغون.
وقد تكون لها عواقب عديدة متتالية، بينها مزيد من التدهور في العلاقات مع تركيا ومع الرئيس الاسلامي رجب طيب أردوغان، وأردوغان الذي يجمع الاخوان في تركيا ، ويهاجم مصر منذ ثورة 30 يونيو والاطاحة بالاخوان .
وفي صراع ترامب مع الديمقراطيين تعهد بتعقّب قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" الطلقاء والقتال في كل أنحاء العالم حتى إلحاق الهزيمة بهم، خاصة بعد ظهور زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي في فيديو يحمل عنوان "في ضيافة أمير المؤمنين"، تعهدت الولايات المتحدة ، وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف سيقاتل في كل أنحاء العالم لـ"ضمان هزيمة دائمة لهؤلاء الإرهابيين وإحضار القادة الذين لا يزالون طلقاء أمام العدالة لينالوا العقاب الذي يستحقونه.
جنبا الي جنب من مطلع أبريل وضعت الولايات المتحدة الحرس الثوري، الجيش الايديولوجي للنظام الإيراني، على القائمة السوداء لل"منظمات الإرهابية"، وفكرة إدراج الحرس الثوري الذي تم إنشاؤه في 1979 لحماية الثورة الإسلامية الإيرانية من التهديدات الأجنبية والداخلية، كانت تلوح في الأفق منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
يحدث ذلك في ظل صراع الديمقراطيين مع ترامب في اتجاهات عديدة ، بما في ذلك التلويح
سبق ذلك أسبوع آخر مثير للجدل شهده الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ضده من الديمقراطيين والجمهوريين على حد السواء، بعدما تبنى وجهة النظر الروسية فى مسألة التدخل فى الانتخابات الأمريكية لعام 2016، وهاجم الاستخبارات الأمريكية و"الإف بى أى" لاستنتاجاتها فى هذه القضية
وتقول مجلة "نيوزويك" الأمريكية إنه يبدو أن الرأى العام، على الأقل فى بريطانيا وإيرلندا قد لاحظ هذا، وقاما بالرهان مجددا على ما إذا كانت إدارة ترامب قد تنتهى قريبا، سواء من خلال المحاكمة والعزل أو الإقالة.
وكانت المراهنات الخاصة باحتمال مساءلة وعزل ترامب قبل نهاية فترته الأولى قد ظلت عند نفس المستوى منذ الثلاثاء الماضىى، وبالنسبة للعام الذى سيعزل فيه ترامب، ظل عام 2018 الأكثر تفضيلا بنسبة 13 إلى 2، أى حوالى 13.225
ورغم ذلك، فإن احتمال محاكمة وعزل ترامب فى أى وقت قريبا أمرا بعيد المنال. ففى حين أن ترامب تعرض لانتقادات من الجمهوريين فى الأيام الأخيرة، فإن الدعم الكبير الذى يحظى به من القاعدة الشعبية للحزب يشير إلى أن أعضاء حزبه لا يزالوا مترددين بشكل كبير فى
انتقاده، وهو ما يعنى استبعاد إمكانية مساءلته، لكن الموقف اصبح أكثر خطورة لترامب بعد ان استعاد الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب فى انتخابات التجديد النصفى التي حدثت فى انتخابات نوفمبر المقبل.