الجيران لـ"الشروق": المجني عليه كان يطلب من زوجته التسول أمام المساجد بعد صلاة الجمعة

 
تجرد شاب فى العقد الثالث من العمر من مشاعر الإنسانية والرحمة، بمنطقة العشرين التابعة لمدينة السلام ليقتل والديه عن طريق حبسهما وإشعال النار فى غرفتهما.
 
"الشروق" انتقلت لشارع 143 بمنطقة العشرين، وتحدثت مع جيران المجنى عليها وأصحاب الشقق السكنية التى كان يقيما فيها البواب وزوجته بالطابق الأرض داخل غرفة أسفل سلالام العمارة.
 
قالت فاطمة محمد، موظفة، وتقطن بالطابق الثانى إن يوم الأربعاء الماضى، وأثناء وجودها بالشقة قبل ذهابها لعملها، سمعت صوت صراخ من الجيران ويستغثون بها بخروج دخان كثيف من أسفل العقار، فأسرع جميع الجيران بغلق مفاتيح الغاز وفصل التيار الكهربى عن العمارة السكنية.
 
وأشارت إلى أننا، هرولنا لأسفل العقار إلا أن الدخان الكثيف الخارج من غرفة عم "عبده" البواب، منعنا من الخروج وأصيب عدد من الجيران باختناق شديد وحالات إغماء بعدها تمكن سكان العمارات المجاورة من الدخول وإحضار أسطوانات الأكسجين والماء، وكسروا باب الغرفة والسيطرة على الحريق الذى شب.
 
وأوضحت السيدة أنه بعد دخول الأهالى فوجئوا بوفاة عم عبده وزوجته من الدخان الكثيف وتفحم جسدهما، بعدها حضرت سيارة إطفاء وإسعاف ورجال الشرطة وحملوا الجثتين إلى المشرحة، بعد إخراجهما فى أجوله متفحمين.
 
وتابعت السيدة أن عم عبده كان استلم عمله بالعمارة منذ عاما تقريبا، ومعروف بحسن السمعة، ولا يوجد بينه وبين أحد عداوة، وذكرت السيدة فى حديثها أن نجلهم محمد والمتهم بقتلهما، بعد نشوب الحريق فى غرفتهما استغاث بالسكان ويطلب النجدة منهم لإنقاذ والده وزوجته أبيه، قائلة:" أننى لاحظت إصابته بجروح فى يده" وعند سؤاله أجاب أنه أُصيب أثناء محاولته إنقاذ وكسر باب الغرفة.
 
وألمحت أن الجيران لاحظوا علامات ارتباك غريبة ظهرت على وجهه بعد عودته من المشرحة لاستلام جثتى المجنى عليهما، بعدها حضرت سيارة الشرطة وألقت القبض عليه.
 
فيما، واصل "أم على وزوجها" المسنان اللذان يقطان أعلى شقة المجنى عليهما الحديث، أن عم عبده البواب يقيم بالعمارة منذ عام، وكان دائم الشجار مع نجله محمد "المتهم" بسبب خلافات مادية، مؤكدين الأب كان يمتلك "توك توكان" يعمل نجله على أحدهما، وكان ميسور الحال بالرغم من كبر سنة إلا أنه كان بصحة جيدة.
 
ووفقًا لحديثهما عن حياة عم "عبده"، عرفا خلال الأسابيع الماضية أنه، كان يطلب من زوجته الذهاب بعد كل صلاة جمعة، إلى المساجد والتسول للحصول على الأموال، مؤكدين أن الابن لا يعانى من حالة نفسية ولا يتعاطى المخدرات وكان زوجته سيدة طيبة وفى حالها تصعد للجيران عند طلبهم لها لقضاء حاجتهم.
 
تحقيقات النيابة العامة التى باشرها المستشار على عواد، مدير نيابة السلام، وبإشراف المحامى العام الأول لنيابات القاهرة الجديدة، أتت بثمارها مع المتهم، فبعد ساعات من التحقيق مع الجانى ومواجهته أنكر محاولة قتل والده وزوجته، وكشفت معاينة النيابة بوجود آثار لضرب وطعنات بجسد المجنى عليهما فتسرب لجهات التحقيق بوجود شبهة جنائية فى الواقعة فتوصلت إلى أن نجلهما وراء ارتكاب الواقعة.
 
وقررت النيابة بحبس المتهم، 4 أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن الجثة واستعجلت تقرير الطب الشرعى.