الأقباط متحدون | لماذا يتظاهر الأقباط ؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٤١ | الخميس ٢٠ اكتوبر ٢٠١١ | ٨ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٥٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

لماذا يتظاهر الأقباط ؟!

الخميس ٢٠ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أحمد صبح

بعد أحداث الأحد الدامي 9/10/2011 م أمام ماسبيرو ، لابد من العلاج الجذري للخلل المزمن بين المسلمين والأقباط في الوطن الواحد ، كما ينبغي أن نعالج كمصريين كافة قضايانا الوطنية ، بإرادة خالصة ومخلصة ، ونهج يضع الأمور في نصابها ، وأن نقلع عن نهجنا الكئيب المدمر، بإسناد كافة مشاكلنا إلى مؤامرة خارجية ، أو التفضل بالتنازل ونسبتها إلى فئة مندسة ضالة مضلة ، أما عدا ذلك فهو على مايرام !

 

لابد أن نسأل أنفسنا سؤالاً محدداً " لماذا خرج الأقباط في هذه التظاهرة أمام ماسبيرو ؟ " الإجابة ببساطة لأن لهم مطالب ، ولأنهم يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة العاشرة !! ولأن الإعلام يستضيف دعاة الفتنة الذين لا همّ لهم إلا التكفير وفرض الجزية ، وإظهار الإسلام على أنه تقطيع للأيدي وجلد للظهور ، مع أن الشريعة جاءت لسد حوائج الناس ورفع الحرج عنهم والحفاظ على كرامتهم ، هذا في أصلها العام ، لذلك فإن هدم الكنائس وحرقها كان نتيجة لهذا الشحن الثقافي الخاطيء وغير المسئول !

 


والأقباط يعيشون في مظلومية واضحة ، والغريب أنه إذا قال المظلوم آه قلنا له صوتك يزعج الآمنين ، والحل هو المساواة القانونية والسياسية والواقعية بشكل كامل بين المواطنين مسلمين وأقباط في إدارة شئون المجتمع والتمتع بالحقوق والواجبات ، دون تمييز بسبب الطائفة أو الدين أو المذهب أو العرق ، لأن الجميع ليس شريكاً في الوطن فحسب ، بل هم شركاء في صنع التاريخ ، ففي عام 1919 م بعد الثورة لما نفى الإنجليز أربعة مواطنين مصريين كان منهم قبطيان ، ولما حكموا بالإعدام على سبعة مواطنين مصريين حكموا على أربعة من الأقباط وثلاثة من المسلمين ، لذلك فإن الأمر تجاوز ما يسميه البعض أغلبية و أقلية ليضربه الواقع والتاريخ في مقتل ، والواقع الذي يعيشه الأقباط الآن جعل مالديهم من الأسئلة أكثر مما هو متاح من الإجابات ، لذلك تظاهروا ليضعوا حداً لمظلوميتهم ، لأن الواقع يخلق حالة نضالية بين أبناء الطائفة المظلومة ، وبات الخروج على الواقع مطلباً إنسانياً عاجلاً ، بعد ماتمددت التفرقة وأصبحت مشكلة مجتمعية لذلك يشكو الأقباط من انهيار الحقوق ، ومن التمييز الواضح ، وأصبح طوق النجاة للجميع هو الدولة المدنية الحديثة ، التي ينعم فيها الجميع بالعدالة ، وليست عدالة انتقائية ، بل هي السواسية للجميع أمام القانون في أسمي معانيها !

 


وحتى يصبح التسامح حقيقياً وبدون شروط ، لابد من التمتع بالحرية الكاملة في ممارسة الشعائر دون تضييق أو معاناة ، ومن هنا يشعر الإنسان بحلاوة الحرية ومعناها الحقيقي ، وهذا لن يتم إلا في ظل الدولة المدنية ، والتى هي شأن من شئون الدنيا !! والتي نحن أعلم بها كما قال النبي محمد عليه السلام ، ويحضرني المثل الصيني الرائع " لايهمني لون القطة حمراء أم صفراء أم سوداء أم بيضاء .. المهم القطة التي تمسك بالفأر " ، فلماذا لا نستغل موروثنا الثقافي الفرعوني والقبطي والإسلامي من أجل البناء بدلاً من البحث عن الهوية مع أننا أقدم حضارة في التاريخ ، لنا نسيجنا الخاص وطابعنا المتميز ، إننا يجب أن نتخلى عن ثقافة بعض المتعصبين الإسلاميين الذين يقولون أن الحاكم الماليزي المسلم لمصر أفضل من الحاكم المصري المسيحي ! ، أو قول بعض متعصبي الأقباط بعودة اللغة القبطية كلغة رسمية للدولة ! ، لذلك فقد كان قانون محاربة التمييز الذي أصدره المجلس العسكري الحاكم في مصر أمراً ضرورياً حتى ندع مالله لله ومالقيصر لفيصر ، أو نطبق أنتم أعلم بشئون دنياكم ، فالله هو الذي يحكم بين الناس يوم القيامة ، ولسنا وكلاء الله على الأرض ، وعلينا أن ننشر ثقافة الحب والوئام بين الناس ، فقد قال المسيح عليه السلام " أحبوا أعداءكم " ، والقرآن يقول " هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ ".

 

فلنبدأ بالمحبة لأن الحب هو فرق الجهد مع فضل القيمة ، فالإنسان الواعي هو الذي يعمل على تعديل الواقع أو إلغائه بما يضمن سعادته ، لأن الأنبياء حُرموا من أن يصنعوا القرار بالعنف ، بل حُرموا من الدفاع عن أنفسهم وهذه مفارقة ، ففي الأولى يقول رسول السلام محمد " إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ، وفي الثانية يقول المسيح عليه السلام " إذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر " ، إذن المطلوب منا بعد كل تحليل أو قبله أن نبحث عن دورنا الإنساني ، وأن نصارح أنفسنا ونكون على استعداد للإصلاح ، قال المسيح عليه السلام للمريض " أتريد أن تبرأ " إذن لابد من الاستعداد والمناخ الهاديء الذي يزهر ثم يثمر ، لقد ذابت الفروق في خلق الله للناس على شكل واحد ، ولايمكن أن يُجبَر إنسان على التصرف ضد عقيدته ، فحق الإنسان في الإيمان والطقوس لا يمكن منعها ، وهذا بما لا يتنافى مع النظام العام الذي يحترمه الجميع ، ولا أشك أن الجميع على استعداد أن يبرأ ، فلابد من المصارحة ، ورفع مظلومية الأقباط أمر جاء به الإسلام وحث عليه رسوله ، لذلك فقواعد الإسلام ليست مرعية عند المسلمين وأصوله مهملة التطبيق ؛ لذلك يتظاهر الأقباط ، اللهم قد بلغت !!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :