قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن ظهور زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبي بكر البغدادي في فيديو جديد نشره التنظيم على صفحات التليجرام، بعنوان "في ضيافة أمير المؤمنين"، يمثل إعلانًا رسميًا عن هزيمة التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق وبداية مرحلة تحول جديدة في التنظيم ترتكز على منهجية الخلايا النائمة وحرب العصابات.
وأكدت وحدة التحليل التابعة للمرصد في بيان صحفي، اليوم الثلاثاء، أن التنظيم أراد إرسال عدة رسائل من راء كلمة البغدادي، أبرزها: أن زعيم التنظيم الإرهابي موجود ولم يتم القضاء عليه، كما أشار إلى ذلك سابقًا عدد من المواقع الإخبارية تداولت صورة منسوبة لزعيم التنظيم عقب بدء غارات التحالف الدولي على التنظيم الإرهابي في مركز تجمعه بسوريا، ومنعًا للتشكيك والجدل في أن هذا التسجيل قديم يريد به التنظيم الإرهابي شد أزر أتباعه.
وأيضًا حرص "البغدادي" على الإشارة إلى الأحداث الجزائرية والسودانية، حيث لا تزال أحداثهما قريبة عهد منا، كما تضمنت كلمة البغدادي رسالة مفادها سعي التنظيم الإرهابي إلى استغلال ما تشهده الجزائر والسودان في نشر الفوضى والاضطرابات.
وأوضح مرصد الإفتاء أن كلمة البغدادي التي وردت في الفيديو الجديد لم تتضمن شرعنة وتبرير أعمال التنظيم مثل باقي الفيديوهات التي سبقته وفق سياسة التنظيم الإرهابي وزعيمه في إعطاء صكوك شرعية لأتباعه فيما يقومون به من عنف وتدمير وسرقة وتخريب وإراقة دماء الأبرياء تحت دعاوى وشبهات دينية لا تنتمي لشريعة الإسلام، وإنما سعى البغدادي إلى رفع الروح المعنوية لبقايا التنظيم الإرهابي بهدف مواجهة سيل الانشقاقات والهروب من صفوف التنظيم، ومقاومة حملات نقض البيعة التي تكررت بشكل متزايد في الآونة الأخيرة.
وتابع المرصد: "الفيديو الجديد للبغدادي يبعث برسالة بالغة الأهمية وهي نجاح التنظيم الإرهابي في نقل المعركة إلى عدة دول أفريقية، ذكر البغدادي منها مالي وبوركينافاسو، وثمة دول أغفل البغدادي الإشارة إليها ذكرتها وحدة تحليل المرصد منذ أيام سابقة على فيديو البغدادي وهي دول يسعى التنظيم إلى بسط نفوذه عليها، مثل: الكونغو الديمقراطية والصومال وموزمبيق، وذلك في إطار إعلان التنظيم إنشاء ولاية جديدة له تحمل اسم ولاية وسط إفريقيا.
وأكدت وحدة تحليل المرصد، أن فيديو البغدادي الجديد يفرض على الدول الإفريقية التحرك الجماعي لمجابهة المد الذي يسعى التنظيم الإرهابي لفرضه في ربوعها عبر أفراده الذين تم تجهيزهم لمهمات التدمير والتخريب، واستغلال الطبيعة الجغرافية للقارة السمراء التي تجعل تمركز عناصر التمكين وهروبهم من الملاحقة أمرًا ميسورًا.