فى مثل هذا اليوم 30 ابريل 1999م..
عثمان أحمد عثمان (6 إبريل 1917 - 30 أبريل 1999) ومؤسس المقاولون العرب، أكبر شركة مقاولات عربية في الستينات وحتى الثمانينات، وصهر الرئيس أنور السادات. طوال فترة رئاسة السادات كانت مجلة فوربس الأمريكية تورد اسمه ضمن أكبر 400 ثري في العالم.
ولد عثمان أحمد عثمان في مدينة الإسماعيلية في 6 إبريل 1917. حصل على شهادة الدراسة الإبتدائية من مدرسة الإسماعيلية الإبتدائية عام 1930. وحصل على البكالوريوس من المدرسة السعيدية عام 1935 ، و على بكارلوريوس الهندسة من كلية الهندسة. جامعة فؤاد الاول بالقاهرة عام 1940م وأسس شركة "المقاولون العرب" في منتصف الأربعينيات وظل رئيسا لها ، أختير وزيرا ثلاث مرات ، منحته "جامعة ريكر" بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتوراه الفخرية عام 1976. وإختاره المهندسون نقيبا لهم عام 1979 ، وعام 1983 ، كان له دور مصـــــري بارز في بناء السـد العالي وتعمير بورسعيد ومنطقة القناة. توفي يوم الجمعة 30 إبريل في مستشفى المقاولون العرب وشيعت جنازته الأحد 2 مايو 1999.
طوال فترة رئاسة السادات كانت مجلة فوربس الأمريكية تورد اسمه ضمن أكبر 400 ثري في العالم.
عثمان أحمد عثمان كان مخلصا حتى وفاته إلى دعوة "الإخوان المسلمين" وواجه من الصعوبات ما واجه ولم يفتر إيمانه بهذه الدعوة. توارى إسمه في السنوات الأخيرة من أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ، ولكن إسمه كان يقفز إلى الذاكرة كلما مررنا في شارع "ميشيل باخوم" بالدقي ، لقد كان "عثمان أحمد عثمان" عبقريا في إختيار معاونيه ، وكانت نظرته إلى الرجل كثير ما تصيب ، لقد وضع قاعدة لطريق النجاح هو أن يختار معاونيه حسب الكفاية وقدرتهم على الإدارة والصدق في القول والإخلاص في العمل ، وإختار "المهندس دكتور ميشيل باخوم" ليكون في مقدمة معاونيه الكبار ، ومن أطرف ما رواه في كتابه "صفحات من تجربتي" أنه كان يحيل المهندسين المهرة الذين يطلبون العمل معه في "المقاولون العرب" إلى "ميشيل باخوم" لإختيارهم وإصدار القرار بتعيينهم ، وذلك حسب قوله في مذكرات "أنه كان يدرك أن طالبي العمل هؤلاء من الإخوان المسلمين" ، وحتى يبعد الشبهة في إختيارهم كان يترك أمر تعينهم لميشيل باخوم الذي كانت عنده نفس صفات "عثمان أحمد عثمان" وهو أن يكون الإختيار حسب الكفاية بغض النظر عن الإنتماء الحزبي او العقيدي.
ولد عثمان أحمد عثمان في مدينة الإسماعيلية عام 1917م ، وتوفي والده عام 1920م والطفل "عثمان" في الثالثة من عمره ، وترك الأب الراحل أسرة .. زوجته وثلاثة من الأولاد وبنتين ، الولد الأكبر كان عمره 12 عاما والأصغر "حسين" كان رضيعا ، كانت الاسرة بلا عائل وبلا موارد مالية أيضا ، وإحتضنت الأم أولادها ورفضت من تقدم إليها للزواج. وعندما أصر أشقاؤها على فكرة زواجها .. قالت الأم المصرية الأصيلة.. "لن أسعد نفسي .. وأشقي أولادي". وكان الوالد الراحل يمتلك محلا للبقالة .. فترك الإبن الأكبر "محمد أحمد عثمان" دراسته الإبتدائية وتحمل ما فرضته عليه الأيام. كانت أسرة من سبعة أفراد يعولهم صبي في الثانية عشرة من عمره ، ولكن البقالة أفلست فإنصرفت الأم العظيمة إلى تربية الطيور وبيع ما يمكن بيعه من الطيور والبيض. ولم يبخل أحد من أخواله عليهم بشئ ، وفتح الله على الإبن الأكبر "محمد" ليعمل في بنك التسليف الزراعي بالإسماعيلية ، وهنا نقطة مهمة أن هذه الأسرة المحتاجة رفضت كل مغريات العمل بالجيش البريطاني ورضيت بالقليل الذي عندها ، أسرة متحابة مضحية وطنية. ودحل "الدين" إلى نفوس الأولاد منذ الصغر ، كانت الأم لا تقرأ ولا تكتب ولكنها كانت تؤدي فرائض الصلاة في أوقاتها. وترتل الآيات من القرآن الكريم .. وثبتت في أولادها قيم الدين ومكارم الأخلاق.
البداية الاخوان:
في المدرسة الإبتدائية إلتقي "عثمان" بمدرسه "الشيخ حسن البنا" تفتحت عيناه إذن على الرجل الذي قدر له أن يؤسس جماعة الإخوان المسلمين ، ويكون له شأن يذكر في تاريخ مصر الحديث "الشيخ حسن البنا" تتلمذ عليه صبيا في المدرسة الإبتدائية ، ولعل هذه الصلة بين مدرس وتلميذه في نفس الصبي وأتت ثمارها فيما بعد ليرتبط بجماعة الإخوان المسلمين ، كان "المرحوم حسن البنا" مدرسا للغة العربية والدين في مدرسة الإسماعيلية الإبتدائية ، وكان شاب في العشرينيات من عمره ، وكان خال "عثمان" هو الشيخ محمود حسين من علماء الدين في الإسماعيلية ، وقدم شقيقه "الشيخ محمد حسين" رحمه الله إلى الشيخ "حسن البنا" وتأكدت أواصر الصداقة بين "الشيخ حسن البنا" وبين الشيخ ":محمد حسين" خال عثمان. وكان "الشيخ حسن البنا" يذهب كل يوم بعد صلاة العشاء إلى "مندرة" الشيخ محمد حسين ليلتفا في أمور الدين ، وأصبحت الجلسة دائرة المنتدى الديني و"الشيخ البنا" يتصدر ذلك المنتدى ، وتطورت جلسات المنتدى من "المندرة" لتصبح الإسماعيلية كلها منتدى دينيا ، وكانت المسيرة تطوف بشوارع حي العرب راحت تمتد إلى الحي الأفرنجي ، وصدر قرار بنقل الشيخ البنا من الإسماعيلية إلى القاهرة وقد تم إلغاء النقل بشرط ألا تمتد المسيرة إلى الحي الأفرنجي ، وتزوج "الشيخ حسن البنا" من الإسماعيلية كريمة "الحاج حسين الصولي" ، وبدأت جماعة الأخوان المسلمين في الإسماعيلية عام 1928 ، والصبي "عثمان" في الحادية عشرة من عمره ، وإنضم "عثمن" فيما بعد إلى الجماعة.
رأي منتقدي عثمان أنه قد استغل نفوذه و علاقاته في:
بقاءه رئيسا لمجلس إدارة شركة المقاولون العرب بالرغم من تأميمها تأميما نصفيا ثم كليا بعد ذلك, بل و استتثناء الشركة من شرط تمثيل العاملين في مجلس الإدارة.
تقريب أفراد عائلته و منحهم المناصب الكبري بالشركة حيث كان حوالي نصف أعضاء مجلس الإدارة منهم...!!