بقلم: هيام فاروق
أنا مصرية مسيحية غاضبة .. نعم غاضبة .. غاضبة من الوطن .. غاضبة من حماة الوطن .. غاضبة من أهل الوطن .. غاضبة من أبناء الوطن .
ثائرة .. مشتعلة .. محترقة .. لم أجد تهدئة ولا إطفاء .. وأستطيع أن أشعل العالم كله بغضبى وما فى داخلى من نار متأججة .. ولكن يستوقفنى شىء واحد .. وواحد فقط . هو الحب . حبى لإلهى أولا .. ولوطنى الذى أنا غاضبة منه ثانيا .
نقول : مسلم ـ مسيحى إيد واحدة .. ( مش نافع ) .
نقول : مواطنين مصريين .. ( مش نافع )
نقول : نسيج واحد .. ( بردو مش نافع )
نقول : نصلح الخطاب الدينى الإسلامى على وجه الخصوص . ( مستحيييييييييل )
 

 

ولماذا الخطاب الدينى الإسلامى على وجه الخصوص لأنه بمثابة الفتيلة التى سرت من خلالها نار الفتنة .. أشعل القلوب والعقول .. حتى العقول التى من المفترض أنها مبرمجة على الحيادية ومصلحة الوطن ... ولكن هيهات .. وليس أدل على هذا من الفيديوهات المعروضة والتى تملاء الدنيا على موقع التواصل الإجتماعى الفيس بوك وتويتر .. وأشهرهم فيديو ( رائف ) ويليها فيديوهات الأحد الأحمر وهو يوم 9 أكتوبر والذى يعرض ضباط جيشنا الباسل ومنهم ضابط يقول ( يا كافر .. يابن كذا وكذا .... ) .. يالها من قلوب عمياء .. سوداء .. تحمل الأفكار الإخوانية السلفية البغيضة والتى تنم عن غل دفين .

لو كانت هذه العبارات التى ترددت على الألسنة لعساكر مثلا يأتون من العشوائيات والحوارى لقلنا جهلة وهم نتاج تربية عنصرية .. ولكنها للأسف من ضباط جيشنا البواسل . يا للعار .

 

يتهمنى بعض الأصدقاء على الفيس بوك أننى متعصبة .. ولما لا ؟ وكيف لا أكون متعصبة وأنا أرى كنائسنا تحترق بمثابة كنيسة كل شهر إن لم يكن أقل فى التوقيت ؟
كيف لا أتعصب و أنا أرى مذابحنا قائمة علنيا وبرضى تام من مسئولى الدولة وشوارع وطنى تراق عليها دماء المسيحيين بدءا بالكشح ، تليها أحداث الزاوية الحمراء ، ثم دير أبو فانا ، ودير الأنبا بيشوى ، ومذبحة نجع حمادى ، ومذبحة كنيسة القديسين بالإسكندرية ، وكنيسة أطفيح ، وقرية بشرى ، وكنيسة إمبابة ، وأحداث المقطم ، وقرية الماريناب .. وأخيرا وليس آخرا مذبحة ماسبيرو .

وفى كل هذا لم يدان أحد وفى المقابل أقمتوا الدنيا ولم تقعدوها على ضحية إسلامية واحدة ( مروة الشربينى )

 

كيف لا أتعصب وأنا أسمع يوميا أنى كافرة من كل قناة دينية إسلامية .. وفى المقابل لم يستطع أحد أن يأتينى بعظة واحد لقس واحد يسب أو يلعن أو يشتم فى الإسلام والمسلمين كما يفعلون شيوخ الإسلام .

طبعا البركة فى الإعلام المصرى ووزيره الذى كان بمثابة الوقود الذى أشعل وأجج الأزمة وهذا واضح وجلى للعيان والقاصى والدانى يشهد بهذا . وياللعجب أن يهل علينا السيد الوزير صباح أمس على قناة المصرية وقناة الحياة الحمراء ليبرىء نفسه والإعلام المصرى برمته . ياللتبجح !!!

كفاكم إستخفافا بعقول المشاهدين يا إعلاميى مصر وكأنكم تحملون رخصا رسمية بالبلطجة معترف بها من السيد الوزير .



يا أبناء الوطن المسلمين تتحدثون عن الوطنية ولا تعرفون منها غير المسمى فقط وبداخل كل منكم ( طز فى مصر )
ومن لا يصدقنى فليتفضل بالدخول على صفحتى فى الفيس بوك ويرى العديد من الفيديوهات لمشعلى ومؤججى الفتن ، ولا يقول لى أحد أنى منهم .. فعرضى لهذه الفيديوهات هو نابع من غضبى من إخوتى فهل تضربونى ولا تريدونى حتى أن أقول ( آآآآآآآه ) ؟!!!!!! عجبى !!!!!

حقا كان يوم 9 أكتوبر هو الأحد الدامى .. الأحد الأحمر الذى أعلننا فيه غضبنا بالفم المليان يا وطن عديم المروءة .. يقمعنى ويلتهم كرامتى ثم يطالبنى بالإعزاز والإنتماء .. وأنا أرى ( الطرمخة ) على مشاكل الأقباط غطت وفاضت .
فإما أن تبقى مصر دولة مدنية وإما أن تعود لعصر الفتاوى والقبلية والهمجية .
أنـــــــا غـــــاضبة