ماجد الراهب
جاء فى صلوات البصخة الساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة من سفر عاموس
" هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أُرْسِلُ جُوعًا فِي الأَرْضِ، لاَ جُوعًا لِلْخُبْزِ، وَلاَ عَطَشًا لِلْمَاءِ، بَلْ لاسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ الرَّبِّ . "
وجاء فى صلوات الساعة التاسعة من سفر ارميا
" لماذا طريق المنافقين سهلة وجميع الذي لا يطيعون مخصبون "
ومن نفس السفر " رعاة كثيرون أفسدوا كرمي ودنسوا نصيبي وجعلوا نصيبي الحسن موضع قفر لا يسلك ، صيروه خراباً وفساداً لي . "
ومن زكريا النبى
" ويكون في ذلك اليوم ان ماءاً حياً يخرج من أورشليم ، ...........ويكون الرب ملكاً علي الأرض كلها . "
وإذا أنتقلنا إلى رسالة بولس فى نفس الساعة التاسعة من يوم الجمعة العظيمة إلى أهل فيليبى
" فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً ، الذي هو صورة الله لم يكن يحسب خلسة أن يكون مساوياً لله ، لكنه وضع ذاته آخذاً صورة عبد ، صائراً في شبه الناس ، وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع ذاته وأطاع حتي الموت، موت الصليب، لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاه إسماً فوق كل إسم لكي تجثو بإسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن علي الأرض وما تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب . "
ونلاحظ هنا كيف أن قراءات النبوات تشير إلى إحتياج البشرية للتغيير والتجديد ويمكن تلخيص ذلك فى الأتى :
1 - الجوع والعطش لكلمة الرب .
2 – النفاق والمعصية أصبحا هما الطريق لتحقيق النجاح .
3 – وحتى الرعاة فسدوا وضلوا الطريق .
ويتنبأ زكريا النبى إنه فى اليوم المنشود يخرج ماء حى من أورشليم إشارة إلى السيد المسيح ليملك على الارض كلها
ونأتى للقديس بولس الذى يعطينا الحل لهذه الاشكالية ويرتفع بفكرنا لكى نقبل المسيح الها ومخلصا ويشرح لنا خطوات الخلاص ، ولكن يشترط أن يكون لنا فكر المسيح حتى نتقبل فكرة الخلاص والتغيير المنشود .
أحبائى أن القيامة هى قيامة لنا جميعا تحررنا من أثقال عبودية الخطية وتنقلنا من الجوع والعطش إلى الإشباع الروحى .
والقيامة تبدل أفكارنا من النفاق والرياء لإصتناع النجاح فى حياتنا إلى إمتلاك مفاتيح النجاح فى الحياة بإتباع فكر المسيح .
وبالقيامة تبدل مفهوم الرعاة وأصبحنا « وأما أنتم فجنس مختار، وكهنوت ملوكي، أُمَّة مقدسة شعب اقتناء » (1بط 2: 9).
وهكذا يتضح أن هذا الكهنوت الملوكي لم يَعُدْ محصوراً في أُمة معيَّنة أو شعب محدَّد، بل صار بقيامة المسيح مُتاحاً لكل الشعوب والأُمم والألسنة ، لكل مَن يؤمن ويعتمد باسم الثالوث القدوس ، فالذين يعيشون بحسب مشيئة الله المثلث الأقانيم هم ملوك وكهنة ، ولهم كهنوت روحي يستطيعون به أن يُقدِّموا أجسادهم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتهم العقلية (رو 12: 1).
كانت القيامة ضرورة للتغير المنشود فى حياتنا لنصير خليقة جديدة " كما فى السماء كذلك على الارض " فنحن نحقق الملكوت السمائى على الأرض فى صورة آدم الثانى .
أحبائى فلنقوم معه لنتمجد ايضا معه .