المشاهد التى نقلتها الكاميرات لطوابير الناخبين فى الخارج لها معنى واحد.. وهو أن المصريين المغتربين يعرفون قيمة أصواتهم.. يعيشون فى مجتمعات تُدرك قيمة الانتخاب والاستفتاء.. سواء على مرشح رئاسى أو على نقل شجرة من مكانها.. هكذا هى الديمقراطية.. الانتخابات هى المعيار.. والاستفتاء أيضًا.. انزل وشارك ولا يهم ماذا تقول أصلًا.. المهم ألا تقاطع أبدًا.
صوتك هو السلاح الذى تملكه.. صوتك هو شرفك.. إن تركته فلا تطلب من أحد أن يرد إليك شرفك.. ولا يعنى أن تنزل أن تقول نعم.. قل ما شئت.. فليست هذه دعوة لزيادة أعداد المشاركين إطلاقًا.. إنما هى دعوة للتمسك بحقك فى الانتخاب والاستفتاء.. يمكنك أن تُحدث التوازن إن كان لك رأى مختلف.. يمكنك أن ترسل رسالة لصانع القرار، وقد تسجل موقفك أيضًا..
فقد اهتمت وسائل الإعلام بطوابير النساء وكبار السن والمقعدين.. فهؤلاء يتمسكون بحق الانتخاب.. ربما كانت لهم رغبة فى استقرار الوطن.. هم نفس الناس فى الداخل.. كلما رأوا ما يحدث حولنا انزعجوا.. هؤلاء يريدون أن يسلموا الوطن كما عاشوا فيه.. لا يريدون أن يتركوه ممزقًا.. هذه حقيقة.. المصريون فى الخارج يعيشون فى عالم آخر، وإنما قلوبهم هنا معك!.
فلا يصح أن تقاطع الاستفتاء وتقاطع الانتخابات بحجة أنها محسومة.. فمن الذى يغير واقعك ومستقبلك؟.. شارك وقل رأيك كما تحب.. المقاطعة لم تفلح.. لم تصنع أبطالًا.. ولكنها أضعفت الممارسة السياسية.. وأضعفت الأحزاب.. وندم الذين تحدثوا عن المقاطعة، وشعروا بتأثيرها الرهيب عليهم خلال السنوات التى قاطعوا فيها، وهم الذين خرجوا من الملعب!.
صحيح أن المقاطعة وسيلة من وسائل الممارسة السياسية، لكنها فاشلة جدًا.. أثبتت فشلها.. المشاركة أفضل منها.. سيكون صوتك فى الصندوق.. لن يعبث به أحد.. هذه مسؤولية كبرى.. هذه أمانة فلا تضيعها بكلام فارغ.. ستكون أنت وصوتك والصندوق.. لا أحرضك على قول نعم.. لكننى لا أحرضك أيضًا..0على قول لا.. يهمنى أن تشارك حتى نرسخ فكرة المشاركة!.
الديمقراطية لا تهبط علينا من السماء فجأة.. لن نصحو من النوم فنجد أننا أصبحنا شعبًا ديمقراطيًّا.. لن تحدث أيضًا..0بدعاء الوالدين.. ولا بالدعاء فى المساجد.. الديمقراطية ممارسة جادة.. تبدأ بصناديق الاقتراع ولا تنتهى بها.. إنما هى حياة سياسية متكاملة.. قد تجعلنا نمارس بناء الوعى أولًا.. قد تجعلنا ننتظم فى أحزاب قوية، وقد نبدأ بالقرى والأحياء فورًا..
فلا تقاطع واسأل الذين قاطعوا الانتخابات من قبل.. فقد تأخرنا ولم ننجح فى بناء حياة ديمقراطية سليمة.. وها نحن نبدأ من الصفر.. ونُصرُّ للأسف على أن نمشى فى ذات الطريق بنفس المعايير، وننتظر نتيجة مختلفة.. فمن أراد أن يمارس الديمقراطية فليستخدم أدواتها.. وأولاها الانتخاب!.
نقلا عن المصري اليوم