عرض/ سامية عياد
"أوصنا لابن داود ، مبارك الآتى باسم الرب ، أوصنا فى الأعالى .." هكذا كان هتاف الجموع لاستقبال ملك الملوك رب المجد يسوع المسيح ، أحد الشعانين هو عيد سيدى كبير تحتفل به الكنيسة مزينة بالسعف وأغصان الزيتون والصلوات والطقوس الروحية ..
نيافة الأنبا تكلا أسقف دشنا فى مقاله "أحد الشعانين" حدثنا عن طقس أحد الشعانين موضحا أن الكنيسة تتزين فى هذا اليوم بالسعف وأغصان الزيتون كما استقبل اليهود الرب يسوع عند دخوله أورشليم وهذه كانت طريقة تستخدم فى استقبال الملوك والقادة ، وقد جاءهم الرب يسوع راكبا على أتان وجحش ابن آتان كما جاء فى النبوة "قولوا لابنة صهيون هوذا ملكك يأتيك وديعا ، راكبا على على آتان وجحش ابن آتان" ، وفى هذا اليوم فقط تقرأ الكنيسة حدث الشعانين من الأناجيل الأربعة نظرا لأهميته ، وقبل دخول الحمل الى الهيكل وفى رفع بخور باكر يتم دورة السعف وخلالها تقرأ الكنيسة 12 إنجيل لتعلن أن الإنجيل انتشر فى العالم كله وأن الرب جاء الى العالم كله ، وبعد انتهاء القداس يقام صلاة الجناز العام ، تحسبا لانتقال أحد فى أسبوع الآلام ، والكنيسة متفرغة لأحداث هذا الأسبوع ، وفى صلاة التجنيز العام تصلى الكنيسة من أجل الناس ورشهم بالماء المصلى.
دخل الرب يسوع أورشليم كملك ، ولكنه ملك مختلف عن باقى العالم فكان يقول لليهود "مملكتى ليست من هذا العالم.." ، مملكته على الأرواح والقلوب والعقول ، مملكته فى كل قلب ، عاش لا يملك شيئا وليس له أين يسند رأسه ، كان عمله روحيا فى عظاته ومعجزاته تقود الناس الى معرفة الله والإيمان به ، فكان الهتاف روحيا دون أن يدروا "أوصنا .. أوصنا فى العالى .. الخلاص لإلهنا فى الأعالى .. مبارك الآتى باسم الرب..." كان استقبال الجموع للرب يسوع حافلا فالجمع الأكثر فرشوا ثيابهم على الطريق وآخرون قطعوا أغصانا من الشجر وفرشوا على الطريق مع الهتاف والفرح ، والعجيب أن هؤلاء الذين استقبلوه بهذا الفرح العظيم ينقلبون سريعا عليه لتقول فى نهاية الأسبوع : "اصلبه اصلبه دمه علينا.." وهذا هو الفرح الجسدى الخارجى الذى يزول سريعا وليس الفرح الروحى الداخلى الحقيقى.
ليتنا نفتح قلوبنا لاستقبال رب المجد ، فهو يريدنا أن نفرح فرحا روحيا حقيقيا به ، يريدنا أن نقدم توبة ونرجع إليه ، يريدنا أن نقدم قلوب عامرة بمحبته ..