الأقباط متحدون - لماذا يكرهون بناء الكنائس ؟
أخر تحديث ٠١:٢٤ | السبت ١٥ اكتوبر ٢٠١١ | ٣ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٤٨ السنة السابعة
إغلاق تصغير

لماذا يكرهون بناء الكنائس ؟


بقلم / جورج فايق

لا تكاد تمر أسابيع قليلة حتى نسمع عن أحداث طائفية في مصر بسبب بناء أو ترميم أو افتتاح كنيسة و ينتج عن هذه الأحداث حرق و هدم للمبنى أو محاصرته على أقل تقدير و في أثناء ذلك يتم الأعتداء على بيوت الأقباط و حرقها فيغلق هذا المكان و توقف الصلاة فيه ككنيسة منعاً لتفاقم الأمور من مسلمين القرية الذين يعطوا أنفسهم الحق في منع الأقباط أن يصلوا لربهم و يشرعون في هدم الكنيسة بأيديهم حيث يتم تجمع الأهالي من القرية التي توجد بها الكنيسة و من القرى المجاورة للمشاركة في الغزوة المباركة لمنع الصلاة في الكنيسة و هدها و حرقها و في هذه الهوجة يتم الاعتداء على ممتلكات أو بيوت المسيحيون و في أحياناً أخرى تصل للقتل و هم يهللون و يكبرون فهم يشاركون في منع بناء أو افتتاح معبد للكفر في قريتهم المؤمنة كما حدث هذا في قرية الماريناب مؤخراً حيث هدوا و حرقوا مسلمين القرية الكنيسة بأيديهم و ضمائرهم مستريحة لأنهم يقدمون خدمة لله و رسوله


وبالطبع لا يتم القبض على أي معتدي على الكنيسة أو الأقباط فيثير هذا الكثير من الاحتقان داخل نفوس الأقباط لأن البناء سيتم على أرض مملوكة لهم و أن تكاليف البناء بالكامل من تبرعات المسيحيين الفقراء قبل الأغنياء و لا تكلف الكنائس الدولة شيئاً و ليست لها إعفاء من الكهرباء أو المياه أو أي رسوم أخرى مساوة بالجوامع فدولتنا تعترف بالجوامع فقط كدور عبادة أم الكنائس التي يريد المسيحيين بنائها على أرض مملوكة لهم و على نفقتهم الخاصة و بدون أي مساعدة من الدولة ومع ذلك يلقون كل العراقيل والصعوبات كأنهم سوف يقوموا ببناء كباريه أو دار فجور أو وكر لبيع و تعاطي للمخدرات


فنجد تعنت من الدولة في منح التراخيص و رفض من الأهالي المسلمين لبناء كنيسة في بلدهم و كأن مسيحي قريتهم ليس لهم الحق في بناء كنيسة يتعبدون فيها فنجدهم يهبوا كرجل واحد تحت رعاية و تحريض علاة القوم في القرية و شيوخ جوامع القرية و القري المجاورة لمنع الصلاة في الكنيسة و هدمها أو محاصرتها فيتم غلقها لدواعي أمنية و لا يحدث هذا في القرى فقط أيضاً بل أيضاً في العاصمة كما حدث مؤخراً لكنيسة عين شمس و فشل الجيش في فتحها
ثم تظهر مؤتمرات المصالحة و جلسات المصاطب و أكل الجاتوه و شرب البيبسي و تتكلم الصحف القومية عن أيدي خفية تريد العبث بوحدتنا الوطنية و يوجد عدو متربص بنا رغم أن أعداء مصر هم أبنائها و تقول الصحف الحمراء أن المسيحيين أثاروا مشاعر المسلمين بتحويل مبنى إلى كنيسة بدون ترخيص


فلماذا يرفض المسلمين بناء كنيسة في قريتهم ؟


أن طرحت هذا السؤال على أحد الأهالي المشاركين في الغزوة على أحد الكنائس الجديدة سوف تجد عجب العجاب تعالوا نتخيل أننا وجهنا سؤال لأحد المشاركين في الغزوة المباركة بأحدى القرى لهدم أو حرق كنيسة
- السلام عليكم يا أخ
يجب أن تبدأ حديثك بالسلام فهم يحبوا السلام جداً !!! رغم رجوعه من اعتداء شرير على ناس لا ذنب لهم ألا مخالفته في العقيدة


- ممكن أعرف ليه أنت شاركت في محاولة الأعتداء على الكنيسة الجديدة ؟


- أحنا طول عمرنا ناس مؤمنين و موحدين بالله يحيوا على أخر الزمن يعملوا كنيسة و لا معبد في بلدنا هي ناقصة نجاسة و كفر و العياذ بالله


- طيب هي الكنيسة ها ضايقك في أي ؟


بص يا أخ مش الأخ مؤمن برضه و أخ لو طلعت غير مؤمن قد يقتلك
- دول ناس بتوع سحر و أعمال و أنا واحد قريبي كان لابسه عفريت و قسيس هو اللي عمله العمل و خلاه يبقى مجنون يحدف الناس بالطوب و يقطع هدومه دول كمان بعملو أعمال يخلوا الرجل لا مؤخذة ما يقدرش ينكح الجماعة و مراتي كان في واحد قسيس عامل لها عمل علشان متخلفش


- أنت عندك أولاد ؟


- أه عندي 8 أولاد ما أنا رحت لشيخ الله يبارك له هو اللي كسر لي العمل و هو اللي قال لي أن القسيس هو اللي كان عامل لي العمل
- كمل يا أخ أي كمان بيضايقك في الكنائس
- دول كمان بيعملوا مسخرة في كنايسهم دول بيصلوا في الكنيسة رجالة و ستات مع بعض و أنت عارف أن أجتمع رجل و أمرأة كان ثالثهم الشيطان و العياذ بالله دول في ليلة راس السنة بيبسوا بعض في الضلمة عارف أنا مرة راحت كنيسة في بلد جبنا علشان ما يكنش حد عارف أني مسلم و ده كان يوم راس السنة علشان أشوفهم و هم بيبسوا بعض و أفضحهم لكن ولاد.... باين عرفه أني مش مسيحي فمبسوش بعض قدامي اليوم ده
- كمل و أى كمان بيضايقك من الكنايس
- و كمان سمعت أن عندهم أوض في الكنائس مليان سلاح منتظرين بس الفرصة المناسبة عشان يهجموا علينا و يقتلونا


- طيب هم منتظرين اى علشان يطلعوا السلاح ؟ ما أنتم حرقتم و هدمتم كنائسهم لهم وقتلتوا ناس منهم ليه مضربوش بسلاحهم و أنتم لم هدتم الكنيسة لقيتوا سلاح ؟


- لا بس دول ولاد ......... يمكن السلاح في سرداب تحت الأرض أو نقلوه لما عرفوا أن نحن هنهد


- و عرفوا منين ؟


- ما أحنا بنهد بعد صلاة الجمعة علشان ربنا يوفقنا فأكيد هم نقلوا السلاح يوم الخميس
- كمل
دول كمان بيبشروا عن طريق المستوصف و أعمال الخير و اللي بيعملوها دول عايزين ولدنا يسيبوا الحق و يروحوا عندهم
و كمان دول وش نحس على البلد هيخلوا المحاصيل تقل و لبن البقر ينشف بكنيستهم دي ما يروحوا يبنوها في أي داهية بعيد عن قريتنا

من هذه الإجابات الموجودة فعلاً في الواقع نستخلص أن العقليات المتخلفة التي نخرها الجهل و التعصب على مدى عقود كثيرة يسيطر عليهم و يقودهم و يرتب لهم ناس يعرفون ما يفعلون جيداً و يتاجرون بمصير و أستقرار دولة من أجل مصالحهم و الوصول للحكم و لا توجد وسيلة أسهل و لا أرخص من اللعب على المشاعر الدينية للبسطاء و الدهماء بالمزايدة على قهر الأقلية المسالمة التي تريد أن تعيش في سلام و تعبد الهها أى أن كان هذا الأله لا دخل لأحد به فالله وحده هو الذي سيجازي على العبادة الصحيحة و الخطأة
و من هنا يجب محاكمة رؤوس التعصب و مفكريه و المخططين له و ليس معاقبة الأداة فقط هذا أن كان هناك عقاب من أصله لأن هؤلاء الجهلة الذين يقوموا بالهجوم على الكنائس هم فقط أداة في يد من يستغلون جهلهم للوصول إلى أغراض في نفوسهم
و لأن الجريمة التي بلا عقاب تشجع على أرتكابها د فالأعتداء على الكنائس يتكرر بأستمرار لأن كثيراً من أهل السلف يسيطرون على الشارع الجاهل المتعصب وأفهموهم أن الأعتداء على الكنائس واجب شرعي مقدس و تشارك الدولة معهم بصمتها وتواطئها مع المعتدين على الكنائس بعدم تطبيق القانون على المعتدين و تعقد جلسات عرقية يجبر فيها الأقباط على قبول قراراتها و الا أتهموا بأثارة الفتنة فتضيع الحقوق و يفلت الجاني من العقاب

و إلى من يحرض على هدم كنائسنا و إلى الجهلة الذين ينفذون الأعتدءات أقول لهم


أن كنائسنا هي نور و موجودة في النور وكل هذه الرذائل و الضلالات و الأوهام و الفكر الرديء في نفوسكم وعقولكم المريضة أنتم فقط
فنحن في كنائسنا نصلي من أجل الجميع:-
نصلي من أجل المرضى أن يشفيهم الله
و نصلي من أجل المسافرين حتى يردهم الله لبيوتهم سالمين
نصلي من أجل حماية بلادنا مصر من الوباء و الغلاء و سيف الأعداء و الأجدر أن نصلي لحماية مصر من الغباء لأن الغباء أخطر من الوباء
في كنائسنا نصلي من أجل خلاص العالم و نطلب أن يحل السلام عليه
في كنائسنا نصلي من أجل النيل و من أجل الزرع و الشجر المثمر
في كنائسنا نصلي من أجل الفقراء و المساكين و الأرامل و الأيتام
في كنائسنا نصلي من أجل بلدنا مصر و نطلب من الله حماية لحدودها و تأمينها
في كنائسنا نصلي من أجل الدولة و الرئيس و الجند حتى بعد أن ضرب جنود مصر أخوتنا و أبنائنا في ماسبيرو بالرصاص الحي و دهوسهم بالمدرعات في الشارع مازلنا نصلي من أجلهم و لن ندعوا عليهم يوماً باللعن و الشر لأنهم أيضاً أخوتنا مهما تمكن الشر و الكره منهم
و ليس في ديننا أن ندعوا بالشر على من يأذينا لأن إلهنا قال لنا " صلوا من أجل الذين يسئون إليكم " و لهذا نصلي من أجل الجميع حتى أعدائنا أن يرحمهم الله لأن لا عدو لنا كمسيحيين غير إبليس فيقول الكاهن في القداس الألهي ( أعدائنا و أحبائنا اللهم ما أرحمهم ) أي نطلب الرحمة للأعداء قبل الأحباء
نحن نصلي من أجل الجميعً بغض النظر عن جنسهم أو دينهم
نحن في صلاتنا لا نسب و نلعن في الآخرين و نتوعدهم بالعذاب دنيا و آخرة
نحن في صلاتنا لا نحرض على العدوان و نطلق الإشاعات فتحترق المحلات و البيوت
نحن لا نقحم السياسة في صلاتنا و لا نتاجر بديننا من أجل حكم و مناصب فديننا ليس للبيع أو الشراء مهما كان الثمن

نحن لا نضع مكبرات صوت تقلق المساكن المحيطة بنا و نسب فيها الآخرين و نصفهم بأنهم قردة و خنازير
ولا نفرش حصر أمام كنيستنا و نصلي في الشارع و نعوق المرور ونسد مداخل المحلات و العمارات
نحن لا نستولي على أراضي غير مملوكة لنا لنصلي فيها لأن الله لا يقبل صلاة في أراضي مسروقة أو مستولى عليها بثمن بخس بقهر و ظلم أصحابها و أجبراهم على بيعها بغير إرادتهم
و رغم كل هذا نجد صعوبة في بناء كنائسنا و لكن الكنيسة باقية في داخلنا قبل أن تكون على أرضنا و أن أعاقوا بنائها على الأرض فلن يمنعوا بنائها في داخلنا فهي تنمو و تزدهر بداخلنا فكل إنسان يستطيع أن يصبح بداخلة كنيسة لن يستطيع أحد أعاقتها أو هدمها


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع