بقلم / يسرى المعصرانى
للسلطات المصرية ومعها جماعات المتعصبين والمتشددين والبلطجية المقدرة على صنع المعجزات. تعودنا منهم التحيز فى المعاملة بين أبناء الوطن الواحد الذى يظهر فى الكيل بمكيالين فى تطبيق القانون وفى توفير مبادىء المواطنة وضمان حقوق الإنسان. ورأينا التحيز يتحول الى اضطهاد سافر بسبب الدين.
ولكن ما حدث يوم الأحد 9 أكتوبر 2011 أمام مبنى التلفزيون بماسبيرو فاق كل الأوصاف وتعدى كل التوقعات. لقد رأينا هؤلاء قادرون على صنع المعجزات. فبقوة قادر، لا أظنها من الله، تمكن هؤلاء من تحويل المجنى عليهم الى جناة ! رأينا كيف أن جماعة من الأقباط العزل كانت تقوم باحتجاج سلمى ازاء سلسلة من الاعتداءات على كنائسهم. ولكنهم فجأة يصوروهم على أنهم المعتدين على قوات البوليس والجيش بمدرعاتهم ومدافعهم. وسمع الناس صرخات التلفزيون المصرى ينادى أهل بولاق والسبتية أن يسرعوا لنجدة أخوتهم أبناء الوطن وهم قوات الجيش والبوليس من الأقباط المعتدين!! وكأن الأقباط ليسوا جزءا من أبناء هذا الوطن بل أعداءه. وتحدث معركة من طرف واحد وتنتهى بمذبحة يقوم بها الذين صوروهم أنهم المجنى عليهم. والمهزلة أنه يتم القبض على عدد من المعتدى عليهم وهم الآن فى انتظار التحقيق والمحاكمة.
كيف يحدث هذا فى مصر؟
* عندما قام السلفيون والإسلاميون بحجز القطارات فى قنا وأوقفوا التجاره والسياحه وعطلوا المصالح العامه لمدة تزيد عن عشرة أيام ، لم تتحرك الحكومه أو الجيش بوقفهم أو القبض أو محاكمة حتى ولو على شخص واحد !
* أيضا عندما قام السلفيون بحرق الكنائس وبيوت المسيحيين وقتل البعض وقطع أذن أحدهم لم تتحرك الحكومه أو الجيش بمنعهم أو القبض على المجرمين أو محاكمتهم
* وعندما قام المسيحيون بالتواجد فى ماسبيرو احتجاجا على حرق كنائسهم وبيوتهم والهجوم على ممتلكاتهم قامت الدنيا عليهم وجيشنا العظيم حامى الوطن قتل الشباب المسيحى وداست مصفحاتهم 24 شخصا وأصابت أكثر من 200 بعضهم إصابات خطيره سوف ينتج عنها حتما موت الكثيرين أيضا!
* يقولون أن بعض المسيحيين بدأوا بإلقاء زجاجات المولتوف واستخدام الأسلحه والحجاره مما أصاب بعض أفراد الشرطه والجيش ، وسؤالى هنا لماذا لم يتم القبض على أحدهم متلبسا بالجريمه ؟؟ الحقيقه أن الجماعات الإسلاميه والبلطجية اندسٌوا فى الوسط وجاؤوا ليشعلوا النار ليبدأ الجيش بهذه الحركات الإجراميه ضد المسيحيين الحاملين الصليب فى مسيرتهم السلميه ، ألم يكن فى استطاعة هذا الجيش المغوار حامى الوطن أن يلقى القبض على أحد هؤلاء المجرمين؟ لكن لأن الخطه مدبره ضد المسيحيين لم يفعل ذلك كى لا تنفضح أعمالهم الشريره !
ما حدث لم نرى أو نسمع مثله فى تاريخ مصر. لكن بعد ثورة 25 يناير التى بدأت بيضاء انقلبت الى تعصب دينى شديد ضد المسيحيين فى كل أنحاء الوطن إنه التعصب الشديد الذى يمارس علنا ودون استحياء !!
يا رب ارحم