فى مثل هذا اليوم ..15 ابريل 1982م..
سامح جميل
في محافظة المنيا، وفي 1958، ولد خالد أحمد شوقى الإسلامبولى قاتل الرئيس محمد أنور السادات في حادث المنصة أثناء الاحتفال بعيد ٦ أكتوبر ١٩٨١، وكان «الإسلامبولى» برتبة ملازم أول ولم يكن عضواً في أي من الجماعات الإسلامية المسلحة، وكان هو المنفذ الأساسى لعملية اغتيال «السادات» بالاشتراك مع عبود الزمر ومحمد عبدالسلام فرج.
وتمت عملية الاغتيال في أربعين ثانية، وقام بها أربعة أشخاص، هم الإسلامبولى، وعبدالحميد عبدالسلام، وعطا طايل، وحسين عباس وكان السادات يتصدرالمنصة مع كبار المدعوين وإذا بالإسلامبولى وأعوانه يترجلون من سيارةعسكرية ويفتحون النارعلى الحضور بالمنصة فأردوا «السادات» قتيلاً، كما قُتل عدد من الحضور والشخصيات الرسمية، بينما أصيب آخرون، بينهم وزير الدفاع في ذلك الوقت المشيرعبدالحليم أبوغزالة.
وشارك الإسلامبولى في ذلك لأسباب ذكر بعضها، ومن بينها أن «السادات» أهان العلماء في آخر خطبة ووصفهم بأنهم «مرميين في السجن زى الكلاب»، ومن الأسباب الأخرى زيارة «السادات» لإسرائيل وتوقيعه معاهدة السلام، التي رأى فيها الإسلاميون تفريطاً وخيانة للقضية الفلسطينية والأرض المصرية المحتلة.
وتم الحكم بإعدام خالد الإسلامبولى وتم الإعلان عن إعدامه في ١٥ إبريل ١٩٨٢، لكن عملية تنفيذ حكم الإعدام مازال يكتنفها الغموض، وهو غموض دفع كثيرين للتشكيك في تنفيذها، ولعل ما أثار الشكوك أيضا أن أسرة خالد الإسلامبولى لم تتسلم جثمانه إلى الآن.
ويقول الدكتوركمال الهلباوي، إن هذه الواقعة مازال يكتنفها بعض الغموض ومازال بها بعض الجوانب المعتمةوتحتاج بحثا عن الحقيقةوالمنوط بالبحث عن بعض التفاصيل الغائبة والغائمة هي الأجهزةالمعنية بهذا الأمروهذا الاختصاص مع تعدد الروايات والاجتهادات والادعاءات مما أحدث لبسا عند الناس ولذلك يتعين إغلاق الباب هذا الباب حيث تجددت بعد التفاصيل التي ذكرتها السيدة رقية السادات في إحدي الفضائيات عن أن مقتل السادات كان مدبرا لأن الناس تسأل لماذا جاء مقتله مع بداية استعراض سلاح الطيران وتعطل سيارة قبل السيارة التي كانت تقل قاتلي السادات..
فى مثل هذا اليوم منذ 34 عامًا نفذ حكم الإعدام على قتلة الرئيس الراحل أنور السادات وعلى رأسهم خالد الإسلامبولى، وأعدم "الإسلامبولى" منفذ الجريمة، وحسين عباس رميًا بالرصاص، بينما أعدم محمد عبد السلام فرج، وعبد الحميد عبد السلام، وعطا طايل حميدة بالإعدام شنقًا فى ذات اليوم أيضًا، وشهدت عملية إعدامهم تفاصيل مثيرة للجدل، أبرزها حضور الحارس الشخصى للرئيس الراحل محمد أنور السادات أثناء تنفيذ حكم الإعدام وذلك للتشفى. إعدام الإسلامبولى هناك روايات كثيرة تتردد فى إعدام خالد الإسلامبولى، من أبرزها الرواية المثيرة التى ذكرها بعض شهود العيان فى عملية إعدام خالد الإسلامبولى، أنه رفض وضع عصابة على عينيه أثناء تنفيذ الحكم، كما ذكر شهود العيان أنه بعد إطلاق 10 رصاصات على الإسلامبولى اكتشفوا أنه مازال حيًا وبدأت يده اليمنى تتحرك، فأسرع ضابط باتجاهه ومسك يد الإسلامبولى اليسرى ليقيس له النبض وإذ به يخرج مسدسه من جيبه ويشد الأجزاء ويوجهه نحو رأس خالد استعدادًا لإطلاق النار على رأسه لإنهاء حياته إلا أن الضابط الآخر أشار له بالانتظار حيث فارق بعدها مباشرة الإسلامبولى الحياة. والدة الإسلامبولى:وحكت والدة خالد الإسلامبولى التى توفت منذ أعوام قليلة، "الحاجة قدرية"، بعضًا من تفاصيل حياة ابنها حيث قالت "إن خالد لم يأخذ فتواه من محمد عبد السلام فرج، مفتى تنظيم الجهاد، ولكنه سأل الشيخ عبد الله السماوى أحد قيادات التيار الإسلامى، والشيخ عبدالحميد كشك الداعية الشهير فى هذا العصر، عن قتله فقالا له إنه يحق له قتل السادات لأنه خرج عن الدين والتقاليد وقالا له إن كل من يوالى الكفار فهو مثلهم وكان السادات وقتها يوالى اليهود والأمريكان لذلك ابنى خالد مات فى سبيل الله والعالم كله كان يكره السادات الذى نصب نفسه إلها قبل اغتياله".
وعن تفاصيل إعدام الباقين يذكر عبد الله السعد زكى أبو هيف، أحد أفراد قوة تنفيذ أحكام الإعدام بسجن الاستئناف فى ذلك التوقيت، فى أحد الحوارات الصحفية، يقول فيها "إن محمد عبد السلام فرج مفتى تنظيم الجهاد، نزل خلال إعدامه إلى الأسفل فاستقبله عشماوى وألبسه طاقية سوداء بها كبسون أغلق به منطقة الرأس، وقبلها قرأ مندوب وزارة العدل قرار المحكمة بالإعدام وسأله إن كان يريد شيئًا، فرفض الإجابة، وكنت قبلها قد سألت عبد السلام، لماذا قتلت السادات؟، فقال كنت أنوى قتله من زمان، وتوقفت عند هذه المقولة كثيرا، لماذا يصر هذا المتهم على أن يصرح أنه القاتل وقاتل من!، قاتل رئيس الجمهورية، وبعد الإعدام قمت برفع غطاء الرأس وإزالة حبل المشنقة من على عنقه، ورفعت الجثمان فى عربة مستقلة وكانت هذه نفس الطريقة التى اتبعناها مع زملائه الآخرين ، ولم أر أشياء غريبة، الرأس كانت خلف الجثمان، وبعض التجمعات الدموية والدماء التى كانت تنزف من الأنف والفم نتيجة الإعدام". وذكر أبو هيف أيضا أن تنفيذ حكم الإعدام على خالد الإسلامبولى كان فى نفس توقيت إعدام الثلاثة متهمين الآخرين، وتم إعدام حسين عباس عقب خالد الإسلامبولى مباشرة. ورغم مرور 36 عامًا على إعدام خالد الإسلامبولى إلا أنه مازال يذكر داخل أروقة الجماعة الإسلامية برمز العزة ..!!