الأقباط متحدون | رسالة من المسيح عن أحداث ماسبيرو
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٢٤ | الخميس ١٣ اكتوبر ٢٠١١ | ١ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٤٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

رسالة من المسيح عن أحداث ماسبيرو

الخميس ١٣ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم : مدحت ناجى نجيب
قم يارب لماذا تنام ؟ لماذا أهان الشرير أسمك ؟ لماذا يقال بين الأمم اين هو الرب إلههم ؟ لا تقل هذا فالرب قائم للمحاكمة من أجل شعبه ، فهو ينظر ويجازى ، كما أنه لا ينعس ولا ينام ... نعم سوف أقف من بعيد لألمح خلاصك الذى تصنعه اليوم ...
إلى القارىء العزيز ، تذكر ما قاله لنا فى الآباء فى بستانهم الروحى عن الاستشهاد :
" إن‏ ‏شهادة‏ ‏الشهداء‏ ‏عظة‏ ‏للإنسان‏ ‏المسيحي‏,‏ وعون‏ ‏للكنيسة‏,‏ وتثبيت‏ ‏للإيمان‏ ‏المسيحي" ( ق. يوحنا ذهبى الفم ) ، " إن‏ ‏استطاع‏ ‏العدو‏ ‏قتل‏ ‏الجسد‏ ‏فهو‏ ‏عاجز‏ ‏عن‏ ‏منعه‏ ‏من‏ ‏القيامة‏.‏( ق . اغسطينوس ).
وتذكر أيضاً ما قاله الرب قديماً لموسى النبى :
(( فقال الرب إنى قد رأيت مذلة شعبى الذى فى مصر وسمعت صراخهم من أجل مسخريهم .إنى علمت أوجاعهم . فنزلت لأنقذهم من أيدى المصريين وأصعدهم من تلك الأرض إلى أرض جيدة واسعة " ( خر7:3 ) )) ، هذه الكلمات قالها الرب قديماً لموسى النبى عندما ظهر له فى العليقة المشتعلة بالنار ، ويدعوه لكى يقود خروج شعب اسرائيل من مصر بعد عبودية دامت لأكثر من اربعمائة سنة ، هذا العدد من السنوات لا يعنى ان الله قد نسى شعبه او ان الله نائم كما نتصور نحن أحياناً ، لكنه كان يتأنى وينتظر الشخص المناسب ليقود شعبه بالسلام ، الله لا ينسى ابداً ، لكنه يتمهل وينتظر .


لقد قال الرب لموسى النبى " ولكنى أعلم أن ملك مصر لا يدعكم تمضون ولا بيد قوية . فأمد يدى وأضرب مصر بكل عجائبى التى أصنع فيها . وبعد ذلك يطلقكم . وأعطى نعمة لهذا الشعب فى عيون المصريين " ( خر 19:3 ) . وعندما أراد الله أن يخرج شعب اسرائيل من مصر ، أراد ان يخرجهم بعشر ضربات ، وذلك لكى يتذكروا الله دائماً ، ويعلمهم الانتظار والانتصار ، وأن لا يستعجلوا النصر ، بل ان " نهاية شىء خير من بدايته " ، وهكذا أيضاً ما نمر به هذه الأيام من ضيق وإضطهاد وقتل لأولادنا ليس إلا لمنفعتنا ، الله يعمل الخير لنا ، يجرح ويعصب .
لقد أعلنت الكنيسة الصوم والصلاة لمدة ثلاثة أيام ، لأنها فقدت الحلول البشرية من المسئولين ، فرفعت شكواها نحو السماء إلى الله ، تصمت لكى يتكلم الله ، بصلاتها وصومها تضغط على السماء لجلب الخير ، فيقول قداسة البابا " حينما لا توجد حلول بشرية نبصر يد الله تعمل " . والذى لا يحله الناس ، يحله الله ، الله قادر أن يحل كل الأمور بكلمة قدرته ، لكنه يريد أن يعلم شعبه القبطى أن يصرخوا إليه ، فالله يسمع شكواكم ، اصرخوا " كيرياليسون " لأنها الكلمة الذهبية لفتح طاقات السماء . وأيضاً " حينما ترتشع ركبتاك من الضيق والاضطهاد والحزن فأركع عليها " . الصوم والصلاة هما اللذان نقل جبل المقطم ، الصوم والصلاة هم اللذان سوف ينقلان مصر إلى مجد الحرية ، قفوا وأنظروا خلاص الرب الذى يصنعه لكم اليوم ، الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون ، الحرب للرب . كل ما علينا أن ننظر إلى العصا التى فى يد الله ، ارفعوا " أياديكم : رمز للصليب " بالصلاة كما فعل موسى فى حربه مع عماليق ، وأنتصر فيها .


لا تنسوا كيف أنتصرت المسيحية وهى تواجه الجيوش الرومانية صاحبة السلطان والذى حولت مصر الى بحور من الدم ، وخرجت الكنيسة أقوى مما كانت عليه من قبل .
لا تنسوا كيف أنتصرت المسيحية وهى تواجه كل فلسفات اليونان ، وانتصر الايمان المسيحى على العقل الوثنى .
لا تنسوا أنه قد صدر قانون رومانى فى بداية المسيحية بتحريمها فى كافة الأمبراطوريةالرمانية؟!! إلا أن المسيحية بالرغم من ذلك زحفت على الشعوب المعاصرة لبدايتها وبرزت إلى العالم الموجود كقوة هائلة تجذب الناس بالالوف. وتصارع جميع القوة الجهنمية الشيطانية. مستأسرة كل فكر إلى طاعة المسيح. فتضاءلت وصغرت أمامها جميع الصعاب والتهديدات.
لا تنسىوا انه قام ضد المسيحية إعداء كثيرين حاولوا أن يمحوها ، لكنهم فشلوا ، لأنهم لم يتيقنوا أن مؤسس المسيحية هو المسيح الرب ، نسوا أن مؤسسها هو خالق الكون ، خالد ودائم إلى الأبد . نسوا أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها.
لا تنسوا أيضاً ان العصر الذى ولد إلهكم فيه لم يكن عصر ذهبى ، بل كان عصر دماء ووحشية حيث شهد قتل أطفال بيت لحم .
لا تيأسوا فأن أشد ساعات الليل ظلاماً تللك التى تسبق طلوع الفجر ، سوف يشرق غد جديد على الأقباط وعلى مصر الجديدة ، مصر الحرية .
إذا شعرت بالضيق والظلم والاضطهاد كقبطى ، فثق :" أن من يحتمل ظلماً من أجل الرب يعتبر شهيداً " ق. موسى الأسود " .
لا تيأسوا فدم الشهداء هو بذار للكنيسة الجديدة ، وقد قال العلامة ترتليانوس للحكام الوثنيين " أستمروا فى تعذيبنا ، أطحنوننا الى مسحوق ، فإن اعدادنا تتزايد بقدر ما تحصدوننا ، ان دماء المسيحية لهى بذار محصولها . ان عنادكم هو فى حد ذاته معلم . لانه من ذا الذى بعد انضمامه إلينا لا يشتاق الى التألم ؟!


وفى هذا يقول الشهيد يوستينوس " ان بقدر ما نعاقب بهذه الضيقات بقدر ما ينضم مسيحيون أكثر إلى ايماننا وديانتنا بأسم يسوع المسيح ، إن الكرام يقطع أغصان الكرمة التى تحمل أثماراً حتى تنمو أغصان أخرى وهذه تصيرها أكثر حيوية وأكثرا أثماراً . وهذا ما يحدث معنا فالكرمة التى غرست بواسطة الله مخلصنا يسوع المسيح هو شعبه ، فإن الأمر ليس مفاجأة لقد أرسل السيد المسيح تلاميذه للكرازة " كحملان وسط ذئاب " ( يو 3:10 ) والعجيب أن الذئاب حينما افترست الحملان تحولت هى أيضاً الى حملان .
نحن لا نعرف ديانة أخرى استطاعت أن تصمد لفترة طويلة فى مقاومة متصلة من التعصب اليهودى والفلسفة الاغريقية والسياسة الرومانية وقهرتها ، ما من ديانة أخرى كان يمكنها ان تنتصر فى النهاية على اعداء كثيرين بالقوة الأدبية الروحية وحدها دون الاستعانة بأى وسائل مادية لمساندتها " ، فنقول لم يظن اننا نستخدم أسلحة لا يمكن على وجه الاطلاق ، ان تتحول الكنائس ذات يوم ، الى اية ثكنات او ترسانات او معسكرات تدريب او مراكز تجنيد لأى فعل سىء ، فالكنيسة واحة للامن والامان والسلام والاطمئنان .
رسالة المسيح : " أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر ، أستمروا فى الحب لكل من يقتلكم هذه وصيتى لكم " ... إلى هنا اعاننا الرب ...




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :