سليمان شفيق
يمر السودان بحالة متكررة من منذ التأسيس 11 أنقلاب وثلاثة ثورات ،وكما كتب د منصور خالد في كتابة البارز (النخبة السودانية وادمان الفشل ) في مجلدين شرح فيهما سلسلة من العهود العسكرية والتسلط التي تقطعها انفراجات قصيرة من الانفتاح السياسي، ورغم قصر الفسح الزمنية من الديمقراطية فإن ممارسات الأحزاب على اختلافها، من تقليدية طائفية وقومية وناصرية، وأنانيات النخب السياسية والمهنية كانت تزرع بذور الانقلاب العسكري اللاحق كأنها تستحثه أو تمهد الطريق له، وكيف ينقض الاسلاميين علي الحكم فيقوم المدنيين بالاستعانة بالعسكريين لاقصاء الاخوان وهلم جر.
وانا اتابع حوارات قادة الثورة والاخوان والانقلاب العسكري تذكرت منصور خالد رحمه الله ، وفعلا كما قال ماركس :" التاريخ يعيد نفسة مرة في شكل مأساة واخري في شكل مهزلة .
: استقلال السودان وبداية الحكم الوطني1956
1958الجنرال إبراهيم عبود يقود انقلابا عسكريا ضد الحكومة المدنية المنتخبة حديثا في بداية العام، وفي 1962اندلاع الحرب الأهلية في الجنوب بقيادة حركة التمرد "أنيانيا" ، وفي 1964 ثورة أكتوبر التي أطاحت بعبود وقيام حكومة وطنية برئاسة الصادق المهدي.
1969 الرائد جعفر محمد النميري يتزعم الانقلاب العسكري المعروف باسم "ثورة مايو"
انتفاضة 1971 ضد جعفر نميري وفشل الانتفاضة بعد اعتقال القذافي لقادة الحزب الشيوعي وتقديمهم للنميري ، إعدام قادة الحزب الشيوعي السوداني بعد قيامهم بانقلاب ضد النميري.
أصبح الجنوب منطقة حكم ذاتي، بموجب اتفاق أديس أبابا للسلام بين الحكومة وحركة "أنيانيا 1972
1958 :
1983: الرئيس جعفر محمد النميري يعلن تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد. وفي نفس العام نشبت الحرب الأهلية في الجنوب بين القوات الحكومية والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة العقيد جون قرنق بعد أن قسم النميري الإقليم الجنوبي إلى ثلاثة أقاليم مخالفا لقانون الحكم الذاتي للجنوب المعمول به بموجب اتفاق أديس أبابا عام .1972
1985: اندلاع ثورة شعبية ضد حكم النميري عرفت بانتفاضة أبريل وانحاز فيها الجيش إلى جانب الشعب وتأسس مجلس عسكري مؤقت لحكم البلاد برئاسة الفريق عبد الرحمن سوار الذهب
1986 : فوز حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي في انتخابات ديمقراطية وتشكيل حكومة ائتلاف برئاسته.
1987: الحزب الاتحادي الديمقراطي -بزعامة محمد عثمان الميرغني- شريك الائتلاف يصيغ مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق، لكنه لم يكتمل
: 1989
: العميد عمر حسن البشير يقود انقلابا عسكريا ويستولى على الحكم، وفي العام نفسه يتم في مصر تشكيل تجمع وطني سوداني معارض يضم 13 حزبا
2019 : الفريق عوض بن عوف يقود انقلاب عسكري علي حكومة البشير ويصرح في بيان لة بأن المجلس العسكري سيحكم سنتين ويحل المجالس النيابية والولائية ويلغي الدستور .
ليست مرة واحدة او اثنين ولكن مرات كثيرة ،
الان نقرا سويا ما يقولة الثوار :
امتداد لحكم البشير :
اسماعيل التاج المتحدث الرسمي لتجمع المهنيين في الثورة ، والتنظيم الاساسي المدني المحرك يقول :
ما حدث غير متكرر في الثورات فكل من ثورتي 1964 و1980 انتهت بحكومات مدنية ، اما ما حدث للاسف انقلاب بمعني الكلمة ولا يعكس مطالب الثوريين ، ومجرد تبديل البشير بأكثر من بشير اخر ،واللجنة الامنية التي قتلت واعتقلت الثوار كما هي ، والبيان يعتذر ولكنه يبقي عليها ، وماحدث هو توفير ملاذ أمن للبشير والاسلاميين ، وحتي الان لامشاركة مع اي قوي مدنية ، لم نثور الا من أجل ازالة نظام البشيربكل اشكالة ،وليس اجهاض الثورة .
بيان حركة الحرية والتغيير يرفض الانقلاب تسليم السلطة الي حكومة مدنية سودانية مع تجمع المهنيين والقوي المدنية، ويؤكد البيان : سوف تستمر الاعتصامات ل خمسة مليون مواطن سوداني ، ولا نريد ان يضع المجتمع المدني في مواجهة الجيش ،وحول الافراج عن المعتقلين الثلاثة الاف قال : الحرية حق لثلاثة آلاف معتقل سوداني وسودانية ، وليست منحة ، بل علي العكس اللجنة الامنية كما هي ورموز النظام والاخوان والمؤتمر الوطني كما هم .. نحن امام امتداد لنظام البشير او ( الانقاذ 2)، وراي ان البديل ان تكون مهمة الجيش حماية المرحلة التواصل مع القوي المدنية، لتشكيل حكومة مدنية انتقالية ويكون الجيش الضامن وليس الحاكم ولا توجد ضمانات.
جبران بلال ممثل حركة تحرير السودان دارفور نحن مع قوي الحرية والتغيير يقول : لابد للمجلس العسكري الجلوس فورا مع حركة الحرية والتغيير وتجمع المهنيين ، ويضيف ، عوض بن عوف في القائمة السوداء وانقلاب للحفاظ علي النظام بوجوة أخري، وحول دعوة البيان لالقاء السلاح قال جبريل : دعوة بن عوف لإلقاء السلاح دعوة للحرب مالم تكن هناك رؤية للسلام، ننتظر بن عوف هل حكومة ترضيات ام ؟
وانتهي الي ضرورة جلوس السودانيين ككل .
: المسئول السياسي لجماعة الإخوان المسلمين يقول أمية يوسف أبو أمية الإخوان المسلمين
نستنكر جرائم البشير واختلفنا معة من زمن طويل ؟!!
نحن مع الشعب السوداني دون إقصاء لأحد نظام ديمقراطي ؟!!، ويضيف : لكننا نحن مع النوايا الطيبة المجلس العسكري، و دعونا كأخوان لاجتماع بين عوض بن عوف والإخوان والقوي المدنية، وينتهي بالقول : نحن في دولة مواطنة ولا يقصي أحد إلا بالقانون لكل من ارتكب جرائم طوال ثلاثين عام؟!!
المبادرة الوطنية للتغيير فيقول : لابد من وضع خارطة طريق من قبل القوي المدنية برعاية القوات المسلحة
ويبقي السؤال هل هناك تشابة بين ما حدث في مصر في ثورة 25 يناير ؟ حتي انقذت ثورة 30 يونيو الشعب المصري من حكم الاخوان ؟
ام ان القوي المدنية في المنطقة صارت اضعف من تولي الحكم ؟