كتب – روماني صبري
عرض برنامج "ساعة على الهواء"، المذاع عبر فضائية (مي سات)، عظة للقس داود لمعي كاهن كنيسة مارمرقس مصر الجديدة ، تحدث خلالها عن سفر مراثي إرميا الإصحاح الثالث . نورد في السطور التالية أهم تأملاته في السفر .
خراب أورشليم
قال كاهن كنيسة مارمرقس، وقت خراب أورشليم على يد بابل ، كان ارميا النبي يشجع الشعب اليهودي على التوبة ، لكن الأخير أصر على عبادة الأوثان ما زاد الخراب والمأساة حيث تم حرق الهيكل .
وتابع ، خلال حرب الهيكل كتب هذا السفر بدموع ارميا النبي ، وهو سفر يجمع في طبيعته بين انه وحي مقدس من الروح القدس و أدب يهودي لأنه مليء باللغة الأدبية الجميلة .
وأوضح ، وهو عن شخص يبكي على شعبة بعد انهيار الهيكل ، والندم شديد في السفر يمثل الشعب ، وصراخ للرب حتى يتدخل ويحول الحزن والخراب إلى فرح .
تعبير عن الم الألم الشديد
كما أوضح ، وهو أيضا تعبير عن الألم الشديد لذلك الكنيسة المصرية الأرثوذكسية اختارته لتترنم به وقت دفن المسيح يوم الجمعة العظيمة ، وكذلك به العديد من النبؤات التي انطبقت على المسيح في ألمه ومنها "عندما كان يجلس وحده ويسكت لأنه قد وضعه عليه" ، "جيد للرجل أن يحمل النير من صباه"
وتابع ، من شدة الألم يصمت الإنسان تماما لأنه لا يستطيع التعبير عن ألمه ، ما يجعله يرى الصمت أجمل تعبير عن ألمه الشديد ، لذلك العذراء فضلت الصمت وهي ترى ابنها وحيدها معذب فوق الصليب .
الصليب وضع عليه
وأردف ، يجلس وحده ويصمت لأنه قد وضعه عليه ، وتعني أن الصليب وضع عليه أو العقاب .. ربنا سمح يعاقب الشعب اليهودي ، ويجعل في التراب فمه لعله يوجد رجاء ، وتعني عندما تشتد أوجاع الإنسان بسبب ألمه ، يقوم بعمل مطانيات للرب لعله يجد رجاء .
وأوضح ، يعني من شدة التضرع الإنسان ينسكب حتى التراب ، إيليا سجد فوق الجبل عشان ربنا يرفع غضبه وينزل المطر ، ولما المطر منزلش سجد مرة واتنين وتلاتة لغاية ما المطر نزل ، وكذلك تعبير عن السجود والتضرع والتذلل من اجل الرجاء حتى لا يفقد الإنسان رجاء الرب .
الرسول بولس والرجاء
وشدد على أن القديس بولس الرسول تحدث بشكل رائع عن الرجاء بعدما أصابه الحزن بسبب التجارب العظيمة ، حيث قال في إحدى رسائله :" تثقلنا جدا فوق الطاقة حتى يأسنا من الحياة ، وأشار إلى انه رغم كل ذلك لم يفقد الرجاء .
تدخل الرب والمعجزة
ولفت الانتباه إلى أن ارميا وضعوه في الوحل حتى وصل الطين إلى رقبته وكان على وشك الموت ، لكن الرب أعاد تدخل وأنقذه من خلال معجزة عظيمة .
يعطي خده لضاربه يشبع عارا
وأوضح، هذه تنطبق على المسيح لان ارميا لم يصفعه احد بشكل صريح ، لكن الذي لطم هو الرب يسوع ، وهذه إشارة دقيقة إلى المسيح وهو ما يقال يوم الجمعة العظيمة عن اتضاعه ، حيث سمح لجنود الهيكل بالاعتداء عليه بالضرب وصفعه .
وأردف ، العار هنا كلمة مهمة لأنه قيل في الكتاب عار الشعوب الفاسدة وخطاياها حملها المسيح له المجد ، الذي لم يعرف خطية صار خطية بمعنى حمل خطايانا وآثامنا فحمل العار - فهنا يشبع عارا - يعني كمية المهانة والذل بكل الصور الجلد والعري والبصق على الوجه ودق المسامير في أيديه ، كل دي مجالات للاهانة الشديدة تحملها المسيح .
لان السيد لا يرفض إلى الأبد
هنا تبدأ كلمات الرجاء لارميا ، على قد ما الحالة كانت توجع وارميا شاف الهيكل محروق وبقت أورشليم مليانة جثث ومهجورة يعود له الرجاء فيقول:" السيد لا يرفض إلى الأبد بمعنى أن ربنا لو رفضنا بسبب خطايانا، بيكون رفضه جزئي لان ربنا رحمته واسعة مش وغضبه من الإنسان مش بيستمر .
ادعوه فهو قريب
وأكد ، أن الله قريب جدا ، والدليل على ذلك انه عندما رأي ارميا قد أصابه اليأس والحزن بعد أن حرق والهيكل وقتل عدد كبير من شعبه ، تدخل الله بسبب إيمانه بالرجاء .
وشدد على أن الله يسمعنا ودائما ما يقول للإنسان كما قال لارميا :لا تخف كله للخير ، كل ما حدث محسوب ، ولتعلم أن الأمور لا تسير بشكل عشوائي ، ولتعلم أيضا أن السماء في النهاية ستكون في انتظارك .