سليمان شفيق
تتوقع وسائل إعلام فوز بنيامين نتانياهو بالانتخابات التشريعية الإسرائيلية التي جرت الثلاثاء، رغم أن النتائج الأولية تشير إلى فوزه بنفس عدد المقاعد التي حصل عليها حزب خصمه بيني غانتس، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته بإمكانه تشكيل حكومة ائتلاف يميني جديدة مع أحزاب أخرى، ستمنح له 65 مقعدا من أصل 120.
يشارك في الانتخابات البرلمانية نحو 40 حزبا ضمن تحالفات وتكتلات كثيرة، من بينها أحزاب عربية إسرائيلية.
مليون هو عدد الناخبين الإسرائيليين الذين سيشاركون في عملية الاقتراع. هذه العملية ستحدد اختيار رئيس الوزراء المقبل. وتعتمد إسرائيل على نظام الاقتراع النسبي، ما يزيد من حظوظ الأحزاب الصغيرة في الدخول إلى الكنيست. ويعود عدد من المقاعد لكل قائمة وفقا لنسبة الأصوات التي تحصل عليها ، وتتنافس 41 قائمة أو حزب على نيل أصوات الناخبين. ويذكر أنه في 2009 نسبة المشاركة بلغت 72,3 بالمائة
ولكي يضمن أي حزب الدخول إلى الكنيست، فعليه الحصول على ما لا يقل عن 3,25 بالمائة من الأصوات. وأي نتيجة تكون دون هذه النسبة تعني
إقصاء الحزب من الكنيست
تشير نتائج الانتخابات بعد فرز 97 بالمئة من الأصوات، التي جرت الثلاثاء في إسرائيل، إلى فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو. وتفيد الأرقام، التي نشرتها وسائل الإعلام، أن حزب نتانياهو سيشغل عددا من المقاعد (35) يساوي عدد المقاعد التي حصل عليها حزب "أزرق أبيض" الذي يقوده بيني غانتس. لكنها تتوقع أغلبية يمينية حول نتانياهو من 65 مقعدا من أصل 120 في الكنيست.
في مقر قيادة حزب "أزرق أبيض" في تل أبيب، أعلن بيني غانتس أيضا فوزه في الانتخابات. وقال أمام مؤيديه "إنه يوم تاريخي وأكثر من مليون شخص صوتوا لنا". وأضاف أنه "على الرئيس أن يكلفنا تشكيل الحكومة المقبلة لأننا أهم حزب"، قبل أن يعد بأن يكون "رئيس وزراء للجميع .
رغم إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على تنظيم الانتخابات التشريعية في وقتها المحدد، أي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2019، فهو لم يتمكن من الصمود لغاية هذا التاريخ، بسبب تفكك الكتل البرلمانية، إذ لا يملك أي حزب مقاعد كافية لممارسة الحكم بمفرده
وقد تعرضت حكومة نتانياهو إلى ضغوط سياسية شديدة بسبب حكمه للبلاد بأغلبية ضئيلة في الكنيست وبفارق مقعدين فقط (61 مقعدا للائتلاف الحاكم الذي يضم عدة أحزاب من بينهم حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو و59 مقعدا للمعارضة). وقد جاء هذا التقليص في عدد مقاعد الائتلاف الحكومي في البرلمان بعد أن غادره وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان وحزبه "إسرائيل بيتنا" في منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2018
حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتانياهو (اليمين). يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته (69 عاما) إلى الفوز بولاية خامسة للبقاء في الحكم بعدما تربع عليه منذ 13 سنة، أي منذ انتخابه في 2006.
"أزرق أبيض": تحالف يضم 3 أحزاب، وهي: حزب "يوجد المستقبل"، "مناعة إسرائيل"، وحركة "تيلم".
انضم إلى هذا التحالف الذي أطلق عليه اسم "أزرق أبيض" في إشارة إلى ألوان العلم الإسرائيلي، رئيس النقابة العمالية المركزية "هستدروت" غابي أشكنازي، في خطوة لترجيح الكفة الانتخابية لصالح التحالف
حزب العمال الإسرائيلي: بزعامة آفي غاباي (52 عاما) يتطلع إلى استرجاع مجده التاريخي بعدما سيطر على الحياة السياسية الإسرائيلية لسنوات عديدة. لكنه خسر قاعدته الانتخابية بعد محادثات أوسلو بالنرويج
تبدو حظوظ هذا الحزب ضعيفة بسبب التحالفات التي نسجتها عدة أحزاب يمينة فيما بينها. وزيادة على ذلك، تولي آفي غاباي منصب زعامة الحزب منذ سنتين فقط (في 2017) وهي فترة قصيرة لم يتمكن خلالها من رسم استراتيجية انتخابية جديدة قادرة على منافسة الأحزاب الأخرى.
حزب "اليمين الجديد": بعد أن غادر كل من نفتالي بينيت (42 عاما) وزير التعليم وأيليت شاكيد (46 سنة) وزيرة العدل الحزب الديني "البيت اليهودي" الذي حصل على 8 مقاعد في البرلمان الحالي، قررت الشخصيتان تأسيس حزب جديد "هايمين هاداش" أي اليمين الجديد.
يريد هذا الحزب أن ينفتح أكثر على العلمانيين، وهو يساند كذلك سياسة بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية وضمها إلى إسرائيل،ويسعى أيضا إلى جذب أصوات جديدة من الناخبين من تيار اليمين. لكن تبدو حظوظ هذه الحزب "القومي" ضئيلة .
تحالف "اليمين الموحد": خوفا من عدم حصول الأحزاب الصغيرة اليمينية المتطرفة على عدد كاف من الأصوات، تم بإيعاز من نتنياهو ضم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إلى قائمة "اليمين الموحد" المؤلفة من "البيت اليهودي" و"الاتحاد القومي وكلاهما يدعمان نتنياهو
حزب "إسرائيل بيتنا": يتزعمه وزير الدفاع السابق ليبرمان، ويضم عددا كبيرا مما يعرف باسم "الصقور" في الحياة السياسية الإسرائيلية والمهاجرين الروس إلى إسرائيل
وتشير استطلاعات للرأي إلى أن هذا الحزب لن يتعدى العتبة التي تسمح له بدخول الكنيست، وهذا ما سيدفعه دون شك إلى التوحد مع حزب يميني آخر.
اما علي الاحزاب العربية ،يشكل عرب إسرائيل نحو خمس السكان في البلد، ولقد سبق لهم، عندما توحدوا في قائمة مشتركة، أن أحدثوا المفاجأة في الانتخابات البرلمانية في 2015 إذ حصلوا على 13 مقعدا في الكنيست، وهي القوة الثالثة داخل البرلمان.
والاحزاب العربية هي : قائمة "الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير" برئاسة أيمن عودة المتحالف مع أحمد الطيبي، ثم قائمة "الموحدة العربية وحزب التجمع" المكونة من الحركة الإسلامية الجنوبية وحزب التجمع الديمقراطي، وهو حزب قومي عربي أسسه النائب السابق عزمي بشارة.
اما احزاب " التشدد الديني"، هناك حزب "شاس" المتكون من يهود من أصول أوروبية وحزب "التوراة اليهودية الموحدة"، الذي يتألف من يهود من أوروبا الشرقية (أشكناز). هذان الحزبان يملكان حاليا 13 مقعدا ويمثلان 10 بالمائة من السكان اليهود المتشددين دينيا، الحزبان أعلنا دعمهما لبنيامين نتانياهو
أما حزب "زيهوت" (يعني هوية) الذي يترأسه موشي فغلين اليميني المتطرف والذي كان عضوا سابقا في حزب الليكود، فيطالب بتشريع "الماريخوانا" للاستخدامات الترفيهية، الأمر الذي أكسبه اهتماما لمزجه الليبرالية والقومية الدينية معا.
ولازالت النتائج تتوالي والشرق الاوسط ينتظر.