فى مثل هذا اليوم 10 ابريل 1834م..
سامح جميل
تركيا تعلن الحرب على والي مصر محمد علي باشا (1769 - 1849). بُويع محمد علي والياً على مصر في الرابع عشر من أيار (مايو) عام 1805، وفي الأول من مارس 1811 نجح في التخلص نهائيا من حكم المماليك، وبسبب خلافاته مع الدولة العثمانية تدخلت قواتها لإبعاد نفوذه عن بلاد الشام عام 1829، ثم أعلنت الحرب عليه، وانتهى حكم محمد علي فى الشام عام 1841...
الحرب المصرية العثمانية (1831 - 1833) أو ما يعرف بحروب الشام الأولى هي جزء من الصراع العسكري بين إيالة مصر والدولة العثمانية أثناء حكم محمد على باشا بدأ بمطالبة محمد على لسوريا العظمى ازاء مساعدته للسلطان العثماني أثناء حرب الاستقلال اليونانية فاكتفى السلطان بتقديم جزيرة كريت لمحمد على فاشتعلت لذلك الحرب وانتهت بانتصار محمد على ووصول نفوذ مصر إلى اعالي نهر الفرات.
خلفية الخلاف بين محمد على والسلطان:
حرب الاستقلال اليونانية كانت بمثابة مزمار بداية الخلاف عندما طلبت الامبراطورية العثمانية من الاسطول المصري ان يقوم بمعاونة الجيش العثماني الضعيف نسبيا في اليونان ووعد الباب العالى محمد علي بتقديم منطقة سوريا العظمى ازاء تلك الخدمة، في نهاية المطاف بالرغم من الانتصارات المصرية المتكررة على الثوار اليونانيين إلا أن الجيش المصرى والعثماني والأسطول الجزائري قد هزم امام الجيش الإنجليزي الفرنسي الروسي في معركة نفارين عام 1827 بدأت الامور تسوء عندما قامت الدول الكبرى بمفاوضات انسحاب الجيش المصري من اليونان مع محمد علي وليس مع الباب العالي مما اثبت استقلال مصر عن الدولة العثمانية مما حدا بالباب العالي التفكير مجددا في الوعد ورفضه حتى لا يزداد نفوذ محمد على أكثر من ذلك فقام محمد على باعلان الحرب وقام بتولية ولده إبراهيم باشا زمام الحملة على بلاد الشام.
غزو سوريا:
نزل الجيش المصرى في يافا واستطاع ان يسيطر على فلسطين بسرعة كما استطاع ان يسيطر على جميع سواحل فلسطين ولبنان، حصلت عدة معارك صغيرة بين الجيش المصرى والجيش العثماني تلى ذلك معركة كبيرة جنوبي أحد القرى في حمص استطاع فيها الجيش المصري تدمير جيش تركي قوامه 15,000 الف جندي، ثم استطاع الجيش المصري في 14 يونيو سنة 1832 من فتح دمشق فأدرك السلطان ضرورة إرسال جيش أفضل لمحاربة محمد علي فارسل جيشا عثمانيا جديدا بقيادة محمد باشا الذي تقدم جنوبا حتى حمص فحصلت معركة رئيسية ومهمة عند بوابات سوريا أو ممر بيلين هزم فيها الجيش العثماني هزيمة ساحقة مما أدى إلى تقدم إبراهيم باشا ودخوله أضنة وطرسوس عبر جبال الامانوس فأدرك السلطان ان الجيش المصري لا يهدد فقط النفوذ العثمانية في الشام فقط بل يهدد الدولة العثمانية نفسها فارسل جيشا اخر بقيادة رشيد محمد باشا إلى قونية(حاليا وسط تركيا)وفى 21 ديسمبر 1832 حصلت معركه قونيه وبالرغم من تفوق الجيش التركي العثماني عددا وعدة الا انه قد هزم بسهولة وتم سحقه لبراعة إبراهيم باشا في فنون القتال والاستراجيات بالرغم من اختلاف التضاريس مما أدى إلى تهديد الجيش المصري الآستانة مما حدا بالسلطان ان يطلب المساعدة من الروس بالرغم من الخلاف مع نيكولس الأول امبراطور روسيا فأرسلوا جيشا ليحمي العاصمة (استانبول)...
الضغط الخارجى:
منذ البداية لم يكن التقدم في مصر في شتى المجالات سواء ان كان تعليميا أو عسكريا أو اجتماعيا شيئا تحبذه الدول الأوروبية الكبرى لخوفهم من نشاءه دولة عربية مثل الخلافة الإسلامية، فعندما قام محمد علي بالقضاء على الدولة العثمانية تقريبا خافت الدول الأوروبية من تكون تلك الدولة ففضلوا الدولة الضعيفة على الدولة العربية القوية وقاموا بالضغط على محمد على لكى يقوم بأبرام معاهدة مع السلطان العثماني..
اعقاب الحرب:
أدى الضغط الخارجي الأوروبي إلى فرض اتفاقية كوتاهيه مع محمد علي ونصت على تقهقر الجيش المصري إلى بلاد الشام والتنازل عن الاراضي التي ربحها في الاناضول(بلاد تركيا الاصلية حاليا)، وافق محمد علي لكنه رفض التنازل عن مدينة أضنة إلى تقع جنوبي الانضول ورفض إخراج الجيش منها مما أدى إلى ازدياد غضب السلطان لأن المدينة تقع في بلاد الاتراك الأصلية فوافق على المعاهدة كرها على ان الاتفاقيه ماهى الا هدنة يعيد خلالها بناء الجيش العثماني المدمر لكى تبدأ الحرب العثمانية المصرية الثانية.
وفى مثل هذا اليوم 10 ابريل 1834م..اعلنت الدولة العثمانية الحرب رسميا على ولاية مصر..واميرها محمد على باشا ..!!