شهدت قضية قتل إمام زاوية "الرحمة"، بمنطقة فيصل بحي الهرم، أثناء الركعة الثانية من صلاة الجمعة الماضية، تطورا جديدا، اليوم، بعدما قرر قاضي المعارضات، بمحكمة جنوب الجيزة، حبس المتهم لمدة 15 يوما، على ذمة التحقيقات، وإيداعه بمستشفى الصحة النفسية والعقلية بالعباسية، تحت الملاحظة لبيان عما إذا كان يعاني من أمراض نفسية من عدمه، بناء على طلب النيابة العامة.
وجاء قرار النيابة بإيداع المتهم بمستشفى الصحة النفسية والعقلية، بعدما استمعت لأقوال اسرة المتهم والتي أكدت أنه يعاني من مرض نفسي، وانقطع عن العلاج منذ فترة، وقدمت للنيابة ما يثبت ذلك من أوراق.
وكان المتهم، عرض أمام جهات التحقيق، واعترف بارتكاب جريمته قائلا: "إن إمام المسجد شيطان.. وأنا قتلته علشان مينفعش نصلي وراء الشيطان.. مينفعش نصلي وراء إبليس.. علشان كده قتلته"، ما جاء على لسان المتهم سجلته النيابة في التحقيقات، وأصدرت قرارا بحبسه على ذمة التحقيقات، واستعجلت تقرير الطب الشرعي الخاص بالضحية.
وعن كيفية تعامل المصحة النفسية والعقلية مع المتهم، قال الدكتور أحمد حسين، طبيب بمستشفى العباسية للصحة النفسية، إن هناك قسما مخصصا بالمستشفى لمتابعة هذه الحالات هو "الطب النفسي الجنائي"، وهو صاحب الحكم النهائي والكلمة الوحيدة في تحديد الحالة النفسية للمتهم.
يحتجز المريض في المصحة النفسية والعقلية مدة تتراوح ما بين شهر والشهر ونصف، حسبما أوضح حسين في حديثه لـ"الوطن"، مشيرا إلى أنه طول هذه المدة يخضع لدراسة التاريخ المرضي له، مع وضعه تحت المراقبة الدقيقة في كافة تصرفاته وأفعاله.
وأكد الطبيب النفسي، أنه تتشكل لجنة مكونة من 3 إلى 5 أطباء، مهمتهم دراسة تقارير مراقبة المريض، بالإضافة إلى عقد كل طبيب منفردا عددا من الجلسات مع المتهم، بالإضافة إلى عقد اللجنة مجتمعة عددا من الجلسات مع المريض.
وأشار حسين إلى أن هذه الجلسات تعمل اللجنة على مناظرة المتهم لمعرفة الحالة الإدراكية له في أفعاله وانفعالاته والأماكن والأشخاص المحيطين به، مؤكدا عقب انتهاء هذه المدة يضع كل طبيب تقريره النهائي منفردا وترسل هذه التقارير إلى الجهات القضائية المختصة، التي تستند على هذه التقارير في تقييم الحالة النفسية والعصبية والإدراكية للمتهم.
ولفت إلى أنه خلال هذه المدة يتم إجراء عدد من الاختبارات النفسية التي يخضع لها الشخص، وهي عبارة عن أسئلة وتمارين معينة ويكون لها تحليل لمعرفة نسبة الكذب.