بقلم : د. مجدى شحاته
من منطلق عملى وخبرتى فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى فى جامعة الاسكندرية أعرق الجامعات المصرية والشرق . و من منطلق حبى وتقديرى وعشقى وغيرتى لمهنة البحث العلمى والعمل لسنوات طويلة فى هذا المجال الذى أفتخر وأعتز به جامعة الاسكندرية ، تلك المقومات شدت انتباهى وشغفى واحترامى وتقديرى الى الخطوات الايجابية الفاعلة التى تتخذها القيادات السياسية فى مصر للنهوض بالتعليم الجامعى والبحث العلمى فى السنوات القليلة الماضية ، بجانب النهضة والتطوير الشامل فى منظومة التعليم الاساسى . ففى خطوة موفقة وناجحة للغاية ، انطلق يوم الخميس الماضى بالعاصمة القاهرة فعاليات المنتدى العالمى للتعليم العالى ، تحت شعار " المستقبل يبدأ من هنا " والذى نظمته وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بجمهورية مصر العربية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ، والذ ى شارك فيه علماء وباحثون من خمسة وخمسون دولة مختلفة من دول العالم .
ان انعقاد المنتدى العالمى للتعليم العالى ضمن فعاليات " عام التعليم " فى مصر، يأتى تأكيدا على ان المستقبل المشرق المستنير يكون من خلال التعليم الجيد والبحث العلمى الحديث . وقد افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المنتدى بكلمة أكد فيها على رغبته الشديدة فى ضرورة مشاركة مصر فى التطوير العلمى الحديث ، وان تندمج مصر فى الثورات العلمية الهائلة التى تجتاح العالم الآن . ومن الجدير بالملاحظة ان يأتى ذلك المنتدى الكبير ضمن خطة الدولة الطموحة لتطوير التعليم الجامعى والذى بدأ يأخذ طريقه سواء من خلال تطوير وتجديد سبل التدريس فى الجامعات المصرية القائمة حاليا او من خلال اقامة وتشييد الجامعات الجديدة على ارقى وأعلى مستوى علمى .
ان عقد المنتدى ضمن فعاليات " عام التعليم " وتنظيمه بمشاركة 55 دولة بهذا المستوى العالمى اللائق دلاله قوية على ان مصر تتقدم بخطوات ثابتة وواعدة نحو اتخاذ مكانتها المرموقة فى التعليم العالى والبحث العلمى فى المنطقة ، مصرالتى أنجبت المزيد من العباقرة والعلماء والباحثين النوابغ فى كافة المجالات .
لا يمكن ان ننكر العلاقة القوية بين جودة التعليم والبحث العلمى ومتطلبات سوق العمل ، لذا فانه من الضرورى ان تسعى المعاهد العليا والجامعات ومراكز البحوث العلمية المنتشرة فى كافة ارجاء البلاد الى سد الفجوة بين الناتج البحثى العلمى واحتياجات المجتمع وحاجة السوق من خبرات مع ضرورة ربط المخرجات البحثية بالتنمية والخطة الاقتصادية الطموحة التى تهدف اليها الدولة المصرية للنهوض بالمجتمع وسد الاحتياجات الضرورية خاصة فى ظل التزايد المضطرد فى معدل الزيادة السكانية . من هذا المنطلق لابد من وضع استراتيجية
شاملة وخارطة بحثية عامة بغرض توجيه البحث العلمى واستغلاله لتلبية احتياجات الدولة وخدمة المجتمع مع العمل على اجراء حوارات مع الخبراء والاستفادة من التجارب الدولية وتطوير المناهج بما يتلاءم مع وظائف سوق العمل وعرض المشروعات الخاصة بالاستثمار فى محال التعليم الجامعى مع ضرورة التشديد على القيم وثوابت المجتمع المصرى العظيم , ولاشك ان الخطوات التى اتخذتها مصر مؤخرا لأصلاح التعليم بكل مستوياته المتعددة ، تؤكد ان مصر فى طريقها الصحيح لتكون دائما وأبدا منارة للعلم والبحث العلمى فى المنطقة العربية والشرق ، وان تلك النقلة النوعية ترجع الى اهتمام القيادة السياسية بسياسة البحث العلمى والاستثمار فى مجال التعليم العالى ، والعمل الجاد فى تذليل كافة العقبات أمام الاستثمارات التعليمية .