ايمن منير
فى هدءة الليل والظلام الخافت يتخلله ضوء القمر المشع عبر اشلائه فى صحراء مترامية الاطراف.خرجنا من بوابة الدير ومشينا مسافه ليست بالقصيرة. كنا نروى بعضنا للبعض الاخر.اجزاء من سير الاباء القديسين الاطهار. الذين تقدست رمال تلك الصحراء.حينما كانت تطاء اقدامهم رمالها وحينما كانوا يخرجون للصلاة وضوء الشمس فى المغيب ولايملون الصلاة الى ان يشرق مره اخرى فى وجوههم وهم لا يشعرون بوقت او انهم امضوا ساعاتً فى الصلاة بل بالنسبة لهم بمثابة دقائق قليلة يستمتعون فيها بالعشرة مع الرب يسوع.نظرنا ونحن فى المسير الى الخلف واذبالدير وكانه فلك مشرعة فى رمال الصحراء تنظر له وكانك فى السماء وكانك روح لاتحتاج طعام ولاماء وكانك تحلق فى افاق بعيدة. وكم هوا اجمل من ذلك حينما ترى... ترى ماذا ترى ...!؟ تنظر ما لم تكن تتخيله نسر طائراً هائماً وفجاة يهبط واذا به ارجل وله اقدام ما هذا اهو ضرب خيال ام اوهام...!؟ انه انسان ام ملاك ام ماذا...!؟كما لو انك زائر او موجود لقضاء خلوةً ولم يكن لك دراية بهذا ماذا كنت تظن وانت فى هدوء الليل وترى مثل ذلك ...!؟ لابد انك ستقول انه شيطان...! حاشا... بل انهم رجال الله القديسين من قهروا الشياطين انهم الاباء السواح... انك فى الاماكن المقدسة والاديرة لو اعطتك نعمة الرب ان ترى سوف ترى العجب ثم ماذا ...!! انها العشرة مع الرب يسوع انه ينبوع لاينضب انه اجران خمر حلوة المذاق منبهه للعقل وليست مسكرة ... فى صحوه من التامل... اخذنا نفترق فقد كنا اثنين من الاباء الرهبان واثنان من العلمانيين... فاخذ كل منا اباه الروحى متجاذبا معه اطراف الحديث. فسالت ابى الراهب عن سر عمل النعمة فى حياته... وما الذى اهتدى به الى هذا الطريق الوعر وكانى اردت ان الملم منه بعض الخيوط فربما اجد اجابات لاشياء كثيرة اوحتى لاؤكد بعض الاشياء... وكنا نعود ادراجنا الي الدير وفى بطء المسير قال لى انه لم يكن يبقى على شيئ فى العالم وان مباهج العالم كله لاتعادل بعض اللحظات التى تتجلى فيها النعمة فى قلاية راهب... وانه ماذا يوجد بالعالم... فان المال يميل... والفضة تفضض... والذهب يذهب... والارتباط بالواحد خير من الارتباط بزوجة ... وان كان لكل مزاياه وان الطريق الذى يصلح لاحد قد لايصلح لاخر وان كل الطرق تصل بنا الى الملكوت ان كنا امناء على انفسنا...بشرط ان نتاجر بالوزنات التى وهبت لنا ونربح... وان لانطمرها ونصير فى وادى اخر وكنا نقترب شيئا فشيئا من بوابة الدير لم يكن الحديث الذي دار بيني وبين ابى الراهب غريب على لكن يوجد فرق كبيرً جداً ان تسمع من شخص يلبس الزى الرهبانى وانت فى قلب البرية وعلى مقربةً من الدير على ان تقراء او تسمع من اب كاهن فى المدينة ... كان للكلمات مغزى كبير ووقع غريب للتامل فان التامل وحده يحدثك اكثر من الكلمات التى تسمعها,,, تتامل مشية ابى الراهب وهو يهرول عائداً الى قلايته بخطوات مفتوحه فتعتقد انه ذاهب الى فرح... او نزهه ...!؟ لكنه فرح سمائى ودعوة سمائية فبعد ان قال لى سلام ونعمه رايته ذاهباً... نعم فهو ذاهب لحرب روحية وهو يعلم انه سوف ينتصر بمعونة الهيه... ثم تركته انا فى شخصى الضعيف وذهبت اتامل بعض الاشياء فى الدير... ثم ذهبت الى بيت الخلوة واخذت اصلى بعض دقائق معدوده تليق بشخص علمانى ضعيف مثلى ثم استسلمت للنوم... الى ان دق ناقوس الدير فى الرابعه صباحا... فاتى احد الاباء الرهبان يقول لى اغابى اى اصنع بركه واذهب للتسبحه استعداداً لصلاة بخور باكر ثم القداس الالهى...فهو يدعونى لوليمه سمائيه انا غير المستحق... فقمت بفتور اهل العالم ولا انكر اننى قد اخذت بركه غير عاديه فى ذلك اليوم الطاهر...ثم بعد الصلاة ذهبنا للعمل فى مكتبة الدير فانت تستقبل زوار الرحلات وكم تتعلم معاملتهم بحنو فائق من الاب الراهب امين المكتبه وتتامل بعض المخطوطات القديمة والتى لاتوجد فى اى مكان اخر,,, الى ان ياتى وقت الغروب وتبدأ رحلة اخرى مع اشخاص اخرين,,, واب راهب اخر,,, وفى تامل اخر ,,, وفى هدءة الليل...