كتبت – أماني موسى
شاركت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، مساء أمس، في الحلقة النقاشية التي أديرت أثناء انعقاد الدورة 52 لمؤتمر لجنة الأمم المتحدة للسكان والتنمية التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، بنيويورك.
ووجهت وزيرة الصحة خلال كلمتها الشكر للأمانة العامة لمنظمة الشركاء في السكان والتنمية تعــــاون دول (جنوب – جنوب)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان على المجهود لإقامة هذا المؤتمر.
وأوضحت وزيرة الصحة أن مصر استضافت منذ 25 عامًا حدثًا تاريخيًا وهو "المؤتمر الدولي للسكان والتنمية" ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا المؤتمر بمثابة النهج الذي تسير عليه كافة البرامج الدولية في مجال السكان والتنمية، مشيرةً إلى أن المؤتمر الذي نشهده حاليًا يأتي في توقيت دقيق لمراجعة الخبرات التي تم اكتسابها من خلال التعاون بين منظمة "جنوب- جنوب" طوال الـ25 عام الماضية، بما يساهم في وضع اتفاقيات جديدة وأهداف جديدة واستراتيجيات للسنوات الـ25 القادمة.
كما قدمت وزيرة الصحة التهنئة لمنظمة الشركاء في السكان والتنمية تعــــاون دول (جنوب – جنوب) على مرور 25 عامًا على إنشائها، وأيضاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان في عيد ميلاده الخمسين، حيث يحتفل العالم أجمع بتسليط الضوء على سياسات السكان خاصةً فيما يتعلق بالعناية بالصحة الإنجابية والعنف ضد المرأة.
وأشارت وزيرة الصحة إلى أن مصر تعمل على تعزيز التعاون بين (جنوب – جنوب) فيما يتعلق بمجال السكان، وخاصةً منذ عام 1998 إلى عام 2003 عندما شرفت مصر برئاسة مجلس المنظمة ومهدت الطريق لإقامة الشبكة العربية لشركاء السكان والتنمية، كما شهد عام 2001 تعزيز سبل التعاون مع (جنوب – جنوب) في مجالي السكان والصحة الإنجابية، كما أنه في بداية عام 1999، قام مركز القاهرة الديموغرافي بمنح زمالات لشركاء السكان والتنمية من المهنيين من الدول الأعضاء.
وأضافت وزيرة الصحة أن مصر قامت بتأسيس مكتب القاهرة الفني (2000-2003) لتزويد منطقة الشرق الأوسط ودول الجوار بالدعم الفني ومنح دورات تدربية للمشاركين من الدول النامية في المنطقة، مؤكدةً أن مصر تعمل على تعزيز التعاون مع (جنوب – جنوب) في السكان والتنمية وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وقالت وزيرة الصحة إن تنمية السكان قضية رئيسية متكاملة ضمن أولويات الأجندة السياسية المصرية، فالرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية يتبنى منهج الحد من التعداد السكاني المتزايد من خلال وضع إستراتيجية تنموية تعكس رؤية مصر لعام 2030 وتتبعها خطة عمل لأعوام 2015-2020، تقوم أهدافها على ركائز أساسية أيدها المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وهي تنظيم الأسرة والعناية بالصحة الإنجابية وصحة الشباب والمراهقين وكذلك التعليم وتمكين المرأة.
وتابعت وزيرة الصحة أنه بفضل الجهود المشتركة، أحرزت مصر تقدماً ملحوظاً خلال العشرين عاماً الماضية، وعلى سبيل المثال، فيما يتعلق بصحة المواليد، تم تسجيل أقل معدلات لوفيات الأطفال حديثي الولادة بواقع 22 حالة وفاة لكل 1000 مولود خلال الخمس سنوات التي سبقت عام 2014، كما انخفضت معدلات وفيات الأطفال تحت سن الخمس سنوات لتصل إلى 27 حالة وفاة لكل 1000 مولود لذات الفترة المذكورة، مشيرةً إلى أن مصر بصدد سَن قانون لمنع زواج الأطفال تتم مناقشته حالياً في البرلمان.
وأضافت وزيرة الصحة أن مصر حققت نجاحاً ملحوظاً في مجال تمكين المرأة، حيث إن إستراتيجية المرأة 2030 تؤكد التزام الدولة سياسياً تجاه تفعيل حقوق المرأة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي يكفلها الدستور، كما تم إقرار قانون ينص على توقيع عقوبة بالسجن من 5 إلى 7 سنوات على كل من يرتكب جريمة "ختان الإناث".
وكشفت وزيرة الصحة عن الخطة المستقبلية من أجل تنمية السكان ولاسيما في مجالي تمكين المرأة وتنظيم الأسرة حيث يتم تنظيم حملات "طرق الأبواب" بهدف تحفيز النساء على العمل ومساعدتهن على إقامة مشروعاتهن الخاصة سواء كانت مشروعات صغيرة أو متوسطة، حيث إن هذه الحملة تهدف إلى زيادة معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين صحة المواطنين ورفع مستوى معيشتهم.
ودعت وزيرة الصحة كافة الدول إلى مواصلة تحسين الصحة وتنمية البلدان، بالتعاون مع شركاء السكان والتنمية و(جنوب – جنوب)، كما شددت على تجديد التزام مصر ودعمها للمضي قدماً نحو صحة ومستوى معيشي أفضل لمواطنيها، منوهةً إلى أن وزارة الصحة والسكان المصرية على أتم الاستعداد للتعاون وتبادل الخبرات في مجال السكان والتنمية.