هاني صبري
أثار تصريح منسوب للحبر الأعظم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان " بخصوص المسيحيين المقيمين بالمغرب حيث حذر من أنشطة التبشير، لان مسارات المهمة ليست مسارات التبشير، "مضيفأ أن دروب الرسالة لا تنمو من خلال أنشطة التبشير، التي تقود دوما إلى طريق مسدود، وإنما من خلال أسلوبنا في التعاطي مع الآخرين"
ودوّى هذا التصريح أثار اهتمام الرأي العام في العالم والكنيسة الكاثوليكية.
وفِي تقديري أن هذا التصريح الصادر عن قداسته بهذا الشكل هو تصريح صادم ويحمل في طياته خلط بين السياسة والدِّين، ويخالف تعاليم الكتاب المقدس .
حيث إن البشير متى الإنجيلي يختتم بشارته بوحي إلهي، بثلاث آيات تعلن قلب الرّب نحو البشرية، وتؤكد مسؤولية أولاده، أي المؤمنين به تجاه هذا العالم "فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ". في إنجيل متى ( ٢٨: ١٨-٢٠) .
هذه هي الإرسالية العظمي نهر العناية السماوية بالجنس البشري إرسالية تمتد على مرّ الأجيال، نابعة من فرط محبة الله لكل فرد من أفراد هذه البشرية الغالية على قلبه، والتي بذل ذاته لأجل كل واحد منها، مهما كان جنسه وشكله ولونه ولغته وجنسيته وقومتيه وثقافته ومركزه ودينه وطائفته وما إلى ذلك.
كما أن أعمال الرسل ( ١: ٨ ) أيضاً هو جزء من الإرسالية العظمى "لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ"
فنحن علينا تنفيذ الإرسالية العظمى وإعلان البشارة السارة للجميع وإعلان الإيمان به أمام العالم، وتعليم الناس كيف تعيش للرب.، وذلك بقوة الروح القدس وأن نكون شهوداً للمسيح في مدننا وبلادنا وأي مكان آخر يرسلنا إليه الله (إلى أقصى الأرض).
عفواً أيها الحبر الأعظم البابا فرنسيس لا يجوز لقداستكم أو لغيركم أن يقول تعاليم تخالف تعاليم الكتاب المقدس أو أن يعطل وصية كتابية تحت أي مسمي مهما كانت دوافعكم أو تفسيركم أو تأويلكم لها، مع كامل الاحترام والتقدير لقداستكم ولمقامكم الرفيع، فأنا أختلف معكم في هذا الرأي حسب إيماني وإدراكي وما تعلمته وآمنت به، فنحن لا نؤمن بعصمة أي إنسان من الخطأ مهما كان منصبه أو مقامه .
ونطالب الفاتيكان توضيح التصريح المنسوب صدوره للبابا فرنسيس لأن له ردود أفعال غاضبة ومتباينة وتم توجيه انتقادات للبابا وأحدث جدلاً شديداً وأثار حفيظة الكثيرين ربما يكون التصريح انتزع من سياقه أو يكون قد اساء البعض تفسيره وتأويله ويحتاج إيضاحات أكثر .
لذلك يجب أن يصدر عن الفاتيكان بيان لتفسير صحة ما هو متداول علي لسان البابا فرنسيس بشأن التبشير.