سليمان شفيق
عقدت تنسيقية المواطنة مؤتمرها الثانى بعنوان "وطنية الكنيسة المصرية" بجمعية الصعيد للتنمية ، مساء الاثنين الاول من ابريل ، تحدث فية د محمد عفيفي استاذ الادب المعاصر بجامعة القاهرة ، والكاتب الصحفي حمدي رزق والمفكر الكبير كمال زاخر ، وقدم المؤتمر وادار الجلسات نبيل عزمي المحامي وعضو مجلس الشوري السابق .. الذي اكد علي ان التنسيقية تسعي لكى تقدم قراءة قانونية وواقعية لقضايا المواطنين المصريين الأقباط وفى العمل، من أجل الوصول لذلك لا تمثل التنسيقية مصادمة مع الجهات المعنية وذات الصلة بالنظام السياسى أو الكنيسة، بل هى تدعم كل الجهود التى ترسخ لدولة القانون والمواطنة.. عبر آليات الحوار والنقاش وقبول الاختلاف، و نسعى لأن تكون التنسيقية إضافة موضوعية فى طريق تكريس نسق الحوار المجتمعى المخرج الحقيقى من نفق طال، وحتى يكتمل الحوار المجتمعى يتوجب على مجلس النواب الشروع فى عقد جلسات استماع للقوى المدنية من جمعيات ومراكز المجتمع المدنى وأفراد ذوى الصلة بهذا الأمر فى كل هموم وقضايا الأقباط، المخرج الحقيقى لدعم المواطنة وتهدف دمج المواطنين المصريين الاقباط فى الشأن العام، ومناقشة القضايا والإشكاليات المرتبطة بالمواطنة والدولة المدنية، ودعم التواصل الجيلى، وتكريس ثقافة الحوار ودعم التواصل النوعى بين مكونات المجتمع،
واشار نبيل عزمي الي ان المؤتمر يستعرض مراحل مختلفة من تاريخ الكنيسة القبطية التى لعبت دورا وطنيا محطات بارزة فى التاريخ لاسيما ثورة 1919 التى تحتفل مصر بمرور 100 عام عليها هذا العام.
وتضمن المؤتمر، كل مستجدات العمل الكنسي وتاريخ الكنيسة المصرية الوطنية، ودور الكنيسة في ثورة 1919، بجانب استعراض أوراق عمل عن مستقبل الكنيسة المصرية وتشابكاتها الوطنية والكنسية،و حضر المؤتمر لفيف من القيادات السياسية والاهلية والكتاب والصحفيين .
وتحدث حمدي رزق،مؤكدا علي أن وطنية الكنيسة عمل بديهي لما تقدمة علي مر العصورمن اجل الوطن والمواطنة ،وتطرق الي مواقف بتباوات الكنيسة الوطنية من كيرلس السادس الذي وقف بقوة مع الوطن من أجل استعادة الاراضي المحتلة من اسرائيل 1967 ، وشنودة الثالث صاحب المقولة العظيمة :" مصر ليست وطنا نعيش فية بل وطنا يعيش فينا ، وصولا لتواضروس الثاني ومقولته المأثورة :" وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن " ، وتطرق حمدي الي مواقف الكنيسة الوطنية علي مر التاريخ ، واشار الي كتابة "كيرياليسون" ، وما تحملة الاقباط وما لهم من مطالب مشروعة ، وتوقف امام حملات الهجوم على قداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية، معتبرًا أن ذلك يرمي إلى تفكيك تحالف ثورة الثلاثين من يونيو، وهو أمر خطير لبطريرك ساند ودعم أشقائه المسلمين ودعمهم للكنيسة المصرية ووقوفهم معها في مواجهة الإرهاب.
وتحدث الدكتور محمد عفيفي، إن الكنيسة المصرية كنيسة وطنية وكنيسة للشهداء، وهي كنيسة لها مواقف وطنية حقيقية في كل الثورات بما فيها ثورة 1919 وثورة الثلاثين من يونيو، واشار الي ادوار ويصا واصف "محطم السلاسل" واول قبطي رئيس للبرلمان ، والي سينوت حنا الذي حمي مصطفي باشا النحاس وتلقي الضرب بالسونكي نيابة عنة في المنصورة ، واشار الي البطل طالب الطب عريان نصيف الذي حاول اغتيال رئيس الوزراء القبطي يوسف وهبة ، وذلك من خلال انضمامة للتنظيم السري للوفد بقيادة عبد الرحمن فهمي ،وكيف حكم علية بالسجن ، وتطرق الي انة فعل ذلك حتي لاتثار فتنة طائفية مثلما حدث بعد اغتيال الورداني لبطرس غالي الكبير.
واستعرض عفيفي، تاريخ مشاركة الأقباط في البرلمانات المصرية ما قبل ثورة الثالث والعشرين من يوليو 1952
وتحدث كمال زاخر، عن ضرورة الاعتناء بمثلث الثقافة والتعليم والإعلام لترسيخ المواطنة لدى المصريين التي تعاني من تراجعات، واستعرض زاخر، تشابكات الكنيسة والوطن، وتوقف بشكل خاص امام التزامن والتناسق بين الرؤساء والملوك والباباوات ، في خدمة الظرف التاريخي والوطن .
و توقف زاخر بشكل خاص امام فكرة التنسيقية التي تبلورت فى ضوء غياب الدور المؤسسى للمدنيين بالكنيسة، بانتهاء دور ما كان يعرف "بالمجلس الملى" الذى تم تفريغه من محتواه ومن مسؤولياته التى نص عليها قرار إنشائه، ليصبح مجلساً احتفالياً منزوع الصلاحيات، وقد شهدت الساحة الكنسية ظهور العديد من التجمعات المدنية «العلمانية» كل بحسب رؤيته، الأمر الذى استوجب التنسيق بين هذه الرؤى، فاجتمع عدد من ممثلى بعض التيارات وتبنوا تكوين كيان للتنسيق بينها، لدعم وتبنى فكرة المواطنة كاختيار يبنى عليه مدنية المجتمع فكانت تنسيقية المواطنة، والتنسيقية هي تجمع مدنى يؤكد الدور الإيجابى المنوط بالمجتمع المدنى ومشاركته فى ترسيخ مفهوم الدولة المدنية. ينطلق من ارضية وطنية وليست سياسية أو دينية، ولذلك ويشارك فيها الإعداد للمؤتمر التأسيسى، أجنحة عديدة فى المجتمع المدنى تجاوزت اختلافاتها لحساب الوطن.
وتنوعت الحوارات حول ماهية وطنية الكنيسة ، ولماذا اثيرت قضية وطنية الكنيسة الان ، وتطرق الحضور الي المواطنة ومطالب الاقباط المشروعة في بناء الكنائس واكتمال وطنية الاقباط عبر ازالة كل انواع التمييز ، وقدم الحضور رؤية لجدل العلاقة بين وطنية الكنيسة وبين المواقف الوطنية المألوفة والمعروفة للباباوات ال 118 .