الأقباط متحدون | الإنسان الدولة- الجزء الثاني
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٣٨ | الأحد ٩ اكتوبر ٢٠١١ | ٢٨ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٤١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

الإنسان الدولة- الجزء الثاني

الأحد ٩ اكتوبر ٢٠١١ - ٣٤: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مايكل فارس
حق الدفاع وحق الهجوم مكفولان للدولة والإنسان؛ لتأمين الحدود سواء السياسية أو الجغرافية.

في حالات الحرب هناك أنواعًا من الأسلحة لا يفكِّر الإنسان باستخدامها، ولكن ظروف الحرب تحتِّم علية تغيير "إستراتيـجـيته الحـياتـية".

الإنسان كالدولة تمامًا، فبعض البشر يعتقدون أن أمنهم الشخصي ينحصر في "حدودهم الجغرافية.. أي جسدهم المادي"، مثل: توجيه إهانة ما بشكل شخصي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذا نموذج للإنسان الضعيف الذي لا يتحرَّك إلا بعد صفعه على وجهه. وهناك من يبلغ من القوة مثل الدول العظمي، والذي يعتقد أن أي تحرُّك عن بُعد وغير موجَّه له قد يؤدي يومًا ما أن يكون موجهًا له، فينتفض ليحول دون ذلك التحرك.

ويحمل التاريخ بين طياته خطوطًا عريضة لا يحيد عنها منذ نشأة الخليقة؛ فعندما نقول إن هناك عوامل لازدهار وانهيار حضارة ما، فالخطوط العريضة ثابتة عبر التاريخ.

 

وبدء الانهيار يكون من الداخل، فالانقسام الداخلي في المملكة ينشب جراء صراع الأسرة الحاكمة على السلطة من جهة، والأُسر الأخرى (الطامحين في السلطة) من جهة أخرى، بالإضافة لمخاطر خارجية من دول أخرى تُحيق بمحيط الدولة.. جميعها عوامل أدَّت لانهيار أعتى الحضارات.

وعوامل الازدهار تتمثَّل في: العدل والقانون (وكانت الحضارة المصرية القديمة أولى البلاد كدولة وحضارة شرعت القوانين المنظِّمة لحياة مواطنيها)، واحترام مواطني الدولة، والحرية، والتخطيط للمستقبل، والفهم الأسمى للقيم الأخلاقية.. كلها عوامل أدَّت لازدهار أي حضارة، وهي عوامل قوة الإنسان (باعتقاده)؛ العدل، والأخلاق، والقوانين المنظِّمة لحياته، والتخطيط للمستقبل.

 

هو يعتقد أن عوامل انهيار الحضارات والدول هي عوامل انهيار الإنسان، بنفس وتيرة الخطوط العريضة التي لا يحيد عنها تاريخ البشرية.. فبدء انهيار "الإنسان الدولة" يبدأ من الداخل، عند انحصار حدوده السياسية إلى الحدود الجغرافية فقط، أو بمعنى أدق انحصار شخصيته في جسده.

لم يذكر التاريخ يومًا أن دولة ما وُلدت قوية، بل أن طور تكوين أي دولة يبدأ من مرحلة الطفولة، ثم النضج، يليها مرحلة الشباب، ثم مرحلة الشيخوخة، والأخيرة هي (مرحلة الانحدار)، كذلك الإنسان لم يُولد إنسانًا قويًا بين عشية وضحاها (فالإعدادات كانت تتم طوال الحياة)، بل مرَّ بمرحلة الطفولة، والنضج، والشباب، وكلها عبر خبرات وتجارب تركت في نفسه ما تركت، وأثقلت في عقله ما أثقلت، وجلعته يتقدَّم من مرحلة لأخرى أعلى منها.

والتقدُّم يبدأ عن طريق "المقاومة"، سواء للخطر أو الذات؛ فلولا مهاجمة "الدولة أو الإنسان" بمخاطر جديدة، لما قام باختراع وابتكار الوسائل الجديدة لمقاومة ذلك الخطر، وقلما يُفكِّر الإنسان باستخدام وسيلة لـ"المقاومة" من تلقاء نفسه، من باب الرفاهية، بل أن ظروف الحرب (حرب داخلية للذات وخارجية للمجتمع) تفرض عليه استخدام الجديد للانتصار.

 

وفي حالات الحرب، هناك أنواعًا من الأسلحة لا يفكِّر الإنسان باستخدامها؛ إما لأنه لا يعرفها أو أنه يدرك خطورتها على حياته، فيتَّخذ قرارًا في توقيت ما بعدم استعمالها، ولكن الظروف تحتم عليه تغيير "استراتيـجـيته الحـياتـية"، ويقوم باستخدامها في حال أنه هُوجم بها بشكل مباشر وتكبَّد خسائر فادحة، فلا يسعه سوى أن يعتمد تلك الأسلحة في إستراتيجيته الحياتية الجديدة.

هو يتذكَّر كيف هُزم المصريون القدماء من الهكسوس عندما هاجموهم بالعجلات الحربية، ولكن بعد أن أدخل المصريون هذا السلاح في الجيش المصري، استطاعوا طرد الهكسوس بنفس السلاح.

الأزمات تولِّد الخبرات، والخبرات تؤدِّي إلى النضج، والنضج يؤدِّي إلى القوة، فيبني الإنسان قلعته القوية يومًا بعد يوم، ويضع أحجارًا، ويبنى أسوارًا، ويضع البنية التحتية لقلعته التي وُلدت من رحم التجارب..

 

لقد خرج "الأسكندر الأكبر" بجيش قوامه (24) ألف مقاتل إغريقي، من: "أثينا"، و"أسبرطة"، و"مقدونيا"؛ ليحارب "داريوس" إمبراطور الفرس بجحافل جيوشه التي تجاوزت الـ (500) ألف جندي.. بدأت الحرب لتتضح موازين القوي التي أكَّدت قاعدة "الكيف وليس الكم".. لقد خرج ذو القلب الجسور بجنوده في البداية للدفاع عن أرضهم من اغتصاب "داريوس".. جنود قليلة مدربة مؤهلة رُسخت أذهانها من الصغر على الحرية والكرامة والدفاع عن أرضها وحمايتها؛ لمواجهة عدو يفوقه بمئات الآلاف من الجنود.. هم كثيرون ولكنهم ليسوا بمدربين، ولا يعرفون الحرية والكرامة.. لم يدفعهم للقتال إلا أوامر الإمبرطور الديكتاتور دون إدراك لهدف ما أو قضية، فكان لا يشغلهم شئ سوى جمع الغنائم.. وقد انتصر "الأسكندر" وصد هجوم جحافل الفرس، وطردهم من حدود "أثنيا"، بل قرَّر أن يحارب "داريوس" في عقر داره، وقد كان... وانتصر بل تزوَّج من ابنة "داريوس" وأكرمها، ليبدأ عهد الحضارة الإغريقية والثقافة الهيلنية.

 

الإسكندر الأكبر (الإنسان) هو الوجه الآخر للحضارة الإغريقية (الدولة). الإنسان يدافع عن نفسه في البداية لصد هجوم معتدي، وبعدها قد يبدأ بالهجوم في بعض الأحيان على آخرين لتأمين حدوده السياسية (فالحدود الجغرافية هي مؤمَّنة بالفعل)، وهو ما يحدث مع الحضارات والدول. والانتصار يرجع للتخطيط والتدريب والإعداد (وهؤلاء يستمرون على مدار حياة الإنسان)..

التحالفات.. تعقد الدول تحالفات مع دول صديقة (على الأقل في الظاهر) عندما تشعر بضعفها تجاه عدو ما، وهكذا الإنسان قد يلجأ لعقد تحالفات مع آخرين، ليست صداقة بل المصلحة التي فرضت نفسها على الواقع.

وحق الدفاع وحق الهجوم مكفولان للدولة والإنسان لتأمين الحدود، سواء السياسية أو الجغرافية.

لقراءة الجزء الأول اضغط هنـــــــا




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :