بقلم - إبرام رفعت
ساندت مصر الثورات العربية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي بالغالي والنفيس من أجل التحرر من الأستعمار وتحيقيق القومية العربية لمواجهة قوي الأستعمار والأمبريالية العالمية . وحقيقة ان الأمة العربية تشترك في مجموعة من المقومات التي تعطيها شخصية متميزة مثل <وحدة اللغة >التي تصنع وحدة الفكر والعقل ، كذلك تملك <وحدة التاريخ> التي تصنع وحدة الضمير والوجدان ، ايضا تملك < وحدة الأمل > التي تصنع وحدة
المستقبل والمصير؛ وعلية فحقيقة الوجود العربي باتت أمر واقع، هكذا رأت مصر في تلك الأيام ، فتحققت الوحدة العربية بين مصر و سوريا تحت مسمي < الجمهورية العربية المتحدة > حتي تم الأنفصال في سبتمبر 1961 بعد الأنقلاب الذ قاده العقيد عبدالكريم النحلاوي < مدير مكتب المشير عبدالحكيم عامر> علي الوحدة فتم الأنفصال ، وعادت كل منهم دولة مستقلة بذاتها بعدما كانوا دولة واحدة . وبعد مرور سنة من الأنفصال بين مصر وسوريا اندلعت ثورة اليمن ، فساندت مصر ثورة اليمن بكل ما تملك من أجل استعادة اليمن من رجعية وخزعبلات العصور الوسطي بعد ان اخرجها حكم
الأمام خارج الزمن وخارج طور الإنسانية ، ومن أجل تحقيق الوحدة العربية بين مصر واليمن . ومرت السنوات وهزم العرب في يونيو67 نتيجة الأنقسام والتناحر ، لكن تجسدت العروبة في أبهي صورها في أكتوبر73 فتحقق النصر للعرب علي عدو العرب ، لكن لم يدم التفاهم العربي طويلا فحدثت القطيعة نتيجة معاهدة كامب ديفيد . ومرت السنوات وزادت الفرقة بين العرب واصبحت الأمة العربية معسكرات متناحرة وانقسمت الي < حلف مقاوم > و < حلف ناتو عربي > واصبح العرب لايفعلون شيئا سوي محاربة بعضهم ، وخيانة بعضهم وكل طرف يري انه مؤيد من السماء وان تأخر النصر فهو ابتلاء . بعدما صار العرب جثث ودماء وقد زاد علينا البلاء هل يوما ما يخرج رجلا رشيدا يعيد شمل العرب ويوحد جمعهم ، وهل ان وجد
ذلك الرجل ، هل يستطع في ظل التباين الثقافي بين العرب توحيدهم ، هل يستطع في ظل التفاوت الطبقي بين المجتمعات العربية تحقيق ذلك ، والأهم من ذلك في ظل تعارض المصالح بين العرب ، كذلك في ظل العته العقلي ، والغياب عن العصر والتصارع بينهم والتسارع مثل ملوك الطوائف لدفع الجزية للملك ألفونسو نكاية في بعضهم واثباتا لوجهات النظر ، فقد حدث ذلك من دولة عربية مع الملك ألفونسو ترامب ، وفي نفس الوقت هناك دولة ابيدت تحت وابل من رصاص وطائرات هذة الدولة . فاذا كنا نحلم بالوحدة العربية فان ذلك نوعا من أحلام اليقظة فقد ذبحت بغداد وذبح الشام ، وذبحت اليمن ، ودمرت ليبيا ويبقي السؤال الحائر متي تتوحد الشعوب العربية.