بقلم : ماجد سوس
الحادث المأساوي الذي راح ضحيته ما يقرب من خمسين قتيلا في نيوزيلاند كارثة إنسانية بكافة المقاييس لا يقبلها أي إنسان على وجه الأرض وقد سارع العالم كله وخاصة المسيحيون برفض هذا العمل الشيطاني وهو عمل عنصري بغيض ضد الإنسانية ولا يصدر الا من أناس أسلموا ذواتهم للشيطان يقودها نحو هلاك أنفسهم ومن قاد هذا العمل هو شخص لا يعرف الله
وسواء هذا العمل قام به كما قالت بعض وسائل إرهابي أشهر إسلامه على يد دواعش أتراك وهو ما يفسر ذهابه إلي تركيا قبل الحادث مباشرة وإن الغرض كان مهاجمة الفكر الأحمدي أو أنه مجرد مجرم عنصري فهو ليس مسيحيا ًولا يذهب لكنيسة هو ضد المهاجرين ويعتبرهم محتلين ويطالب بطردهم وفي بيانه المكتوب في ٧٣ صفحة لم يذكر كلمة دينية بل قال اراكم في (...)وذكر اسم الجحيم كما أسطورة إسكندنافية وكيف يسارع أخوتي المسلمين بالإعلان الدائم بعد كل عمل إرهابي إن داعش لا تمثل الإسلام فلماذا داعش لا تمثل الإسلام وهذا الرجل الذي لا يدخل كنيسة يمثل المسيحيين، عجباً
لفت نظري حزن الأقباط الشديد جدا على الحادث وادانته بقوة والصلاة من أجل أهالي الضحايا وطلب الشفاء للمصابين حيث كالعادة أثبت الأقباط أن إيمانهم بالمسيح حياة يعيشوها بالمحبة وإن ذاقوا الأمرّين من الإرهاب وإن لم يشعر بهم العالم إلا أن لهم أحشاء رحمة لا يحتملون معها آلام الناس وهي تلك المحبة التي تزرعها الكنيسة في أولادها منذ الصغر.
على أن للعملة وجه آخر علينا أن ننظر إليه بتمعن فناقوس الخطر يدق بشدة أمام المجتمعات الغربية التي وهي تقدم كل ما تملك للاجئين والمهاجرين تناست مجتمعها وعاداتها وتقاليدها وراحت بحب شديد تقدم كل شيء لمهاجريها دون ان تدرك أنه سيأتي يوما حين يشعر فيه سكان البلد الأصليين أن بلادهم تسرق منهم فبعض المهاجرين لهم أجندات خاصة الأمر الذي دعى القاتل في بيانه إلى مهاجمة الرئيس أردوغان وأحلامه في الخلافة.
دعني أشرح لك عزيزي القاريء ماذا أقصد من نسيان الحكومات حقوق سكانها الأصليين فسأعطي لك مثال واضح لتلك الكارثة فإذا ذهبت إلى غرب العاصمة البريطانية لندن فستجده أنه بات مرتعاً للمتطرفين فدباح داعش المعروف بالجهادي جون، من غرب لندن ومغني الراب السابق عبد الماجد عبد الباري نشر صورة له وهو يحمل رأسا مقطوعة من غرب لندن وبلال برجاوي اللبناني المولد الذي التحق بجماعة الشباب الصومالية للقتال في صفوف عناصرها بمقديشو من غرب لندن والداعية الإسلامي الأردني المتشدد عمر محمود عثمان المعروف باسم "أبو قتادة" من غرب لندن وغيرهم كثيرين نحتاج إلى مئات الصفحات لسردهم بل إن أول امرأة بريطانية تدان في قضايا الإرهاب هي آمال الوهابي، كانت تقطن في غرب لندن.
قل يا عزيزي لو انت من سكان لندن الأصليين ماذا سيكون شعورك وانت لا تستطيع ان تزور هذه المناطق وخاصة انها هناك حملة شديدة ظهرت في عام ٢٠١١ مع بداية أيام العرب السوداء المسماة خطأ الربيع العربي حيثت قامت حملة في غرب بريطانيا عن إعلان مناطق تطبيق الشريعة الإسلامية في بريطانيا بزعامة منظمه اسمها " الإماره الاسلاميه " يقودها باكستانى متطرف اسمه " أنجم شودارى ".
وقد قامت المنظمة بعمل بوسترات و منشورات باللون الاصفر مكتوب عليها " انت الآن داخل منطقه تحكمها الشريعة الإسلامية وأسفل الكتابة وضعت صور المحرمات الممنوع اقترافها في المنطقة التي تحت الحكم و منها الموسيقى والمشروبات الكحولية والقمار.
بطبيعة الحال فإن هذه الأفعال ستخلق تطرفين نقيضين من الجانبين ولأننا دائما ننظر إلى الطرف الإسلام يباعتباره الطرف الأكثر دموية ويتسلح بالعنف وفرض الرأي بالقوة فأننا تناسينا أن تلط الأفعال ستخلق جيلا جديدا من أبناء السكان الأصليين باتت تستفزهم تلك الأفعال وتنامت في داخلهم مشاعر "الإسلاموفوبيا" وأن هناك خطراً حقيقياً على ثقافتهم وحريتهم التي حاربوا من أجلها قديما عدة قرون.
والحل وان بات صعبا لكنه ليس مستحيلاً يكمن في أنه على هذه الدول أن تقوم مسرعة بتغيير دساتيرها ليكون لها الحق في سحب جنسية كل من يعمل على تغيير هوية المجتمع وكل ما يخل بثوابت الديمقراطية وبالمبادئ التي وضع على أساسها دستور البلاد ويعطي الحق لوزير الداخلية أن يسحب الجنسية فوراً وترحيل من يثبت هذا في حقه ومن جانب آخر حتى نكون منصفين، على الحكومة أن تعمل على إذابة المهاجرين في المجتمع وتعلم قيمه والتخيير بين الالتزام بها أو ترك البلاد وبالطبع على المجتمع الغربي أن يزرع في سكان بلاده الأصليين قبول الآخر ومساعدته على التأقلم .
نصلي أن يحفظ الرب العالم من الشرير ومخطاطاته لئلا تكون نيوزيلاندا هي البداية.