الأقباط متحدون | الدراما التليفزيونية بين التطبيع والعداء لإسرائيل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٤٤ | الاربعاء ٥ اكتوبر ٢٠١١ | ٢٤ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٣٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الدراما التليفزيونية بين التطبيع والعداء لإسرائيل

الاربعاء ٥ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

تحقيق: جوزيف فكري
قدمت الدراما التليفزيونية مسلسلات عديدة تناولت الصراع العربي الإسرائيلي؛ مثل "رأفت الهجان"، و"دموع فى عيون وقحة"، و"كفر عسكر"، و"في ظل المحارب"، و"حرب الجواسيس"، و"البوابة الثانية"، و"عابد كرمان"، والفيلم التليفزيوني "الطريق إلى إيلات".. فهل عبرت الدراما التليفزيونية من خلال هذه المسلسلات عن إسرائيل؟ وما موقفها من الرقابة؟ وكيف ترى الدراما التليفزيونية إسرائيل الآن؟ ورؤية المبدعين تجاه الأحداث الأخيرة وكيفية طرحها عبر الدراما التليفزيونية وكيف يرون الوضع في ظل التحرر بعد ثورة 25 يناير بالنسبة لتناول موضعاتهم عن إسرائيل؟.. أسئلة تم طرحها على أصحاب القضية..


حدود رقابية
في البداية يقول المؤلف "بشير الديك": بالنسبة للمسلسلات الخاصة بي "كفر عسكر" و"حرب الجواسيس" و"في ظل المحارب"؛ كان هناك حدود للتناول، فكان ممنوع أن تتكلم عن النظام ومن حوله، فمثلًا في مسلسل "في ظل المحارب" الذي تناولت فيه دولة "كردستان العظمى" كانوا يسألونني ما هي كردستان وماذا تقصد بها؟ لكن كان يفيدني رقباء التليفزيون، فكانوا متحمسين ومعجبين بالمسلسل إلى أقصى درجة، أما في "ظل المحارب" فاستخدمنا اسمًا مختلفًا لدولة افتراضية ثانية هي "كربستان"، وفي مسلسل "كفر عسكر" مع إننا كنا نتكلم عن إسرائيل والعرب، لكن هذا لم يكن مذكورًا ولا بكلمة!، ومسلسل "حرب الجواسيس" لم يكن فيه شئ لأن الحرب بين جهتي مخابرات، أما "عابد كرمان" فقد حذفوا شخصية "موشى ديان" نهائيًا (حوالي 75 مشهدًا) والممثل الذي جسد الشخصية وهو "شريف صبحي" موجود على التترات!، وأعدنا الطلب بعد ثورة 25 يناير برجوع شخصية ديان لكن لا حياة لمن تنادي..

رقابة ذاتية
ويستطرد الديك: كان التحرك في المسلسلات من خلال ملف المخابرات المصرية، وكانوا يوافقون على هذا وفى نفس الوقت يتم مراجعة العمل كي يعرفوا هل خرجت عن الخط أو لا، ولو كان النص قائمًا على رواية فيتم الموافقة عليها.. كان هناك "كنترول" ولم تكن الحكاية سهلة، إضافة أنه خُلق داخلنا كمبدعين رقيبًا، من خلال 30 سنة أنت ممنوع من الكلام في السياسة وفي الجنس، وليس عندك حرية، لكن هي داخلك أنت شخصيًا، تناقش وترفض وتتمرد، وهذا هو جوهر الفن، فهو التمرد على الواقع الموجود، وبما أن الوضع قائم فتبقى الحكاية في حدود أن تراعي ما يراه جهاز المخابرات الوطني أو القومي..

دور الأب
وعن الوضع بعد الثورة يقول: الواقع يكشف أسرارًا لم نكن نعرفها؛ فيما يتعلق بحكاية بيع الغاز، ففيه خفايا وخبايا وأشياء لم تكن واردة أصبحت مطروحة الآن، وممكن تطرح اتفاقية كامب ديفيد والمطالبة بوجود فلسطين عضوًا بالأمم المتحدة دراميًا، فالواقع سابق الفن بكثير والربيع العربي سابق بجنون، فالأحداث تطلع على السطح بدون قيود، بشرط أن تستقر البلاد وأن تصبح ديمقراطية، ولا يلعب أحدًا دور الأب بالنسبة لنا مرة ثانية..

الدراما لا يغير التاريخ
ويختلف معه المخرج "نادر جلال" في مسألة طرح قضايا لم يتم حسمها، فيرى أن الدراما لا تتناول جدلًا قائمًا مثل اتفاقية كامب ديفيد، أو المطالبة بعضوية فلسطين للأمم المتحدة، ويراه جدلًا إعلاميًا بالأكثر.
ويضيف جلال: شخصية "موشى ديان" و"جولدا مائير" ظهرت في مسلسل "حرب الجواسيس" ولم تكن هناك مشكلة، لكن في "عابد كرمان" رفض ظهور شخصية "موشى ديان" وكان هناك تصميم على هذا الرأى حتى بعد الثورة.. ليس معنى أن بيننا وبين إسرائيل معاهدة سلام أن يتم إلغاء التاريخ وعدم التكلم عنه، فهم يتكلمون على الحروب التي قادوها ضدنا وضد لبنان والأردن وسوريا.. معاهدة سلام أو من غير معاهدة سلام التاريخ لن يتغير على حسب السياسة الحالية لأي دولة، فالتاريخ ملك الجميع، والدراما عندما تتكلم عن التاريخ لن تكذب فيه، فلا نقدر أن نغير التاريخ أو نلغيه.

إهمال أكتوبر
وعن نصر أكتوبر يقول جلال: أراها قضية قديمة لم تأخذ حقها في الدراما التليفزيونية، فالحرب العالمية الثانية صنع عنها آلاف الأعمال، وحرب 73 بالنسبة لمصر أهم من الحرب العالمية مليون مرة، فيجب أن يصنع عنها على الأقل عشرات الأعمال عبر الدراما التليفزيونية، لا نريد أن نهاجم أي دولة بل نريد إظهار بطولاتنا وبطولة جيشنا وبطولة رجال مخابراتنا وقوات المصريين عمومًا، فإننا نمجد شعبنا ولا نهاجم أحدًا، ونتكلم عن فترات تاريخية كان فها مثل هذا الصراع، المفروض أن يسمح لنا بعمل هذه الأعمال، فمن حقنا أن نتكلم عن التاريخ ونقول وجهة نظرنا فيه.

ضعف الإمكانيات
ويستطرد جلال: أتمنى الاهتمام بالدراما لأنها في النهاية الوجهة الخاصة بنا أمام العالم العربي والعالم كله، وأن تتاح لنا الإمكانيات من أجل هذه الأعمال الضخمة، مثل حرب أكتوبر فهي تحتاج لميزانيات ضخمة، وأتذكر في مسلسل "في ظل المحارب" أثناء تصويره في سوريا تم تقديم كل الإمكانيات التي نحتاجها من دبابات ومدرعات وطائرات وسلاح وعساكر دون مقابل ولم تكن هناك مشكلة..

وعن الرقابة بعد الثورة يقول: الأعمال التي قدمت سواء مخابرات أو عسكرية رغم قلتها عملت تحت النظم السابقة أيام "عبد الناصر" و"السادات" و"مبارك"، لم يحدث أن تدخلت الرقابة فيها، والمفروض أن بعد ثورة 25 يناير يصبح عندنا حرية أكثر، وأن نهتم بالدراما السياسية كما نهتم بالدراما الاجتماعية، وأن نتناول موضوع الصراع العربي الإسرائيلي بشكل قوي.

خطوط حمراء
ويقول المؤلف "فايز غالي": ملف الصراع العربي الإسرائيلي عمومًا بمصر، في الدراما التليفزيونية تقريبًا معمول عليه خطوط حمراء لا يتم التعامل معها بشكل صريح أو مباشر في الأعمال الدرامية، وما يعرض فهو يفلت من المنع مثل "الطريق إلى إيلات" الذي أفلت بطريقة زئبقية! ومثل مسلسل "عابد كرمان"، ولولا تغيرات ما بعد ثورة 25 يناير ما كان يمكن أن يعرض.. وأنا كمبدع أخشى أن أقدم على عمل فيه تفاصيل، وأبذل فيه جهدًا ولا يوافق عليه، فيضيع هذا الجهد دون فائدة، وكان من الممكن أن أوفر جهدي لعمل آخر، فسبق أن قدمت عملًا عن حرب اكتوبر اسمه "زمان يا أكتوبر" وعمل آخر اسمه "أم صابر"، ولم يتم الموافقة عليهما حتى الآن، وحتى بعد ثورة 25 يناير، وقيل لي أيامها لا نريد أن نطرح مثل هذه الموضوعات الآن!

ميزانيات ضخمة
وعن الصعوبات الأخرى يقول غالي: نوعية هذه الأعمال مكلفة جدًا، وتحتاج لميزانيات ضخمة، وكان هناك تسهيلات أثناء عمل "الطريق إلى إيلات"، وكان كله مجانًا من حيث المعدات أو الإمكانيات المطلوبة، بعد ذلك تعقدت الأمور وأصبح يطلب منك إيجار لكل معدة، ودفع مبالغ خاصة بالاستهلاكات أو الوقود وغيره، فالآن نرى تراجع المنتجين عن إنتاج هذه الأعمال لأنها تحتاج إلى ملايين غير قادرين عليها، وستبقى دائمًا هناك حدود معينة للإبداع حتى في ظل التحرر خاصة بعد أحداث السفارة الإسرائيلية وتفعيل قانون الطوارئ.

الانتفاضة الثانية
ويستطرد غالي: هناك قضايا جديدة تناولتها في مشروع قدمته، تناول الوضع داخل الأراضي الفلسطينية، وماذا يجري فيها من ممارسات، سواء في الضفة الغربية أو غزة، والفترة التي أدت إلى الانتفاضة الثانية الفلسطينية وكيف تحولت الاتفاقيات إلى مصيدة ضد الفلسطينيين، وحجم الحصار الذي كان يمارس على الفلسطينيين، لدرجة أن تفجرت ثورة الانتفاضة الثانية بزيارة شارون للمسجد الأقصى، هذا المشروع قدمته قبل ثورة 25 يناير ولم يتم الموافقة عليه حتى الآن! وهو مشروع مسلسل جديد لي وأتمنى أن يتم الموافقة عليه.

حرية أكثر
ويعلق المخرج "علي عبد الخالق" قائلًا: عملت منذ سنتين مسلسل "البوابة الثانية" وكان كله يتناول أحداث غزة التي حدثت من حوالي سنتين، وتنبأ المسلسل بأحداث جديدة ستحدث، كان كبير من أحداثه يدور في غزة، وكيف كانوا يعتقلون الأطفال ويعذبوهم، فمن خلال هذا المسلسل عبرت بوضوح عن الأحداث، ولم يحذف أي مشهد من المسلسل، ولم أواجه أي معوقات بشأنه، وعرض المسلسل كاملًا.
ويستطرد عبد الخالق: الآن سقف الرقابة ارتفع إلى حد كبير، وستتغير أشياء كثيرة، ويمكن تناول عدة موضوعات جديدة مثل معاناة أاهل غزة والاغتيالات التي تتم والتصفية الجسدية والحصار المفروض على غزة، وإذا أقدمت على عمل فسوف يتناول هذه الأحداث لكن أرفض تمامًا عمل جزء ثاني من "البوابة الثانية"، فأنا لا أحبذ مسألة الأجزاء، ومن الممكن تناول شهداء غزة الستة وأحداث السفارة الإسرائيلية.. مسلسل "البوابة الثانية" هو أكثر مسلسل كان معاصرًا للأحداث بعكس المسلسلات الأخرى التي عبرت عن الصراع العربي الإسرائيلي في فترة قبل 73، وأرى أن الآن مادة خصبة لتناول أحداث جديدة من خلال دراما تليفزيونية جديدة.

كامب ديفيد
ويضيف: من الجائز طرح قضايا عبر الدراما التليفزيونية لم تحسم بعد مثل اتفاقية كامب ديفيد ودولة فلسطين، وعضويتها في الأمم المتحدة، وطرح مادار من مناقشات وجدال حول هذه القضايا، ولا أتردد في قبول موضوع يتناول هذه القضايا بشرط جودة العمل.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :