الأقباط متحدون | هل يخشى طنطاوي والمجلس العسكري مصير الرئيس السابق؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٣٦ | الثلاثاء ٤ اكتوبر ٢٠١١ | ٢٣توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٣٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل يخشى طنطاوي والمجلس العسكري مصير الرئيس السابق؟

صبري حسنين- إيلاف | الثلاثاء ٤ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٢: ٠٦ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

  تُطرح العديد من التساؤلات في الشارع المصري حول السبب في تباطؤ المجلس العسكري في مصر برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي السلطة إلى المدنيين، خاصة أن طنطاوي تعهد سابقا بعدم البقاء في السلطة، وأنه يعتزم تسليمها إلى رئيس وبرلمان منتخبين.

عندما نزلت قوات الجيش المصري إلى الشوارع في جمعة الغضب 28 يناير الماضي، وقرر قادة القوات المسلحة أنها لن تطلق رصاصة واحدة على المتظاهرين الذين كانوا يحتشدون بالملايين، مطالبين برحيل الرئيس السابق حسني مبار، هتفت هذه الملايين "الجيش والشعب.. إيد واحدة"، وظل هذا الهتاف هادراً، حتى سقوط نظام الحكم في 11 فبراير الماضي، ولعدة شهور تالية، لاسيما بعد إعلان المجلس العسكري أنه غير طامح أو باق في السلطة، وأنه يعتزم تسليمها إلى رئيس وبرلمان منتخبين.

لكن ذلك الهتاف الشهير غاب عن المشهد السياسي والتظاهرات في مصر مع نهاية شهر مايو الماضي، وحلت مكانه هتافات أخرى تطالب بإسقاط المشير، رفعت للمرة الأولى فيما سمي ب"جمعة الغضب الثانية" بتاريخ 27 مايو الماضي، ومن تلك الهتافات ب"الشعب يريد إسقاط المشير". وتطورت في الجمعة الأخيرة التي عرفت باسم "جمعة إسترداد الثورة" إلى "إرحل"، ليعود هذا الهتاف إلى تظاهرات ميدان التحرير للمرة منذ الإطاحة بمبارك قبل ثمانية أشهر. فهل يهتف المصريون بعد ذلك "الشعب يريد محاكمة المشير؟، وهل يخشى المشير مصير الرئيس السابق حسني مبارك؟ هل يخشى المشير حسين طنطاوي من إنقلاب الثوار عليه ونكران دوره في الثورة، هل يخشى يوم الحساب في حالة تسليم السلطة للمدنيين كما وعد قبل ثمانية أشهر؟ كل هذه التساؤلات باتت تتردد في الشارع المصري، وعلى ألسنة النشطاء، الذين يتهمون المجلس العسكري بمحاولة الإستيلاء على السلطة.


معتقدات المجلس العسكري
ووفقاً للدكتور عمار على حسن رئيس رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والإستيراتيجية فإن المجلس العسكري يتصرف في إتجاهين أو حسب ثلاثة معتقدات راسخة في ذهن قيادته، وأوضح حسن ل"إيلاف" أن الإعتقاد الأول يتمثل في أنه صاحب السلطة الأولى والأخيرة في البلاد منذ قيام ثورة 1952، ولديه مكاسب ومغانم لا يمكنه التفريط فيها بسهولة، ومن الصعب التخلي عن مكانته في السلطة في مصر بإعتباره حامي البلاد والشرعية. وأضاف حسن أن الإعتقاد الثاني يتمثل في أن الجيش المصري ينظر إلى نفسه على إعتبار أنه شريك في الثورة، وأنه الوحيد القادر على إدارة البلاد في تلك المرحلة الضبابية، لاسيما في ظل عدم وجود قيادة واضحة للثورة، وإنقسام القوى السياسية على نفسها. مشيراً إلى أن المجلس العسكري لديه إعتقاد ثالث يتصرف بمقتضاه في إدارة الأمور في البلاد، ألا وهو أن الأغلبية من الشعب المصري معه قلباً وقالباً، تؤيد موافقه، وتدعمه، وأن النشطاء الثوريين والحزبيين لا يزيد عددهم في أفضل الأحوال عن أربعة ملايين شخص، في مقابل 80 مليون آخرين يؤيدونه.


ينظر تحت قدميه
وحسب وجهة نظر حسن فإن المجلس العسكري واهم وينظر تحت قدميه، موضحاً أن الأغلبية من المصريين تؤيده في إدارة المرحلة الإنتقالية، لكن هذا التأييد لن يستمر للنهاية، سوف تنقلب عليه، في حالة إذا أستشعرت أنه يخطط للإستمرار والإستئثار بالسلطة، سوف يقفد ثقة الجماهير، سوف تندلع ضد ثورة جديدة.

و حول خشية المشير طنطاوي وأعضاء المجلس العسكري من يوم الحساب ومصير الرئيس السابق حسني مبارك، قال حسن إن المصريين بمن فيهم النشطاء الثوريين والسياسيين كانوا مستعدين لغفران أية تجاوزات أرتبكيها المشير وقيادات المجلس، وإغلاق كافة الملفات في حالة الوفاء بوعده في تسليم السلطة للمدنيين إجلالاً للدور الذي قام به مقارنة بدور الجيوش في سوريا واليمن وليبيا، منوهاً بأن تباطؤ المجلس في خطوات تسليم السلطة، يزيد من الفجوة بينه وبين النشطاء والغالبية من المصريين، وسيكون ذلك سبباً في فتح جميع الملفات ومحاسبة الجميع بمن فيهم المشير.


حصانة ضد المحاسبة
التشكك في أن لدي المجلس العسكري شعور بالخوف من ملاقاة مصير مبارك وحاشيته، وصل إلى النشطاء السياسيين، وهذا ما دعا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حازم أبو إسماعيل إلى مطالبة المجلس العسكري بالتخلي عن السلطة للمدنيين، مع التعهد بمنح أعضاءه الحصانة من المساءلة القانونية، وقال خلال مشاركته في تظاهرات "جمعة إستعادة الثورة" الماضية موجهاً حديته إلى قيادات المجلس العسكري "اتركوا الناس يديرون أمرهم وارحلوا، ولكم عندنا الحصانة كما تريدون".


قانون الغدر
جاء رفض المجلس العسكري إصدار قانون الغدر بحق أعضاء الحزب الوطني المنحل ورموز النظام السابق لحرمانهم من العمل السياسي لمدة خمسة أعوام على الأقل، والتسويف في ذلك الأمر عندما طالبت الأحزاب بضرورة إصدار القانون خلال إجتماعها مع الفريق سامي عنان رئيس الأركان، كل هذا أدي إلى أرتفاع المؤشر على خشية قادة المرحلة الإنتقالية من مصير رموز نظام الحكم السابق، وقالت مصادر في حكومة الدكتور عصام شرف ل"إيلاف" في تصريحات سابقة، إن بعض المستشارين للمجلس العسكري أشاروا عليه بعدم إصدار القانون حتى لا يتم توجيهه إلى صدور بعض شباب الثورة أو المدافعين عنها ممن كانوا ينتمون للنظام السابق. وذهبت المصادر إلى أبعد من ذلك بالقول إن أعضاء المجلس العسكري يخشون تطبيق القانون عليهم أنفسهم بعد تسليم السلطة للمدنيين.
وأوضحت المصادر أن أعضاء المجلس العسكري يخشون تكرار ما حدث في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث أن القانون صدر في العام 1952 ضد من وصفوا وقتها "بأنصار العهد البائد"، لكن أجريت تعديلات عليه في 1953 ليشمل من وصفوهم ب"أعداء الثورة"، وطال وقتها رموز كانت من أنصار ثورة 23 يوليو 1952، وتم التحقيق مع الرئيس الراحل أنور السادات بوجبه، وكاد أن يكون أحد ضحاياه.


الشرعية من الشارع
وتذهب إنجي حمدي عضو المكتب السياسي لحركو 6 أبريل إلى القول بأن المشير حسين طنطاوي وأعضاء المجلس العسكري كانوا جزء من النظام السابق، وقالت ل"إيلاف" إنهم بالطبع لا ينفصلون عن هذا النظام، لكن الشعب المصري غفر لهم كل السابق على الثورة، لأنهم أنضموا إليها وحقنوا دماء أبنائه، مشيرة إلى أن أحد لا يضمن أن يظل الشعب سخياً من المجلس العسكري في حالة الإصرار على التمسك بالسلطة، ولفتت إلى أنه حصل على السلطة بموجب الثورة، إنها شرعية من الشارع، ومن منحها قادر على سحبها، ومحاسبة من حاول الإستئثار بها لنفسه.


أوهام
لكن مصدر عسكري قال ل"إيلاف" إن الحديث عن خشية المجلس العسكري من المحاسبة من قبيل الأوهام، مشيراً إلى أن المشير طنطاوي أو أي من أعضاء المجلس لا يرغب في السلطة، وسوف يسلمها إلى رئيس وبرلمان منتخبين.


الأسئلة قائمة
على أية حال تظل الأسئلة قائمة: هل يخشى المجلس العسكري مصير مبارك وأركان نظام حكمه؟ بل هل يلقى المصير نفسه، لاسيما بعد أن عاد هتاف "إرحل" إلى ميدان التحرير مرة أخرى؟ فهل يهتف المصريون "الشعب يريد محاكمة المشير"، بديلاً عن هتافهم الشهير بعد رحيل مبارك "الشعب يريد محاكمة الرئيس". و وحدها الأيام وربما الشهور القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة علي تلك الأسئلة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :