
أفكار وخبرات سويسرية في خدمة تحالف عالمي لمكافحة الإرهاب
عززت سويسرا استراتيجياتها في مجال مكافحة الإرهاب من خلال انضمامها إلى 28 بلدا والاتحاد الأوروبي لإنشاء تحالف متعدد الجنسيات.
وبمناسبة إطلاق المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب مؤخرا في نيويورك، أعربت رئيسة الكنفدرالية السويسرية ووزيرة خارجيتها ميشين كالمي ري عن قناعتها بأن المنتدى سوف يثبت قريبا بأنه "عنصر لا غنى عنه في الحرب ضد الإرهاب".
ستكون الأمم المتحدة شريكا وثيقا للمنتدى الحديث التأسيس. وينظر لهذه المجموعة الجديدة كوسيلة لتنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب لعام 2006 (انظر العمود يسار الصفحة) ولتعزيز جهود أخرى متعددة الأطراف.
أعلنت السيدة كالمي ري في الكلمة التي ألقتها بمناسبة إطلاق المنتدى في نيويورك يوم 19 سبتمبر الماضي أن سويسرا تعتزم تنظيم اجتماع للدول الأعضاء، والأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى لتشجيع تحسين العلاقات بين جميع الأطراف ولتحقيق تنسيق أفضل لجهود مكافحة الإرهاب.
وسيكون الاجتماع الذي سيعقد في سويسرا في شهر نوفمبر المقبل أول لقاء يركز على العلاقة بين أعضاء المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب وأطراف متعددة أخرى مشاركة في محاربة الإرهاب. وأكد الساهرون على المنتدى أن الاستجابة للمقترح السويسري كانت إيجابية.
وجاء في بيان للمنتدى توصلت به swissinfo.ch عبر البريد الإلكتروني أن "جميع أعضاء المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب يتفقون على الحاجة إلــى ضمان أن (تسهم) جهود المنتدى ومجموعات العمل التابعة له في تكميل وتعزيز مساعي الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الأخرى متعددة الأطراف ذات الصلة".
علاقات ثنائية وطيدة
وفي الأساس، تم إنشاء المنتدى بقيادة الولايات المتحدة وتركيا، كمكان لتبادل الخبرات والتجارب والاستراتيجيات. وضمن هذا السياق، أوضحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أثنــاء إطلاق المنتدى أنه هذا الأخير يهدف إلــى "بناء شبكة دولية لمكافحة الإرهاب الدولي بنفس المهارة ونفس القدرة على التكيف اللتين (يتمتع بهما) خصومنا"، مضيفة أن هذا يتطلب "تعاونا ثنائيا قويا".
وقد تم تحديد هدفين رئيسيين اثنين للمنتدى. الأول يتمثل في فتح مركز تدريب وأبحاث متعدد الأطراف يركز على التطرف العنيف، وهو سيكون الأول من نوعه على الإطلاق وسيتخذ من أبو ظبي مقرا له.
أما الهدف الرئيسي الثاني فهو ذو صلة مباشرة بالربيع العربي، بحيث يعتزم المنتدى دعم البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية بعد سقوط الأنظمة الديكتاتورية التي كانت قائمة فيها.
ولتركيز الأنشطة، تم إنشاء خمس مجموعات عمل للتركيز على العدالة الجنائية، ومكافحة التطرف العنيف والأيديولوجيات الإرهابية، وبناء القدرات في منطقة الساحل في إفريقيا، والقرن الإفريقي، وجنوب شرق آسيا.
وستلتقي كل مجموعات العمل هاته في الأشهر المقبلة، وستكون مفتوحة أمام الدول غير الأعضاء. (العديد من البلدان الأكثر تضررا من الإرهاب، مثل أفغانستان ليست من بين أعضاء المنتدى الدولي لمكافحة الإرهاب).
"دور هام"
وجاء أيضا في بيان المنتدى أنه من المتوقع أن تكون سويسرا "عضوا نشطا وبناءا"، قبل أن يضيف: "بالإضافة إلى تقديم خبرات كبيرة، في مجال سيادة القانون والقضايا المتصلة بالعدالة الجنائية، على سبيل المثال، تعتبر سويسرا نشطة جدا على جبهة بناء القدرات، وسوف تلعب بالتالي دورا هاما في مختلف مجموعات العمل الإقليمية للمنتدى التي تركز على بناء القدرات".
وقالت كالمي ري إن المنتدى من شأنه أن يكمل آليات أخرى قائمة، ولكنها حذرت من أنه لا يمكن إحراز تقدم إلا "بطريقة شاملة ومنسقة، تقوم على سيادة القانو واحترام حقوق الإنسان".
وقد كررت سويسرا مرة أخرى الدعوة إلــى احترام حقوق الإنسان في الاجتماع الخاص الذي عقدته لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي يوم 28 سبتمبر الماضي، بمناسبة الذكرى العاشرة لقرار مجلس الأمن رقم 1373 – وهو الإجراء المناهض للإرهاب الذي اعتُمد في أعقاب هجمات 11 سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد أشاد الممثل الدائم لسويسرا لدى الأمم المتحدة بول سيغر محاولات مجلس الأمن إدراج حماية حقوق الإنسان ضمن استراتيجية مكافحة الإرهاب، قائلا إن الأمرين "يكملان ويعززان بعضهما البعض".
وأضاف سيغر أمام اللجنة أن الذكرى العاشرة لاعتماد قرار مجلس الأمن هي أيضا "فرصة فريدة لتقييم" الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة حتى الآن في مجال مكافحة الإرهاب.
وأضاف سيغر أمام اللجنة أن الذكرى العاشرة لاعتماد قرار مجلس الأمن هي أيضا "فرصة فريدة لتقييم" الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة حتى الآن في مجال مكافحة الإرهاب. ونوه سيغر مُجددا إلى مساعي سويسرا الهادفة إلى الدفع نحو التعاون والتنسيق بين مختلف جهود مكافحة الإرهاب مع منظومة الأمم المتحدة.
ويشار ضمن هذا الإطار إلى أن سويسرا شاركت في تمويل دراسة حول هذا الموضوع أنجزها مركز غير ربحي، وركزت على التعاون العالمي لمحاربة الإرهاب. كما أنها تعتزم طرح أفكار لتحسين أداء الأمم المتحدة.
جيسيكا ديــسي- swissinfo.ch
(ترجمته من الإنجليزية وعالجته إصلاح بخات)
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :