إبراهيم عيسى يروي خلاف الأشاعرة والحنابلة.. ويؤكد: الحنابلة في صورتهم الأخيرة هم السلفية وداعش

قال الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى، أن الإمام ابن حنبل يعد رمز للتشدد الذي لا يقبل بالاجتهاد.

 

مشيرًا في برنامجه "مختلف عليه" المقدم عبر شاشة الحرة، إلى الخلاف التاريخي الطويل بين الحنابلة والأشاعرة، قائلاً: أن الحنابلة كانوا متشددين للغاية، وكانوا ينظرون أن كل من خالف عقيدتهم فهو على غير الملة.

 

وروى عيسى الخلاف التاريخي الشهير بين ابن القشيري مع أبي جعفر الحنبلي، حيث كان أبو نصر القشيري أحد كبار علماء السنة في العقيدة والفقه والتفسير وهو من الأشاعرة، وقد حدثت في زمانه فتنة كبيرة عرفت باسم فتنة الحنابلة، وكانت هناك مواجهة بين ابن القشيري أبو جعفر الحنبلي، كانت بدايتها حين وقعت مشاداة وصلت إلى حد الاقتتال بباب المسجد ببغداد. 

وتابع، ثم أمر الخليفة بحسم هذه الفتنة، وإنهاء أمرها، فاستدعى الشريف أبا جعفر بجماعة من الرؤساء منهم ابن جردة، فتلطفوا به حتى حضر في الليل، وحضر أبو إسحاق ، وأبو سعد الصوفي، وأبو نصر بن القشيري، فلما حضر الشريف قال الوزير: إن أمير المؤمنين ساءه ما جرى من اختلاف المسلمين في عقائدهم ، وهؤلاء يصالحونك على ما تريد، ثم أمرهم بالدنو من الشريف، فقام إليه أبو إسحاق: أنا ذاك الذي تعرف ، وهذه كتبي في أصول الفقه ، أقول فيها خلافاً للأشعرية، ثم قبل رأسه .

ثم قام أبو سعد الصوفي ، فقبل رأس الشريف وتلطف به ، فالتفت مغضبًا وقال: أيها الشيخ، إن الفقهاء إذا تكلموا في مسائل الأصول فلهم فيها مدخـل، وأما أنت فصاحب لهـو وسمـاع وتعبير ، فمـن زاحمك على ذلك حتى داخلت المتكلمين والفقهاء، فأقمت سوق التعصب؟!

 

ثم قام ابن القشيري وكان أقلهم احترامًا للشريف، فقال الشريف: من هذا؟ فقيل : أبو نصر بن القشيري، فقال: لو جاز أنْ يُشكر أحدٌ على بدعته لكان هذا الشاب ، لأنه باد هنا بما في نفسه، ولم ينافقنا كما فعل هذان ، ثم التفت إلى الوزير فقال : أي صلح يكون بيننا؟! إنما يكون الصلح بين مختصمين على ولاية أو دنيا أو تنازع في ملك ، فأما هؤلاء القوم فإنهم يزعمون أنّا كفار ونحن نزعم أن من لا يعتقد ما لا نعتقده كان كافرًا، فأي صلح بيننا؟!

وأدت هذه الفتنة إلى حبس الشريف أبي جعفر العباسي، وإخراج ابـن القشيري مـن بغداد.

وشدد عيسى بقوله، كلما أدركنا ما يمكن أن يصل إليه التشدد في المذهب، كلما أدركنا ما نحن فيه الآن.

ما نعيشه الآن هو مثلما حدث قديمًا في بغداد، وكأن مذاهب كاملة ناوية تخرج من عنف تشدد الحنابلة في صورتهم الأخيرة المتمثلة في الوهابيين والسلفيين والسلفية الجهادية والداعشية، المطفشين والدافعين للخروج.

مشيرًا إلى موقف السلاطين آنذاك من هذه الفتنة، وأن ابن حنبل ظل ثابتًا على موقفه الجامد المعارض لأي اجتهاد أو تأويل، إذ كان لا يحيد ولا يلين عن فكرة واعتماد النقل لا العقل، بل لا عقل في الموضوع، كما كان يرفض بشدة القياس والرأي.

 

وروي عنه أنه عندما سأله رجل: هل أصلي خلف من يشرب المسكر؟ فأجابه لا، وحين سأله مرة أخرى: هل ممكن أصلي خلف من يقول أن القرآن مخلوق؟ فأجابه: سبحان الله أنهاك عن مسلم فتسألني عن كافر؟

 

من جانبه قال د. محمد الحاج سالم، أن الإمام بن حنبل كان بلا شك عالم جليل، لكنه كان لا يؤمن بالاجتهاد أو إعمال العقل، ويحسب له أنه لم ينظر للعنف وإراقة الدماء، ويقضي بوجوب طاعة السلطة أيًا كان الحاكم بارًا أو فاجرًا.

ولفت عيسى إلى أن الحنابلة طول الوقت هم عنوان الاعتداء على الآخرين، وعنوان التشدد، يروحوا يكسروا محلات ويعتدوا على المخالفين، وهم من خلقوا إن جاز التعبير البذرة الأولى للمطوعين الدينيين.

واستعرض عيسى فيديو لأحد المشايخ يقول فيه أن الإمام أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث، أي مليون حديث، وأعرب عيسى عن دهشته من الرقم.

وقال عيسى صناعة الهالة والتفخيم لأجل أن تتعامل معه العامة على أنه شخص مقدس، وليس شخص يؤخذ منه ويرد، أو أنه أصاب وأخطأ أو أنه شأنه شأن الأئمة الآخرين.