بقلم : مجدى محروس ابودخانه
العقل الإنساني يوصف بأنه اعقد الأشياء على سطح الكرة الأرضية ولم يفهم العلماء بعد
كيفية يعمل او كيف يفكر الإنسان.
فحياة الإنسان يحدد مسارها طريقة تفكيره وطريقة استيعابه لكل ما يدور حوله وإذا نظرنا الى المجتمع القبطي نجد انه يعيش الآن في أكثر مراحل حياته صعوبة فهذه هي الظروف الاسوء منذ قرون عديدة و تتطلب مراجعة ووقفة جادة لمحاولة فهم ما يدور حولنا ولعل أكثر العوائق التي تواجه الشعب القبطي هو "العقل القبطي ذاته" فالقبطي منذ مئة عام تقريبا هو نفسه الآن فالعقل القبطي يعيش أزمة طاحنة حيث تمت برمجته لكي يفكر نمطيا بشكل ما وبالتالي لم يستطيع التكيف بكل ما يجري حوله من أحداث
وطوال عدة قرون لم ينجح احد في الخروج من هذا النمط فالحياة هي نمو و تطور ولازالت عقلية القبطي كما هي ترفض النمو والتطور فان استمر الوضع على ما هو عليه فاننا أمام موت وانعزال لا محالة ونهاية مؤسفة لاكثر شعوب العالم قدما وحضارة ....
فعمرو بن العاص قال واصفا مصر و المصرييين
ولم يكن وصفه مجافيا للحقيقة فالمجتمع الزراعي المصري الديني كان يفكر آنذاك بشكل استسلامي
قدري يبحث دائما عن فرعون او زعيم يقوم بالتفكير واتخاذ القرار وتحمل عقباته بدلا منه بل ويعطيه الحياة
ويقدم في المقابل لذلك الولاء والطاعة العمياء بل والتقديس أيضا
وان بحثنا داخل أعماق الإنسان القبطي نجد ان ما برمج عليه عليه العقل القبطي هو الاستسلام للواقع المرير بل ورفض اي تغيير له ليس هذا فقط بل إيجاد تفسير لاهوتي غيبي له حتى يظل بلا حراك منتظرا حدوث معجزة لن تحدث أبدا .
ويقودنا هذا الى أكثر الأمور خطورة وسوءا وهو استخدام الدين كمخدر
فالدين للمجتمع القبطي هو المخدر الذي يعمي القبطي عن إدراك ما حوله لان عادة ما نعرف عن الإدراك انه
هو وعي الإنسان بنفسه وهويته و بكل ما يدور حوله واذا وعى الإنسان ما حوله من مشكلات وتعقيدات وجب عليه حلها للوصول الى إرضاء الذات وهذا بالطبع امر صعب لذلك يلجأ المجتمع لمخدر يخدر وعيه حتى لا يرى مشكلته ويحس بآلامه والمخدر الأقوى والاسوء على مر التاريخ الإنساني بشكل عام والقبطي بشكل خاص هو "المخدر الديني" فالدين هو اقوى المؤثرات على الإنسان فعندما يقابل القبطي مشكلة ما ولا يريد حلها او يصعب عليه
فالانسان عندما يواجه مشكلة ما فان امامه خياران لا ثالث لهما الاول يتمثل في محاولة حل المشكلة من خلال دراسة المشكلة وتقديم محاولات الحل وتكبد التضحيات لحل المشكلة .... وبين حل اخر سهل وكما نعرف ان الحلول السهلة والطرق الواسعة الرحبة حتما لا تؤدي الا الى الهلاك هذا الحل السهل هو الارتماء في حضن افيون ديني ينهيه عن حل مشكلته بل حتى يمنعه من ادراك مشكلته مطالبا اياه بالخضوع للمشيئة الإلهية وعدم التمرد على أحكام الله .........
و نجده يلجأ الى مقولات مفادها ان هذه هي إرادة الله ولابد ان يشكر الله على ذلك وان هذا هو صليبه وبسبب ممارسة هذا السلوك امتلأت أدبيات والقبط من تراث وخلافه يمجد هذا النوع من الهروب من الواقع مدعوما بالطبع من رجال الدين الذين يجدون في غياب الوعي فرصة لهم لتأكيد سلطانهم على عقول الشعب ومن اهم التفسيرات ذات الصبغة الدينية التي يروج لها المدعون
• ان الضيق والاضطهاد هو لازم لاي انسان مؤمن
• ان الدفاع عن النفس خطية لانه يمثل هربا من الضيقة وبالتالي هرب من الله الرب يدافع عنكم وانتم تصمتون
• ان بعض الممارسات الدينية كفيلة بحل المشكلة مثل الصوم والصلاة
• انه هناك دائما معجزة كبيرة سوف تتحق مثل تحول المسلمين الى مسيحيين
• ان الله لا يترك شعبه يظلم او يدمر
وكأي مخدر مهما اختلف نوعه الا انه في النهاية لابد ان ينتهي مفعوله ويفيق الممخدر على الحقيقة التى ظل يهرب منها طوال حياته.
والواعي القبطي المدرك لتاريخه وايمانه سيستطيع تفنيد اساسات المخدر الديني متحررا من ولاهوتيات عتيقة خاطئة ومتحررا من سلطان كهنوتي مس
بد.