سليمان شفيق
تابعت انتخابات نقابة الصحفيية علي مرتين ، كانت الاولي في الاول من مارس ، ومن اصل حوالي مايقارب تسعة الاف عضوا حضر حوالي 700 صحفي اي بنسبة 7%، وفي الجمعية الثانية في 15 مارس ومن 9 ألاف هم أعضاء الجمعية العمومية حضر ،( 4823) ،اي حوالي 54 % من الاعضاء ، وفقا لأرقام اللجنة االقضائية المشرفة علي الانتخابات كانت الأصوات الصحيحة ( 4587) صوتاً والباطلة (285)، وفاز النقيب المنتخب الاستاذ ضياء رشوان فاز ب ( 2810) صوتاً اي بنسبة 61 % ، وحصل منافسة الأول الزميل الاستاذ رفعت رشاد علي ( 1585) صوتاً اي بنسبة 34%.
لا احد ينكر ان الانتخابات كانت قانونية وشفافة ، وجاء النقيب ال 22 للنقابة ضياء رشوان وسط عاصفة خططت من قبل الانتخابات لانجاحة في عدم اجماع ، ليصبح نجاحة مرهون بعمل شاق طوال العامين القادمين ، واول تلك التحديات توصيات الجمعية العمومية الشديدة وفي مقدمتها " الا يكون النقيب يعمل في اي وظيفة حكومية " في اشارة واضحة لعمل الزميل ضياء رشوان رئيسا لهيئة الاستعلامات ، والتوصيات الاخري لاتقل صعوبة وتتصل بالحريات والصحفيين الذين بالسجون ، والاخرين الذين في سجون اكثر قسوة خلف اسوار صحفهم ومهددين اما بالفصل التعسفي او التسريح او الخضوع لما يتعارض مع الضمير المهني ، وغيرها من المخاطر التي لم تشهدها المهنة من قبل
.
علي الجانب الاخر تري كيف سيبحر النقيب بسفينة بحارتها منقسمين ، حيث ان المجلس ال 12 عضوا منقسم (6 + 6 = انقسام ) ، كما يخلوا المجلس من اي عنصر نسائي للمرة الثانية في التاريخ .
كل ذلك يضع النقابة التي ستبلغ في العام القادم ثمانين عاما من النضال ، والحرية ، والقدوة ، للاسف ماحدث في الجمعية الاخيرة يجعل مهمة النقيب والمجلس اقرب في الصعوبة الي ما كانت تواجهة كتيبة ضباط الجيش المصري في الفالوجا 1948 ؟!!
صحافة ورقية تكاد تندثر وصحف قومية مديونة ومعرضة للاحتضار ، واندثار للتربية الصحفية المبنية علي حرية الضمير ، وخروج من مفاهيم الديمقراطية وحرية التعبير الي من أجل حق العمل والبدل واي طريق للعيش الكريم ، وغروب لشمس حرية التعبير نحو ليل بلا قمر.
في مثل هذة الظروف لم يحالف النجاح اعضاء سابقين كان لهم ادوار بارزة مثل حنان فكري وخالد البلشي وحاتم زكريا ، وشياب وشابات كان يمكن ان يكون لهم اثر كبير في تطوير المشهد .
اننا بصدد معارك سوف تندلع ضد النقيب من جهة مثل الضغوط التي سوف تمارس علية للتخلي عن اعارتة في هيئة الاستعلامات ، وسيصير الصحفيين في موقف لايقل صعوبة عن سنة 1993 القانون 91 لسنة 93 ، في كثير من الصراع مع الجومة في قضايا مثل الحريات والفصل من جهة ، وفي نفس الوقت سوف يكونون في اشد الاحتياج للحكومة من اجل البدل والمساعدات في المجالات الحياتية .
اثق ان الزميل ضياء رشوان سوف يقف مع الجماعة الصحفية مثلما وقف الراحل الكريم ابراهيم نافع مع الجمعية العمومية حتب تم الغاء قانون اغتيال الصحافة 1993، واثق ان المجلس لن يتهدد بالفشل من قبل الانقسام ولكن كل ذلك يحتاج لان يلعب النقيب ضياء رشوان دور الاب ، وان يلعب اعضاء المجلس ادوارا ايجابية ، وان يخلع الجميع ثياب المصالح والسياسة خارج النقابة قبل الدخول ، ننتظر مؤتمرا لمواجهة التحديات ، وتشكيل رؤية علمية مهنية موضوعية لذلك .
ولكن يعز عليا انني لم اجد من اباء وامهات المهنة في الجمعية الاخيرة سوي أمينة شفيق وماجد عطية وجلال عارف وفريدة النقاش ، وبحثت عن ابراهيم نافع وحسين عبد الرازق وصلاح عيسي فلم اجدهم ، ولكني لا انكر انني تحملت كل تلك المشاق من اجل ان اري نبيل عبد الفتاح واحمد المسلماني وامينة النقاش وحمدي جمعة وخالد حريب واشرف شهاب وحسن بدوي ، ورائحة زمن انقضي .
حينما قبلت ايادي اساتذتي امينة شفيق وماجد عطية وفريدة النقاش شعرت بأن عمري لم يذهب هدر .