الأقباط متحدون | الفنان القبطي مِن تحاشي الإعلان عن العقيدة خوفًا من الاضطهاد حتى التأثير في الفن الإسلامي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٥٣ | الأحد ٢ اكتوبر ٢٠١١ | ٢١ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٣٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الفنان القبطي مِن تحاشي الإعلان عن العقيدة خوفًا من الاضطهاد حتى التأثير في الفن الإسلامي

الأحد ٢ اكتوبر ٢٠١١ - ٢٧: ٠٥ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

  الفن القبطي يمثل مرآة صادقة لحياة وثقافة وعقيدة الإنسان المصري في مرحلة تاريخيه معينة

الفن القبطي تأثر بالفن المصري القديم وأثر في الفنون الإسلامية
البعد عن محاكاة الطبيعة واستخدام الرموز النباتية قبل تصوير السيد المسيح والقديسين
يهدف الفن القبطي إلى التركيز على المغزى الديني العقائدي وتكريم الشهداء والقديسين
 
كتبت: ميرفت عياد  
 
إذا كان المعنى البسيط للفن عامة هو أنه نتاج إبداعي نابع من ثقافة الإنسان، وهو التعبير التلقائي عن الذات وهو أيضًا ضرورة حياتيه كالماء والهواء للبشر وقد يستخدم الإنسان كل المواد المتاحة له ليعبر بها عن أحاسيسه ومعتقداته ليجسدها لكي نراها في رسم أو صورة أيقونه لنرى من خلالها الصورة الكاملة عن ثقافة هذا الإنسان في هذه الحقبة التاريخية.. فإن الفن القبطي تحديدًا يمثل مرآة صادقة تعكس حياة وثقافة وعقيدة الإنسان المصري في مرحلة معينة من تاريخه هذا ما يؤكده الدكتور "لؤي محمود سعيد" الباحث، ومدير برنامج الدراسات القبطية التابع لمكتبة الإسكندرية.
 
فن الجمال والبساطة
 
يقول الدكتور لؤي أن الفن القبطي هو الفن الذي أنتج بواسطة المسيحيين في وادى النيل منذ انتشار المسيحية في مصر وحتى دخول الإسلام، والذي تطور بعد ذلك بأشكال وطرز مختلفة، ومن خصائصه أنه فن شعبي خالص يتميز بالتلقائية وليس ملكيًا تتبناه الدولة، فن إقليمي يختلف من منطقة لأخرى، كما أنه فن ارتجالي بسيط، وليس له مدرسة فنية ثابتة، لذا يتميز بالمرونة والبساطة وليس العشوائية، وخطوطه مختزلة مبسطة لا تحاكي الأصل ولا تهتم بالتفاصيل، هذا إلى جانب البعد عن محاكاة الطبيعة وتحوير الرموز وتفضيل استخدام الرموز النباتية والهندسية قبل أن يشيع تصوير السيد المسيح والقديسين، فهو فن الجمال والبساطة لا فن الضخامة والإبهار، كما أن الفن القبطى تأثر بصورة ملحوظة ببعض الرموز والمدارس الفنية المصرية القديمة وكذلك الهللينستية الرومانية، واستوعبها جميعا وتخطاها، كما أثر بعد ذلك في الفنون الإسلامية في العمارة والزخارف وغيرها.
 
نشر العقيدة المسيحية
 
يشير الدكتور لؤى إلى أن الفن القبطي القديم مر بعدة مراحل رئيسية؛ هي مرحلة التأثيرات الهللينستية الرومانية على الفن القبطي، والتى استخدم فيها الرموز وذلك لتحاشي الإعلان الرسمي عن عقيدة الفنان المسيحي حتى لا يتعرض للاضطهاد، أو لاستغلال شعبية وجماهيرية تلك الأساطير اليونانية بعد إعطائها دلالات جيدة مسيحية بهدف نشر العقيدة المسيحية وسط العامة، وتمتد هذه المرحلة من القرن الثالث حتى بدايات القرن الرابع الميلادي، يليها مرحلة المزج بين الفن الهللينستي والفن المصري بعد الاعتراف بالمسيحية، وترجع للنصف الثاني من القرن الرابع الميلادي، وأخيرًا مرحلة الفن التجريدي المسيحي المصري الخالص، وتنتمي للنصف الثاني من القرن الخامس بعد مجمع خلقيدونية 451 م. واستقلال الكنيسة المصرية تماما عن الغرب، سواء من حيث العقيدة أو الثقافة.

الاحتلال السياسي واضطهاد المسيحيين
 
وعن العوامل المؤثرة في ثقافة الفنان القبطي وإبداعه يذكر الدكتور لؤي أن هناك العديد من العوامل التي أثرت ثقافة الفنان القبطي، منها انتشار المسيحية منذ القرن الأول الميلادي، الموروث من الثقافة المصرية القديمة الثرية، الاحتلال السياسي لمصر وما ترتب عليه من اضطهاد للمسيحيين، المؤثرات الوافدة كالثقافات الهللينستية والرومانية، الصراع الفكري العقائدي مع الوثنية المصرية المحلية، زيادة أعداد شهداء المسيحية وتكريمهم، الاختلاف العقائدي مع بيزنطة بعد مجمع خلقيدونية عام 451 م.، وقد تاثر الفن القبطى بهذه العوامل الامر الذي أدى إلى تنوع أهدافه، فمنها التركيز على المغزى الديني العقائدي سواء التعليمي أو لتكريم شهداء المسيحية وقديسيها، استخدام الرموز لتجنب المجاهرة بالمسيحية مما قد يعرض الفنان للعقاب والتعذيب، استخدام المضامين الدينية حتى في تزيين أدوات الحياة اليومية الدنيوية، كما كان له أحيانًا دلالات سياسية رمزية. 
 
الحفر على الأحجار والأخشاب 
 
ومن نماذج الفن القبطي يوضح الدكتور لؤي أن هناك العديد من مظاهر استخدام الفن القبطي منها الحفر على الأحجار، حيث أتقن الفنان القبطي الحفر في مادة الحجر بطريقة البارز والغائر، مستخدمًا زخارف آدمية وحيوانية ونبات العنب والطيور، الحفر على الأخشاب حيث كان الفنان القبطى على درجة عالية من الإتقان، وكانت الأخشاب المستخدمة محلية، النسيج حيث بلغ مستوى عالى من الاتقان، وتعتبر صناعة السجاد والنسيج من الفنون التي مارسها المصريون من قديم الزمان ومن أهم الخامات المستخدمة الكتان والقطن، المعادن والعاج والعظم حيث استخدم الفنان القبطي خامات متعددة مثل المعادن فى صناعة المباخر، والقناديل والصلبان والمكاحل والامشاط وحفر عليها بأسلوب بسيط.، الفخار حيث ازدهرت صناعة الفخار فى العصر القبطى لوفرة المادة الخام (الطمي) وكانت مزخرفة بأشكال من الحيوانات والطيور والأسماك ونبات العنب، الأيقونات وهي لوحات مصنوعة من الخشب المرسوم غالبًا مع تلوينها وتثبيتها بخامات طبيعية، الفريسك وهو أسلوب الرسم على الحوائط قبل أن تجف طبقة الأرضية مما يؤدي إلى تماسك الألوان والزخارف.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :