نيوزيلندا .. ورفض الآخر

دكتور صفنات فعنييح
وجع وقد تأجج في الفكر البشري .. ألا وهوا رفض الآخر .. مشكله
مشكله حقيقي تؤرق الفكر البشري ..
لماذا نرفض الآخر ..؟؟ سؤال ولا بد من إجابته ووضع حلول له
من بدأ هذا الإفك الغريب وزرعه في كل مكان علي الأرض ..؟؟
لماذا يكره الناس بعضهم البعض ووصل حد الكراهيه بينهم الي قتل
الآخر وإنهاء قصة وجوده علي الأرض ...  ؟؟
لماذا ترك الناس رحيق المحبه .. وإعتنقوا الكراهيه ديناً ... ؟؟
لماذا أصبح رفض الآخر سببه الدين .. سببه المعتقد ... ؟؟ أو نقدر
نقول ان رفض الآخر أصبح  صوره عامه والأبرز في هذه الصوره
الرفض بسبب الدين .. المعتقد ..!!!!

ولماذا يصل الرفض لحد زوال الآخر .. وإنهاء وجوده  ... ؟؟
لماذا لا نستطيع العيش معاَ ونحن مختلفان ... ؟؟
ولماذا نختلف .. ؟؟
عندما خلق الله الأنسان .. كان يحيا بكمال المعرفه الألهيه الواحده
التي لا تعرف الإختلاف  .. وبعد ان أخطأ الإنسان .. دخلت اليه
المعرفه البشريه .. وأحد مكونات المعرفه البشريه هوا الإختلاف
وجود الرأي والرأي الآخر .. الذي ادخله الشيطان الي فكر الإنسان
في البدايه .. قال الرب الأله لآدم يوم ان تأكل من هذه الشجره
موتاً تموت .. ثم جاء الشيطان وادخل الرأي الآخر قال لهما لن
تموتا .. هذه اللحظه الفارقه التي ولدت فيها بدايه المعرفه البشريه
الرأي والرأي الآخر ....

وجاء قتل قايين لهابيل تأكيدا صارخ لرفض الآخر .. وتصفيه
وجوده .. تماما وبالضبط مثلما يحدث اليوم .. رفض الآخر وتصفيته
والسبب هوا .. هوا .. سبب ديني ..

ومن هذا التاريخ باتت البشريه  المتهاويه فوق وسائد الإختلاف
ووضعت للاختلاف صوره مؤلمه اسمها رفض الآخر .. وتعددت
الأسباب .. اسباب الرفض .. وبرز المعتقد  كسبب قوي في
رفض الآخر وتصفيته ....

كتبت قبل ذلك عن حقيقه ابديه سرمديه .. ان الله واحد وله دين
واحد .. معتقد واحد .. ولا يوجد شئ اسمه وجود ثلاث اديان
سماويه مرسله للإنسان من السماء .. انه معتقد فاشل عايش في
افئدة البشر .. مولود من الفكر البشري الفاشل الملوث .. وكأن
البشر يقدسون الفكر الفاشل  .. الفكر الفاشل يصنع حقائق فاشله
تعيش في افئدة الناس .. يحتفظون بها ويتقاتلون بسببها ...
إنها بلاهه مدججه بالغباوه يلفها التهتك من كل جانب .....

ايها البشر .. لا يوجد ديانه اولي اسمها اليهوديه وتأتي بعدها الديانه
المسيحيه وأضيف لهاتان الديانتين .. ديانه أخري اسمها الديانه
الإسلاميه .. مافيش الكلام ده .. التسميات دي اختراعات بشريه
عاشت في ذهن البشر اصحاب الفكر المتهاوي ...
الناس هم الذين اوجدوا الأختلاف .. وأعتمدوه حقيقه وصنعوا منه
اسباب لرفض الآخر وتصفيته .. .. اوجدوا سبب لرفض الآخر
صنعوا الكراهيه .. صنعوا العنصريه ..
لقد صنع البشر تاريخ نهايتهم .......

إذن الفكر السليم يحمي وجود الإنسان .. كيف لم يفكر الناس في
انه إستحاله يصنع رب السماء ثلاث اديان يبلبل بها فكر الإنسان
ويجعله يتخبط شمالا ويمياً .. ويقف حائرا يتسول إجابات لتساؤلاته
ولا يجد ... فيمعن في التخبط .. ويفقد البشر زمامهم فيتقاتلون  
يقتتلون من أجل المعتقد اللي مش موجود .. ويموتون في سبيله
ايها الناس جميعاً سكان هذه الارض ..
الله واحد وله دين واحد .. معتقد واحد .. ولذلك انا اري انه لا يوجد
سبب للإقتتال .. لا يوجد ....

طيب هنفترض ان هناك ثلاث اديان .. لماذا يرفض معتنقيها
بعضهم بعضا .. لماذا لا نعيش باختلافاتنا في سلام .. لماذا نتقاتل
ونموت .. نريد ان نخرج من توهان العقل الي حقول الفكر
ونتمطي ونستمتع بنور المعرفه الحقه  ...

لماذا نوصف كل من يذهب يفجر نفسه في كنيسه او من يذهب لجامع
ويحصد ارواح الناس بقوه السلاح ان الناس اللي بتعمل كده
مشكوك في قواهم العقليه .. مش دي خيبه برضه ..

الحقيقه ان البشر اجمعين هم المشكوك في قواهم العقليه لانهم بنوا
معتقدات خياليه لا وجود لها واعطوها صك الحقيقه المطلقه ....
بل ان كل واحد اعتقد ان ما يعتقد به هوا الحقيقه المطلقه .. والآخرون
كفره ومصيرهم نار جهنم ....

نحن نعيش في قلب الخيال المريض ونتقاتل ..ونقتل من اجل امراضنا
العقليه .... هأقول كمان لعل احد يفكر معي ...
الله واحد وله دين واحد واسم هذا الدين قصه تعامل الله مع خليقته
منذ ان اوجدها .. ولا يوجد رأي آخر