حفيدات «الحركة النسائية» بجميع «أنواعهن»!
مقالات مختارة | مدحت بشاي
الخميس ١٤ مارس ٢٠١٩
مدحت بشاي
هل تتفق معى عزيزى الرجل مع مقولة الشاعر الفرنسى الشهير «بول إيلوار» عندما قال: «لو وقف الرجالُ لخمسين ألف سنة يعتذرون للنساء عما فعلوه بالمرأة، لما كان ذلك كافياً!.» وأضاف «لا أجد وقاحة فكرية تفوق وقاحة قيام الرجال بوضع التشريعات التى تخص المرأة»؟!.
لا شك، من الصعب أن ينكر حتى جاحد ما تم من مكاسب حصلت عليها المرأة المصرية بعد ثورة 30 يونيو فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.. من حصولها على أكبر عدد من كراسى البرلمان المصرى حصلت عليها المرأة عبر تاريخنا الحديث.. وحصولها على أكبر عدد من الحقائب الوزارية على مدى تاريخ تشكيل الوزارات.. والمرأة لأول مرة «محافظ» بالإضافة لمكاسب أخرى عندما تم سن قوانين للأحوال الشخصية تحيزت للمرأة الأم فى العصر المباركى.
ولأن الحقوق المهدرة أو المتغافل عن ردها لأصحابها لا تعود إلا بالمطالبة بها بإصرار ونضال وعمل يثبت جدارة المظلوم بالحصول عليها، ينبغى أن نتذكر محطات هامة فى رحلة نضال المرأة والمعارك التى خاضتها ونحن فى غمرة الاحتفال بمئوية 1919، وبالرجوع لتفاصيل أحداثها نجد أن المرأة المصرية كان لها مشاركة بارزة فى فعاليات تلك الثورة.. فى 16 مارس (منذ قرن من الزمان) كانت بداية كفاح هدى شعراوى السياسى عندما نظمت مظاهرة نسائية من 300 امرأة مصرية للمطالبة بالإفراج عن سعد زغلول ورفقاء النضال، ومواجهتهن لقوى المحتل.. خرجت كى تتصدى مع الرجال لمقاومة بطش الجندى الإنجليزى، وهو اليوم التاريخى الذى شهد استشهاد أول امرأة عضوة بالحركة النسائية، والتى باستشهادها حمست أخريات فخرجن فى مظاهرة كبيرة ليرفعن شعار الهلال والصليب للتأكيد على مفهوم الوحدة الوطنية، ثم كان توجهن لـبيت الاُمة. ومنذ ذلك الحدث تحتفل المرأة المصرية بـ 16 مارس ليكون يوماً للمرأة المصرية..
وقد حضرت هدى شعراوى أول مؤتمر دولى للمرأة فى روما عام 1923م، وكان معها نبوية موسى، وسيزا نبراوى صديقتها وأمينة سرها وكتبت تقول: «كان من بين ما حققه مؤتمر روما الدولى أننا التقينا بالسنيور موسولينى ثلاث مرات، وقد استقبلنا وصافح أعضاء المؤتمر واحدة واحدة، وعندما جاء دورى وقدمت إليه كرئيسة وفد مصر عبر عن جميل عواطفه ومشاعره نحو مصر وقال إنه يراقب باهتمام حركات التحرير فى مصر.. ».
وواصلت حفيدات «الحركة النسائية» زحفهن النضالى بوقفتهن الرائعة أمام قصر الاتحادية للمطالبة بإسقاط حكم المرشد وتابعه المهندس الكوميديان، فهى لن تنسى له توجيهه التحية العجيبة المهينة لها بقوله «تحياتى إلى المرأة بجميع أنواعها».. إنه تلطف رئيس من أصول إخوانية لتوجيهه تحية رقيقة شاملة للمرأة المصرية، نعم شاملة كل فصائل المرأة بأنواعها، سواء التى موطنها الأصلى كفر الشهيد، أو التى تم تهجينها فى حلايب، أو التى تم إطلاقها فى بيئتها الروحانية فى رابعة العدوية من وجهة نظره، أو هو يقصد تنوع مصادر شتلات ورودها الأصلية، فهل هى المرأة «الوردة» التى ظهرت لأول مرة فى عصره الرائع الحر الديمقراطى على لافتات المرشحات لبرلمان «آخر الزمان» أم تلك النوعية من النباتات التى وقف أمامها مرشده الناصح الأمين وهو ينعى للعالم المتحضر الهجوم غير الإنسانى من جانب العلمانيين أعداء الحياة على مقر السلطنة فى المقطم، فنال هجومهم الغاشم الغادر الفوضوى من أزاهير عصره الرومانسى الحالم، فقال مقولته الشهيرة «وما ذنب النباتات!».
نقلا عن المصرى اليوم